بعدما أسفر تفشّي جائحة COVID-19 حول العالم، متسبّبة بحالة من الفوضى والهلع ونشر الضحايا، إلا أنّ الضوء بدأ يلوح في نهاية النفق، مع الإعلان عن أن شركات الأدوية الكبرى لديها لقاحات قيد التطوير.
وفيما تمّت الموافقة على استخدام لقاحين من شركتي Pfizer-BioNTech و Modernaمع إطلاق كندا لحملة التطعيم، بدءاً من العاملين في الخطوط الأمامية، وبعد ذلك عموم السكان، قد تعود الحياة قريبًا إلى طبيعتها، لكن، وفقاً لإحصاءات كندا فإنّ 25% من الكنديين لا يخططون للحصول على اللقاح.
ووفقاً للبيانات، أشار حوالى 22.3 مليون كندي، أو حوالى 75% من السكان الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر، إلى أنّه من المرجح إلى حد ما أو من المرجح جداً أن يحصلوا على لقاح جائحة COVID-19، في حين أنّ المجتمع المضاد للقاحات صغير – يقدّر بحوالى 1 إلى 3% من سكان كندا.
وفي حالة COVID-19، إذا اختار عدد كافٍ من الكنديين عدم التطعيم، فقد يعني ذلك تعرّض مناعة القطيع الناجحة للخطر، إذ أكدت “منظمة الصحة العالمية” أنّ مناعة القطيع هي “الحماية غير المباشرة من الأمراض المعدية التي تحدث عندما يكون السكان محصنين إما من خلال التطعيم أو المناعة التي تم تطويرها من خلال العدوى السابقة”.
واعتماداً على مدى عدوى الفيروس، يُقدّر أن مناعة القطيع قد تتحقق عندما يتم تطعيم ما بين 50 إلى 90% من السكان، إذاً لماذا يقرّر الناس عدم الحصول على اللقاح، حتى عندما يمكن أن يساعدهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية؟
وكشف الخبراء عن أنّ الأسباب متعدّدة:
- بالنسبة لفئة صغيرة من الكنديين، فإن القلق بشأن الوقت اللازم لصنع اللقاح واختباره والموافقة عليه، بالإضافة إلى التكنولوجيا الجينية المستخدمة في صنع لقاحي Pfizer و Moderna ، تجعلهم أكثر ترددا ً.
- بالنسبة للآخرين، تنبع مخاوفهم من تقنية messenger RNA (mRNA) المستخدمة في اللقاحات، حيث تزعم بعض المنشورات التي لا أساس لها على الإنترنت أنها يمكن أن تغير الحمض النووي للأفراد، بينما تستخدم اللقاحات التقليدية غالباً فيروساً ضعيفاً أو معطلاً لبناء مناعة الجسم ضد هذا الفيروس، فإن تقنية mRNA تختلف.
وردّاً على المخاوف بشأن تغيير الحمض النووي، قال زين شاغلا، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة ماكماستر وخبير الأمراض المعدية: “إنّ الخلايا البشرية ليس لديها القدرة على تغيير نفسها، موضحاً أنّ تعديل الجينوم البشري أمر مستحيل في سياق اللقاح، وكل كائن حي لديه mRNA في أجسامهم وسبب اختياره كان بسبب إلحاح الموقف، ومؤكداً أنّ الإنتاج السريع للقاح يرجع جزئياً إلى تعرّض الكثير من الأشخاص لـCOVID-19. في هذه الحالة، لم يضطر باحثو اللقاح إلى الانتظار سنوات حتى تصاب مجموعة كبيرة بما يكفي من الناس بالمرض، حتى يمكن دراستها بشكل صحيح.
كما وجدت دارسة أجرتها مؤسسة Kaiser Family Foundation أن 86% من الديمقراطيين في الولايات المتحدة أكدوا أنّهم يخططون للحصول على لقاح COVID-19 ، بينما قال 56 في المائة من الجمهوريين إنهم يخططون للحصول على التطعيم.
وأجرى Arnaud Gagneur ، الأستاذ في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة شيربروك، بحثاً حول التردد في التطعيم من خلال دراسة أمهات الأطفال حديثي الولادة في المستشفيات واستخدام أسلوب المقابلات التحفيزية لتغيير تصوراتهم حول التطعيم.
يعتقد الخبراء أن أفضل طريقة لتخفيف مخاوف الناس بشأن اللقاح هي أن تكون الحكومة والباحثون أكثر انفتاحاً وشفافية بشأن المعلومات المتوافرة لديهم وتثقيف الناس حول كيفية عمل التجارب السريرية ونجاحها بنسبة 95%.
- كيبيك تتجه إلى إغلاق شامل وفرض حظر للتجول
- المدارس والشركات والأعمال ..إليك ما سيتم الإعلان عنه من قيود جديدة في كيبيك يوم غد