من المرجح أن يستمر التركيز على أسعار الطاقة خلال العام المقبل وذلك بعد أن حظيت بقدرٍ كبير من الاهتمام على مدار الاثني عشر شهراً الماضية.
ونظراً لأن الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية ، مما أدى إلى ارتفاع حاد في التضخم ، فقد أصبحت المخاوف بشأن أمن الطاقة ذات أهمية قصوى ، خاصةً في أوروبا ، مما دفع قادة العالم مثل جاستن ترودو وجو بايدن إلى حث شركات النفط على زيادة الإنتاج بسرعة.
ولم تكن شركات النفط والغاز الطبيعي في أمريكا الشمالية قادرة على الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة في جميع أنحاء العالم بالقدر الذي كان متوقعاً في البداية ، حتى مع استمرار إمدادات الطاقة في كونها قضية عالمية مسيسة إلى حد كبير. وكان المستهلك هو المتضرر الأكبر في النهاية.
ويمكن أن يكون عام 2023 عاماً مثيراً للاهتمام ، ليس فقط بسبب أسعار النفط ، ولكن العديد من الجوانب الأخرى لقطاع الطاقة ، مثل الارتفاع السريع في محطات شحن المركبات الكهربائية في جميع أنحاء كندا.
• أسعار النفط
انخفض سعر النفط القياسي في أمريكا الشمالية بنحو 40٪ في الآونة الأخيرة من ذروته في زمن الحرب.
ويوفر ذلك نوعاً من الراحة للسائقين ، بينما يبطئ أيضاً معدل التضخم.
ولسوء الحظ ، يمكن أن تكون هذه الراحة قصيرة المدى نظراً لأن العديد من البلدان لا تمتلك الكثير من مخزون النفط ، وقد يتسبب الوقود المكرر مثل البنزين والديزل في ارتفاع الأسعار ، خاصةً عندما يقترن بالتوقعات بأن التباطؤ الاقتصادي قد يكون طفيفاً نسبياً.
وفي غضون ذلك ، توقع خبراء الطاقة في RBC Capital Markets أن تصل أسعار النفط إلى حوالي 100 دولار أمريكي للبرميل خلال عامي 2023 و 2024 ، وأشاروا إلى أن هذه الأسعار تستند إلى العرض والطلب والافتقار العام للاستثمار في إنتاج المزيد من النفط.
•أسعار الوقود
بلغ متوسط أسعار البنزين في جميع أنحاء البلاد حوالي 1.40 دولار / لتر في الأسابيع الأخيرة ، مقارنةً بالذروة التي شهدناها في يونيو/حزيران عند 2.14 دولار.
وانخفضت أسعار الديزل بشكل طفيف من أعلى مستوى لها عند حوالي 2.30 دولار / لتر في نوفمبر/تشرين الثاني إلى ما يزيد قليلاً عن دولارين حتى نهاية العام.
وسيؤدي انتعاش أسعار النفط إلى ارتفاع أسعار الوقود مرة أخرى ، مما قد يؤثر أيضاً على أسعار المواد الغذائية والتضخم بشكل عام.
• انتهاء العمل على خطوط الأنابيب
وبالحديث عن النفط والغاز ، يحتمل أن بتم الانتهاء من مشروعين لخطوط الأنابيب بمليارات الدولارات في غرب كندا في الأشهر الـ 12 المقبلة ، بعد سنوات من التأخير وتجاوز التكاليف.
وسيقوم توسيع خط أنابيب Trans Mountain بوصل أنابيب تصدير النفط الحالي من ألبرتا إلى الساحل الغربي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع واجه معارضة كبيرة ، إلى جانب تحديات مالية وقانونية. حيث اشترت الحكومة الفيدرالية المشروع في عام 2018 ولا تزال بعض مجموعات السكان الأصليين تسعى إلى الملكية المحتملة. إلا أن عمليات البناء اكتملت بنسبة 75٪.
وفي الوقت نفسه ، يعد خط أنابيب Coastal GasLink ، الذي سينقل الغاز الطبيعي من شمال شرق بريتيش كولومبيا إلى الساحل ، جزءاً من منشأة تصدير LNG Canada التي لا تزال بعد بضع سنوات من الاكتمال. وواجهت شركة Coastal GasLink نصيبها من المعارضة والتحديات ، إلا أن عمليات البناء اكتملت بنسبة 80٪ تقريباً في هذه المرحلة.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من مشروعي خط الأنابيب في عام 2023 ، لكن وبالنظر إلى التأخيرات التي سبق وحصلت ، فلن يكون من المفاجئ أن يستمر العمل حتى عام 2024.
•الطاقة الصديقة للبيئة
تتوقع قطاعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في البلاد أن يكون عام 2023 من الأعوام المميزة. حيث بدأ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في كندا ، وهو مشروع Travers التابع لشركة Greengate Power Corp بتكلفة 700 مليون دولار في جنوب ألبرتا ، بإنتاج الطاقة في عام 2022 ومن المتوقع أن يكتمل بحلول نهاية عام 2023.
ويعد هذا المشروع أحد أكبر مشاريع الطاقة الصديقة للبيئة التي ستزيد من كمية الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البلاد.
ويتواجد جزء كبير من هذا النمو في ألبرتا ، حيث تنتج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حوالي 26٪ من الكهرباء في المقاطعة.
• شحن السيارات الكهربائية (EV)
من المقرر أن ينمو عدد محطات شحن السيارات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد مرة أخرى في عام 2023.
والجدير بالذكر أن هذا النمو قد يهم بشكل خاص أولئك الذين يفكرون في شراء سيارة كهربائية ولكن لديهم بعض القلق بشأن نفاد الطاقة على الطريق السريع.
وفي ضوء ذلك، أعلنت العديد من الشركات أنها تخطط للنمو، حيث تنوي شركة Parkland Corp بناء واحدة من أكبر شبكات شحن المركبات الكهربائية فائقة السرعة في غرب كندا من خلال مضاعفة عدد محطات الشحن من Vancouver Island إلى Calgary.
وفي الآونة الأخيرة ، أعلنت شركتي Shell و Petro-Canada عن خطط تركز على شحن المركبات الكهربائية كجزء من استراتيجية طويلة الأجل لتعزيز الإيرادات وتعويض انخفاض مبيعات البنزين المتوقع في المستقبل.
ووفقاً لـ Natural Resources Canada، هناك بالفعل أكثر من 8000 محطة شحن كهربائية متاحة للسكان.