يمكن القول أن معظم الكنديين أصبحوا يتجهون مرة أخرى إلى جعل مدخرات التقاعد أولوية بالنسبة لهم، لا سيما مع عدم اليقين الاقتصادي الذي يثير القلق بشكل كبير بشأن مواردهم المالية.
وفقاً لبحث جديد من Edward Jones Canada فإن ما يزيد عن النصف من الأشخاص يخططون للإضافة إلى خطط مدخرات التقاعد المسجلة (RRSPs) هذا العام، وهذه قفزة كبيرة من 33٪ العام الماضي، كما أن 23٪ منهم يتوقعون المساهمة بأقصى مبلغ مسموح به.
لا بد من التأكيد على أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عام هم أكثر عرضة بنسبة 22٪ للإضافة إلى خطة RRSPs الخاصة بهم، وبالمثل من المتوقع أن يضيف 23٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 54 عام القليل إلى مدخراتهم في خطة RRSP، وحوالي 15٪ يخططون لوضع الحد الأقصى للمبلغ.
من زاوية أخرى تبدو هذه البيانات غير منطقية لأن ارتفاع تكلفة المعيشة يعزز النفقات، مما يجعل الادخار للتقاعد أمراً صعباً، حيث تشير البيانات إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 9 في المائة بشكل عام في عام 2022.
وبطبيعة الحال فإن مستويات الدخل والديون هي أيضاً عوامل تؤثر على الميزانيات وتمنع الناس من الإضافة إلى خطط RRSP الخاصة بهم، لكن مع ذلك يقول عدد أكبر من الناس هذا العام إنهم قادرون على وضع أموال في خطة RRSPs الخاصة بهم مقارنة بالعام الماضي.
هذه التوقعات بزيادة المساهمة لا تعني أن الناس ليسوا قلقين بشأن الكيفية التي سيؤثر بها الاقتصاد على ميزانياتهم في الأشهر المقبلة، لا سيما أن معدلات الفائدة المرتفعة ونمو التضخم فوق هدف البنك المركزي عرض الاقتصاد لخطر الركود، وهذا سيكون له عواقب على الموارد المالية للناس مما يجعلهم يحاولون تعزيز مدخراتهم التقاعدية هذا العام.
تجب الإشارة إلى أن خطة RRSPs ليست أدات الاستثمار الوحيدة التي يستخدمها الكنديون للادخار للتقاعد، حيث يتم استخدام حسابات التوفير المعفاة من الضرائب (TFSAs) من قبل 51٪ من المدخرين، وحوالي 11٪ أيضاً يتحولون إلى العقارات كاستثمار، وكل خيار من هذه الخيارات له مزايا وعيوب مختلفة.
يذكر أخيراً أن الموعد النهائي لتقديم مساهمات RRSPs يقترب بسرعة، وسيتم إغلاق نافذة المساهمة في 1 مارس/أذار 2023.