كان تقديم أسبوع عمل مؤلف من 4 أيام لموظفي Alexandre Vignola Côté وشريكه في العمل Francis Campbell، مسألةً تتعلق بإيجاد الطريقة الأكثر فعالية لإنجاز العمل.
و شارك الثنائي في تأسيس شركة Expedibox، وهي شركة ناشئة مقرها Eastern Townships تقوم بإعلام الناس بتلقيهم طرداً بريدياً عن طريق البريد الإلكتروني.
وقرر الشريكان أن يعرضا على موظفيهم 32 ساعة عمل في الأسبوع، ويتوجب إكمال معظم الساعات بين الساعة 9:30 صباحاً و 3:30 مساءاً، من الإثنين إلى الخميس. بينما يمكن إكمال الساعات الـ 12 المتبقية عندما يريد العمال ذلك.
وأوضح Vignola Côté: “يمكنهم أخذ إجازة يوم الجمعة في حال أكملوا 32 ساعة بحلول هذا اليوم. نحاول دائماً إيجاد طريقة لنكون أكثر كفاءة، وأن نكون أسرع و أكثر إنتاجية ضمن وقت أقل”.
وقد أحدثت نتائج مشروع تجريبي تم إجراؤه بين 2500 عامل ضمن عدد من القطاعات في أيسلندا ضجةً الأسبوع الماضي.
حيث وجدت الدراسة التي استمرت لـ4 سنوات أن الموظفين أبدوا “رفاهية أكبر ، وتوازناً أفضل بين العمل والحياة، و روح تعاونية أفضل في مكان العمل، بالإضافة إلى الحفاظ على المعايير الحالية للأداء والإنتاجية”.
ما السبب وراء نجاح برنامج أيسلندا التجريبي الذي يخص اسبوع العمل المؤلف من 4 أيام؟
تساوت النتائج التي توصلت إليها آيسلندا مع التجارب المماثلة التي أجريت في السنوات الأخيرة حول العالم، ويبدو أن وصولها بالتزامن مع تفكير الناس في العودة إلى المكاتب كان في الوقت المناسب.
وبالفعل ، شهدنا نقاشاً مجتمعياً حول مستقبل العمل في يونيو/حزيران. حيث نشرت مجلة Time مقالاً بعنوان “كشف الوباء عن مدى كرهنا لوظائفنا. نحن نملك فرصة لإعادة صياغة العمل”. كما نشرت Vox قصة خلال الأسبوع الماضي بعنوان “أيام أسبوع العمل المؤلف من 5 أيام قد ولّت”.
والجدير بالذكر أن شركة David Suzuki في كيبيك وأتلانتيك كندا، والتي تُديرها Sabaa Khan، تبنّت أسبوع عمل مؤلف من 4 أيام منذ إنشائها في عام 1997.
وأكدّت Khan أن المؤسسة لم تكن بحاجة إلى دراسات لمعرفة أن الموظفين سيكونون أفضل حالاً عند عملهم لمدة 4 أيام في الأسبوع.
وقالت: “مهمتنا هي حماية الطبيعة والحفاظ عليها والابتعاد عن أنماط الإنتاج والاستهلاك الضارة. ما يعني أيضاً يعني تغيير طريقة عملنا”.
تعمل Khan وزملاؤها 34 ساعة في الأسبوع، أي ليس أقل بكثير من أسبوع العمل الكندي المعتاد من 37.5 إلى 40 ساعة.
وهي تأمل أن تحذو كندا حذو أيسلندا من خلال تجربة مشروع تجريبي مماثل في القطاع العام.
وتعتقد أيضاً أن جائحة COVID-19 يجب أن تُحدث تغييرات في كيفية تعاملنا مع العمل.
رفع الكفاءة وليس تخفيض الإنتاج
كما اعتبر Jean-Nicolas Reyt، الأستاذ المساعد في السلوك التنظيمي في جامعة McGill، والذي يركز بحثه على مستقبل العمل، أن أسبوع العمل المكون من 5 أيام هو إجراء تعسفي تم تنفيذه منذ حوالي قرن من الزمان.
وقال: “يستحيل أن يكون الناس منتجين لمدة 8 ساعات في اليوم، 5 أيام في الأسبوع”.
وأضاف أن الأجيال الشابة بدأت في البحث عن مزيد من المرونة في جداول عملهم وبيئاتهم. وتابع: “الأمر لا يتعلق بتخفيض الإنتاج، ولكن بأن تكون أكثر كفاءة”.
وأشار إلى أن أسبوع العمل المكون من 5 أيام أصبح قديماً، حيث يعمل كلا الزوجين في معظم العائلات، مما يُصعّب تحقيق التوازن بين التطور الوظيفي والنمو الأسري.
لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد لاحظ Vignola Côté من Expedibox، أن العمال المخضرمين في شركته هم من يريدون مزيداً من المرونة، في حين كان الموظفين الأصغر سناً أكثر قلقاً بشأن كسب ما يكفي من المال.
لكنه بيّن أن النموذج كان ناجحاً بالنسبة لشركته وتوقع أن يصبح معياراً جديداً.
وهو يعتقد أن التغييرات واسعة النطاق في طريقة عملنا باتت وشيكة.
اقرأ أيضاً: