مع الارتفاع الحاد في حالات الاستشفاء من فيروس COVID-19، أعرب مسؤولون عن وحدات العناية المركزة في مونتريال عن قلقهم بشأن احتمال زيادة سعة وحدة العناية المركّزة في الأسابيع المقبلة، وهو ما سينعكس على جودة الرعاية.
فخلال الموجة الأولى من الوباء في الربيع الماضي، عالجت وحدات العناية المركزة فيMontreal ICU مرضى COVID-19 بشكل حصري تقريباً – نتيجة لقرار وقف العمليات الجراحية الاختيارية،وهو ما أسفر عن عدد قليل جداً من المرضى غير المُصابين بالوباء، الذين يحتاجون إلى رعاية مركزة.
لكن خلال الموجة الثانية، تعالج وحدات العناية المركّزة العديد من المرضى غير المصابين بفيروس كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا.
وقال الدكتور رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى اليهودي العام بول وارشاوسكي: “نحن قلقون للغاية من أنّه في غضون أسبوعين، قد تكون وحدة العناية المركزة في مستوى يصعب تحمله. ومن من المحتمل أن نصل إلى الطاقة المفرطة، عندها هل سنتمكن من تقديم رعاية جيدة؟”.
مخاوف مشتركة
من جهته، شارك رئيس وحدة العناية المركزة في مستشفى Santa Cabrini شارك الدكتور فيليب رولا مخاوف وارشوسكي بشأن تجاوز وحدات العناية المركزة طاقتها، وقال: “خلال ذروة الموجة الأولى، عالجت وحدة العناية المركزة التابعة 30 مريضاً من COVID-19 وحوالى 5 لم يكونوا مصابين بمرض الوباء. الآن، الأمر عكس ذلك تقريباً، مع وجود حوالى 20 مريضاً غير مُصابين بالوباء و8 أو 9 مرضى مصابين. والقلق من أن ارتفاع حالات الاستشفاء بسبب فيروس كورونا المستجد سيؤدي في النهاية إلى المزيد من مرضى الرعاية الحرجة، بالإضافة إلى أولئك الموجودين في وحدة العناية المركزة الذين لا يعانون من فيروس كورونا”.
وفيما استأنفت السلطات الإغلاق الثاني ، لكن سيمر بعض الوقت قبل أن يكون هناك تأثير إيجابي على وحدات العناية المركزة، حيث أعلن رئيس الوزراء فرانسوا لوغو يوم الثلاثاء، عن “عطلة قسرية” للحد من الموجة الثانية التي تنطوي على إغلاق الأعمال غير الأساسية من 25 كانون الأول / ديسمبر حتى 11 كانون الثاني / يناير وإبقاء المدارس الابتدائية مغلقة لمدة أسبوع إضافي.
وقال ورشوسكي: “التوقيت مؤسف للغاية. الحكومة لا تريد الإغلاق إلا بعد عيد الميلاد بسبب الناس الذين يريدون الاستعداد للعيد، والأشخاص الذين يريدون الاحتفال، لكن كأطباء، نحن ننظر إلى شيء واحد فقط، هو قدرة الموارد في المؤسسات الاستشفائية على تلبية الاحتياجات، فإذا كانت لدينا كوادرنا، لكنّا أغلقنا أبوابنا اليوم فإنّ الأمر يكون أفضل، ونحن نخشى أن نصل إلى النقطة التي تصبح فيها الموارد ضئيلة”.
القطاع الطبي يُصاب
أما سونيا بيلانجر (رئيسة مركز قيادة COVID-19 في المدينة)، فأكدت أنّ هناك حالياً 384 شخصاً يدخلون المستشفى بسبب مرض الجهاز التنفسي في مونتريال، بزيادة أكثر من 100 منذ الأسبوع الماضي. ومن هذا العدد ، يتلقى 52 شخصًا الرعاية في وحدات العناية المركزة، وكانت السلطات قد خصّصت 1000 سرير مستشفى في مونتريال لمرضى COVID-19 (من بينها 125 سريراً مخصصاً لمن يحتاجون إلى العناية المركزة)، لكن ذلك كان ذلك قبل ارتفاع معدل تغيّب الممرضات والعاملين الصحيين الآخرين، حيث أصبح ما مجموعه 429 من المهنيين الصحيين في مونتريال مصابين بـCOVID-19 ، وبالتالي لا يمكنهم العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يتغيب 500 آخرون أثناء انتظارهم لنتائج اختباراتهم، لتفقد مونتريال أيضاً ما لا يقل عن 800 ممرضة تركن المهنة أثناء الوباء.
وعلى الرغم من أن السلطات بدأت ببطء في تطعيم سكان مراكز الرعاية طويلة الأمد، إلا أن إكمال هذا الجهد سيستغرق شهوراً. وعلاوة على ذلك، لن يتم تحصين أولئك الذين تم تطعيمهم إلا بعد حقنة التعزيز الثانية، التي سيتم تسليمها في غضون ثلاثة أسابيع.وهو ما يطرح إمكانية ارتفاع حالات COVID-19 ودخول المستشفيات.