مونتريال : عندما سمع “ناثان ليدوك لافين” بأنّ إمدادات بنك الطعام المحلي تتقلّص قبل الإجازة، بدأ الفتى البالغ من العمر 11 عاماً، بالعمل.
وقال ناثان، الذي يعيش في شاتوغواي في ساوث شور بمونتريال: “قرّرتُ مساعدة بنك الطعام لأنّ الطعام ينفد، عليَّ مساعدتهم في الحصول على عيد ميلاد سعيد”.
لقد وضع هدفاً يتمثّل بملء سيارتي والديه بمواد البقالة، والتبرّع بكل شيء لبنك الطعام في شاتوغواي، لكنه تمكّن من فعل أكثر من ذلك بكثير – إذ رحّب المجتمع بجهود الصبي، وعمل على دعمه – فجمع ما يكفي لملء السيارتين عدّة مرّات، بحيث حقّق ما لا يقل عن 950 دولاراً من التبرّعات النقدية – ولم ينته بعد.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يعمل فيها ناثان لمساعدة المحتاجين، بل قبل عامين، ساعد عائلة قبل العطلة بقليل ويتذكّر مدى امتنانهم، وقال: “عندما أرى شخصاً سعيداً، أشعر بالسعادة”.
أم فخورة بإبنها
وفيما يأمل الفتى بجعل هذا الطعام تقليداً سنوياً، أعربت والدته تانيا مورلوك عن عميق افتخارها بنجلها، وقالت: “لم نتوقع أن يكون الدعم بهذا الحجم. لقد انبهرت لأنّ الأطفال الصغار لا يتخذون كل يوم خطوات كبيرة لمساعدة الآخرين. فناثان اتخذ قراره للتو، وتطوّر المشروع من هناك”.
وتابعت: “أنا سعيد جداً به، فهو أكبر من سنوات عمره بكثير. وعندما يفكر بمشروع ما يحققه، وكل جهد صغير يحوّله إلى مشروع كبير”.
هذا وتتجوّل العائلة لتقوم بعملية التوزيع كل ليلة، بعدما خصصوا نقاط توزيع في شركتين محليتين، Pâtisserie Obsession في Châteauguay و Coiffure Capri في LaSalle.
بنك الطعام ممتن
وانطلاقاً من فخره بالصبي، ينشر بنك الطعام Châteauguay معلومات عن تقدّمه ونشاطه عبر صفحته على Facebook ، ويشارك الصور ويشجع جهوده. وجاء في منشور يوم الأربعاء الماضي “استمر في ذلك يا ناثان. مجتمعنا يشكرك ويهتف لك”.
وقالت رئيسة المنظمة مارسيا ماكينيس: “إن حملة الطعام السنوية هذا الخريف كسبت حوالى نصف الكمية المعتادة. الوباء أصاب منظمات مثل منظمتنا بشدة، وبينما يوجد لدى البنك متطوّعون على استعداد للمساعدة ، كانت الرفوف خالية إلى حد ما”.
وتابعت: “الحصول على مساعدة مثل هذه، وخاصة من شخص في مثل هذه السن المبكرة، أمر لا يصدق. هذا النوع من المساعدة سيجعل ما لدينا يدوم لفترة أطول ولن نضطر إلى إنفاق أي أموال لفترة أطول قليلاً مما نفعل في العادة”.
من العلم إلى المجتمع
يُشار إلى أنّ ناثان استوحى المشروع من عملية تقديم الطلبات في المدرسة الثانوية، والتي سألته عما سيفعله لتحسين المجتمع، فقرّر عدم الانتظار حتى يكون في الصف السابع ليبدأ عمله، وبدلاً من ذلك، أراد أن يُحدِثَ فرقاً على الفور، فتوجّه إلى بنك الطعام المحلي وازدهرت فكرته من هناك.
وإذ اعترف الفتى بأن العمل مع عائلته قد يكون مزعجاً بعض الشيء في بعض الأحيان، لكنها “رياضة جماعية”، قال: “أفضل جزء هو مدى نجاح هذا الجهد الجماعي، فلم أكن أتوقع هذا القدر من التعاطف والطعام”.