تواجه كندا شبح “أكبر ارتفاع في عدم المساواة على الإطلاق”، حيث ترتفع قيمة محافظ المستثمرين، بينما ينضم مئات الآلاف من الأشخاص إلى صفوف العاطلين عن العمل.
وحسب ما ذكرت “منظمة أوكسفام كندا” لمكافحة الفقر في تقرير جديد، فإنّ المليارديرات البالغ عددهم 44 مليارديراً – كما أدرجتهم مجلة Forbes – أضافوا ما مجموعه 63.5 مليار دولار من الثروة، منذ أنْ بدأت أسواق الأسهم والسندات في التعافي في آذار / مارس 2020.
وقالت أوكسفام: “إنّ الأثرياء في جميع أنحاء العالم تعافوا من الصدمة الاقتصادية للوباء، لكن بالنسبة لفقراء العالم، فإنّ التعافي سيستغرق عقداً من الزمن”.
ووفقاً لإحصاءات بنك CIBC: “يواجه الكنديون في الطرف الأدنى من السلم الاقتصادي تحدياً كبيراً لثروتهم، حيث انخفض التوظيف في كندا بمقدار 636 ألف وظيفة منذ بدء الوباء، ويعمل 488 ألف شخص آخر أقل من نصف ساعات عملهم المعتادة”.
وفي تقرير حديث، وجد الاقتصاديون في CIBC أنّ واحدة من كل 5 وظائف ذات دخل منخفض في كندا قد اختفت خلال 2020، بينما أضافت البلاد ما يقرب من 350 ألف وظيفة ذات دخل أعلى في نفس الوقت.
أداء كندا ليس سيئاً
وقالت مديرة السياسات والحملات في “أوكسفام كندا” ديانا ساروسي: “تتحمل النساء والجماعات العرقية والإثنية المهمّشة وطأة هذه الأزمة، فهم أكثر عرضة للوقوع في براثن الفقر والجوع أو استبعادهم من الرعاية الصحية. ومع ذلك، من المرجّح أن يعملوا في وظائف الخطوط الأمامية التي تزيد من تعرضهم للفيروس”.
وتدعو المنظمة البلدان في جميع أنحاء العالم إلى فرض ضريبة طارئة بنسبة 1% على “الأرباح الزائدة”، وهي فكرة دافع عنها الحزب الديمقراطي الجديد في كندا، وإذا تمَّ فرضها على 32 شركة عالمية فقط شهدت أكبر زيادة في الأرباح وسط الوباء، فإنّه يمكن جمع 104 مليارات دولار أمريكي (132 مليار دولار كندي) عن 2020، وسيكون ذلك كافياً لتغطية إعانات البطالة الوبائية ودعم الأطفال.
وإذ لفت ساروسي إلى أنّ “أداء كندا ليس سيئاً تماماً مثل بعض البلدان الأخرى، لكنها تبرز بطريقة سيئة في سياسات الإجازات المرضية”، أشار إلى أنّ “هناك مقاطعتان فقط – كيبيك وجزيرة الأمير إدوارد – لديهما أيام إجازة مرضية إلزامية للعمال قبل اتخاذ تدابير الطوارئ خلال الوباء، على الرغم من أن العديد من أرباب العمل عرضوا بعض أيام الإجازة المرضية مدفوعة الأجر”.
وقدّمت الحكومة الفيدرالية إعانة التعافي من المرض الكندية (CSRB) في الخريف الماضي، حيث تقدّم 500 دولار في الأسبوع لمدّة تصل إلى أسبوعين، لكن بعض الوكالات الصحية اعتبرت أن هذا لا يكفي بحد ذاته لإحداث فرق، لأنه يدفع أقل من بدوام كامل.
تزايد الفجوة بين الجنسين
وتشعر ساروسي بالقلق بشكل خاص إزاء الفجوة المتزايدة بين الجنسين في هذا الوباء، مشيرة إلى أن النساء – وبشكل غير متناسب النساء ذوات البشرة الملونة وذوات الإعاقة – يتحملن العبء الأكبر من الضربة الاقتصادية، مشيرة إلى أنّ 70% من الوظائف المفقودة بسبب الوباء كانت بين النساء، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنهن تركز في الصناعات ذات الأجور المنخفضة التي تضررت بشدة.
ولفتت إلى أنّ “إصلاح صناعة رعاية الأطفال في كندا يجب أن يكون جزءاً رئيسياً من الإصلاحات”، مشيرة إلى أنّ “النساء، على وجه الخصوص، تمَّ دفعهن إلى أدوار جديدة في تقديم الرعاية أثناء الوباء”.
وختمت: “يشكل نموذج رعاية الطفل المدعوم في كيبيك أحد النماذج التي يمكن لكندا أن تحاكيها. وقد أشاد خبراء السياسة بالبرنامج، الذي يكلف الآباء ما بين 7.30 دولارات و20 دولاراً في اليوم، حيث أكدوا أنّه السبب الأساس لوجود نسبة أعلى من النساء في كيبيك في القوى العاملة، مقارنة بالمقاطعات الأخرى”.