في وقت سابق من هذا العام، توقع الكثيرون أن هناك انخفاضاً سيطرأ على أسعار المنازل، استجابةً لعدم ثبات الوضع الاقتصادي بسبب الجائحة، إلا أنّ سوق مونتريال أثبت قدرته على الصمود، فعلى العكس، كانت أسعار المنازل داخل وخارج جزيرة مونتريال قد ارتفعت.
وقد أوضح “جورج جوشر”، وهو المدير العام لشركة Royal LePage ” أنه بالنسبة للكثيرين، فإن القيود التي فرضها الوباء “دفعت الناس على الرغبة في المزيد من المساحة.
وقال “تخيَّلْ وجود زوجين شابين في العشرينات من العمر، كلاهما يعملان من المنزل، يعيشان في شقة تبلغ مساحتها 700 قدم مربع، في “Griffintown”.
لكن تخيّل أنك تعيش بمفردك في منزل بالمساحة ذاتها، فإن ذلك غالباً سيفقدك عقلك”.
وأضاف: “بدأ العام قويّاً، حيث كان موسم المبيعات مزدحماً للغاية، خصوصاً بعد عيد الميلاد مباشرة”.
وأردف قائلاً: “في الأسابيع العشرة الأولى من العام، لم نشهد مثل هذا النشاط المزدهر”.
ولكن بعد ذلك، وضع الحجر الصحي وحظر التجوّل، حداً للزيارات المنزلية، وقام أصحاب العقارات بتعليق ممارساتهم التجارية، محاولين البحث عن طرق بديلة لتنفيذ الأعمال، مثل الزيارات الافتراضية، أو استخدام طائرات بدون طيّار، حيث يمكنهم بذلك أن يجمعوا فيديوهات مصوّرة خاصة بممتلكاتهم العقارية.
ولكن بعد ذروة الموجة الأولى من COVID-19، قال “جوشر” إن الناس يتوقون إلى زيادة مساحة منازلهم،
تاركين المدينة إلى الضواحي، وبذلك يمكنهم مواصلة أعمالهم من المنزل، أو حتى استثمار أموالهم في العقارات المنزلية في ضواحي المدينة.
“كان سماسرة العقارات في Laurentians قد أعدّوا خطط أعمالهم لمدة عام، أو عامين، وأحياناً لثلاث سنوات، لكن تم بيع العقارات المخطط لها بشكل مفاجئ في هذا العام.”
“كان الأمر أشبه بشريط مطاطي، يتمدد ويتمدد حتى ينقطع.”
أوضح “جوشر” أنه بسبب ارتفاع الطلب، فقد أدى العرض المحدود للمنازل المعروضة في السوق، إلى ارتفاع الأسعار في “منطقة مونتريال الكبرى”.
لكن بالرغم من ذلك، فإن الطلب على المنازل في الضواحي، لا يعني أن أسعار المنازل في وسط المدينة سوف ينخفض.
وتابع: “على مدى التاريخ، فإن وسط المدينة هو آخر من يلحق به الضرر، وأول من يتم تعويضه دائماً”.
وأضاف: “على الرغم من الارتفاع في الأسعار، فإن تكلفة العقارات في مونتريال لا تزال ميسورة، أكثر من مدن أخرى، مثل تورنتو وفانكوفر، حيث أصبحت العقارات فيهما صعبة المنال بالنسبة للكثيرين”.
التطلع إلى عام 2021:
بينما توقعت مؤسسة “الرهن العقاري والإسكان الكندية” أن الأسعار على الصعيد الوطني ستتجه للانخفاض في عام 2021، وكذلك توقعت بعض أكبر البنوك في البلاد استمرار النمو الضعيف لأسعار العقارات، فإن توقعات شركة Royal LePage كانت أكثر تفاؤلاً، حيث توقعت ارتفاعاً بنسبة 6% في أسعار المنازل في عام 2021.
تتوقع الشركة لعام 2021، أن يبلغ متوسط سعر المنزل القياسي المكون من طابقين في منطقة مونتريال 656.200 دولاراً، كما أنه من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر الشقة السكنية 382.600 دولاراً.
يذكر أن “الرابطة المهنية لسماسرة العقارات” في كيبيك تحدثت عن عام قياسي من المبيعات، في 2020، وتوقعت أن تصل الصفقات إلى ما يقارب 110.000 صفقة.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن “تشارلز برانت”، وهو مدير قسم تحليل سوق الجمعيات العقارية” ، كان حذراً في تفاؤله، حيث قال في بيان صحفي: “بعد المبيعات الهائلة في عام 2020، فإننا سنعود إلى المستوى الطبيعي من المبيعات، بالتزامن مع ظروف السوق التي لا تزال مناسبة للبائعين”.