طالبت مجموعة مؤلفة من 13 متخصصاً بإنهاء حظر التجول في كيبيك، وذلك في خطابٍ تم توجيهه إلى حكومة المقاطعة ونُشر يوم الأحد.
وشملت المجموعة أخصائيين من مختلف المجالات، من علماء الاجتماع إلى الخبراء القانونيين.
وجاء في الخطاب: “هل ستواصل الحكومة فصل كيبيك عن بقية كندا كل شتاء من خلال حظر حرية الناس عندما يحل الظلام؟”.
وجادل مؤلفو الخطاب بأن حظر التجول العام الماضي لم يساهم في إبطاء انتشار COVID-19، وذلك بناءاً على بيانات تم جمعها خلال عامي 2020 و 2021.
يُذكر أنه وفي عام 2021 ، أصدرت حكومة المقاطعة حظر تجول بدأ في يناير/كانون الثاني، أثناء ذروة الموجة الثانية، وانتهى في مايو/أيار. وخلال هذا الوقت، انخفض العدد الإجمالي لإصابات COVID اليومية بشكل كبير.
وأوضحت وزارة الصحة في كيبيك في بيانٍ لها يوم الجمعة:”تظهر الدراسات أن حظر التجول كان مفيداً في منع السفر والتجمعات في وقتٍ بقي فيه عدد الإصابات مرتفعاً بين عامة السكان”.
لكن وفقاً لدراسة بعنوان “CONNECT” ، أجراها معهد الصحة العامة في كيبيك (INSPQ) ، بقيت نسبة التجمعات في المنازل ثابتة نسبياً قبل وبعد فرض حظر التجول.
فمثلاً، في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020 ، كان متوسط عدد جهات الاتصال المنزلية اليومية للفرد 1.7. وارتفع هذا الرقم بشكل طفيف في ديسمبر/كانون الأول إلى 1.8 ، وانخفض من جديد إلى 1.7 خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومارس/آذار.
ولهذا السبب، ذكر مؤلفو الخطاب أنه وعلى الرغم من احتمال كون حظر التجول مرتبطاً بانخفاض عدد الإصابات ، إلا أنه ليس بالضرورة سبب هذا الانخفاض.
وتابعو قائلين:”لم تبين الحكومة قط فعالية حظر التجول، وتجنّبت مناقشة الأرقام بعناية وتحيّز”.
ما تقوله الأبحاث
على الرغم من قلّة الدراسات حول فعالية حظر التجول، إلا أن الأبحاث من فرنسا تشير إلى ارتباط حظر التجول بتباطؤ انتشار الفيروس، حتى عندما لا يتم تطبيق تدابير الإغلاق مثل إغلاق الحانات والمطاعم.
ومن المثير للاهتمام أن حظر التجول كان فعالاً بشكل خاص في الحد من انتشار المرض بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 60 فما فوق ، أي السكان الأكثر ضعفاً. كما شهدت الفئة العمرية الأصغر – من سن 0 إلى 19 – عدداً أقل من الإصابات عند تنفيذ إجراءات الإغلاق.
وعلى الرغم من أن هذه المعلومات تشير إلى أن حظر التجول يمكن أن يكون أداة فعالة لمكافحة COVID-19 ، لفت مؤلفو الدراسة إلى أن تدابير COVID غير المتسقة في جميع أنحاء فرنسا يمكن أن تعقّد الأمور.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم إجراء أي بحث مماثل في كيبيك ، على الرغم من أن إحدى الدراسات وجدت أن حظر التجول العام الماضي قلل من التنقل ليلاً بشكل كبير.
ومع ذلك ، لا تجزم هذه الدراسة ما إذا كان هذا الانخفاض مرتبطاً بانخفاض الإصابات اليومية بالفيروس.
آثار جانبية
بالإضافة إلى التشكيك في فعالية حظر التجول ، أعرب الخطاب أيضاً عن القلق بخصوص الصحة النفسية لسكان كيبيك ، الذين قد يعانون من “إجهاد وبائي” ، وللفئات الضعيفة مثل الأشخاص المشردين والأشخاص ذوي الإعاقة.
وجاء فيه: “الجهد الجماعي لتقليص منحنى الموجة الخامسة يجب أن يسمح للناس بالاستمتاع بالحياة بطريقة أو بأخرى، من خلال الأنشطة والمشي في مجموعات صغيرة في أماكن خارجية آمنة”.
وأضاف: “إن حرمان سكان كيبيك من إمكانية التواجد في الهواء الطلق في المساء والليل ، بعد العمل أو المدرسة ، هو فكرة سيئة للغاية ، لأنه قد يشجع الناس على المخاطرة بالتجمّع في الداخل سراً”.
كما اعترف MSSS بالدراسات التي توضّح “الآثار السلبية المحتملة لحظر التجول على نمط الحياة” ، لكنه لم يحدد ماهية هذه التأثيرات.
وصرّح في بيانٍ له: “يتم تقييم مزايا وعيوب جميع التدابير ، وتستند التدابير التي توصي بها قبل الصحة العامة إلى الاعتبارات الصحية في المقام الأول ، بالإضافة إلى إدارة المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها السكان”.
المصدر: CTV