“أيها الكيبيكيّون والكيبيكيّات، فلنتحدّث إلى بعضنا البعض”: هذا الشعار اختاره منظّمو أسبوع التوعية الإسلاميّة الذي ينعقد في نسخته الثالثة هذه السنة.
وينعقد أسبوع التوعية افتراضيّا بسبب الظروف الاستثنائيّة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
ويستمرّ أسبوع التوعية على المسلمين من 25 حتّى 31 كانون الثاني الجاري، ويترافق مع الذكرى السنويّة الرابعة على انفجار مسجد كيبيك الكبير الذي وقع في 29 كانون الثاني يناير 2017 وراح ضحيّته 6 قتلى من بين المصلّين.
ويحفل أسبوع التوعية بمجموعة من الأنشطة وتتخلّله محاضرات ، وتشارك فيه منظّمات وجمعيّات وهيئات تسعى للتعريف بالجاليات المسلمة ومساهماتِها في المجتمع الكندي.
وتشارك فيه شخصيّات سياسيّة وزعماء روحيّون وأكاديميّون ، للبحث في مواضيع من بينها الزيجات المختلطة والهويّة ودور المرأة والحوار بين أبناء المجتمع من مختلف الثقافات والديانات وسواها من المواضيع .
وقد استضاف القسم العربي في راديو كندا الدوليّ الأستاذ حسن غيّة المهندس والمحامي المتقاعد.
والأستاذ غيّة كنديّ من أصل لبناني، مضى على وصوله إلى كندا أكثر من 40 عاما، وهو صاحب اطّلاع واسع ومعمّق على الشؤون الكنديّة السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، وبنوع خاص خصوصيّات المجتمع الكيبيكي.
يقول الأستاذ غيّة إنّ أسبوع التوعية يهدف للتوعية على واقع الجاليات المسلمة في كندا، لا لِتقديم شرح حول الدين الإسلامي.
وغالبا ما لا يعرف الكيبيكيّون الكثير عن هذه الجاليات، وبدأت فكرة التوعية، توعية المواطن الكيبيكي على واقع الجاليات المسلمة والعكس بالعكس، بعد الاعتداء المسلّح على مسجد كيبيك الكبير الذي وقع عام 2017 وأسفر عن سقوط 6 قتلى بين المصلّين.
ويشير الأستاذ غيّة إلى مشاركة ممثّلين عن الحكومة الكنديّة وحكومة كيبيك وبلديّة مونتريال ، وممثّلين عن جمعيّات مدنيّة في أنشطة الأسبوع التي تجري عن بعد حرصا على سلامة الجميع وسط الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ويشير الأستاذ حسن غيّة إلى أنّ الكيبيكيّين يجهلون الكثير عن أبناء الجاليات المسلمة، وهناك مسلمون جاؤوا من مختلف الدول يتصوّرون أنّهم ما زالوا يعيشون في بلدانهم، وهناك منهم من لا يبذلون جهد تعلّم اللّغة على سبيل المثال.
وينبغي أن يتفاعل الجميع مع المجتمع، وهناك أحيانا من الطرف الكيبيكي جهل أو تجاهل للآخرين، وينبغي مدّ الأيدي من الطرفين كما يقول الأستاذ حسن غيّة.
ويقول ردّا على سؤال إنّ هناك خطوات إيجابيّة لناحية تمثيل الجاليات المسلمة على المستوى السياسي على الصعيدين الفدرالي والمحلّي، ومن الممكن وصولهم إلى أماكن رفيعة.
وهناك أحيانا ردود فعل من قبل البعض ، وينبغي تقييم الإنسان حول كفاءته وليس حسب انتمائِه الإثني أو الديني، وهناك حاجة للتعاون والتوعية، وهو ما يسعى إليه أسبوع التوعية الإسلاميّة.
ويقول الأستاذ غيّة إنّه عضو في لجنة الحوار بين الأديان، وسوف يشارك رئيس مجلس أساقفة كيبيك وعدد من الحاخامين في لقاء يُعقد في إطار أسبوع التوعية، ، والجهود مستمرّة لمدّ الجسور بين كلّ أبناء المجتمع.
والمؤسف أنّ اللقاءات تجري افتراضيّا، ولكنّ للضرورة أحكاما كما يقول الأستاذ غيّة، والأنشطة الافتراضيّة فرضت نفسها في أكثر من مجال.
وحول أحد الأنشطة الذي يتناول زواج المسلم من غير مسلمة، ولا يطرح مسألة زواج المسلِمة من غير مسلِم وشروط نجاحه، يقول الأستاذ غيّة إنّه شخصيّا يشارك في النقاش بصفة ضيف وليس هو من نظّمَه، وإنّه يأخُذ الملاحظة بعين الاعتِبار بالنسبة للسنوات المقبلة.
وهناك حرص من قبل المنظّمين على ألّا يكون أسبوع التوعية الإسلاميّة أسبوعا فقهيّا، وهو شخصيّا يشارك بصفة ضيف في عدد من الأنشطة.
ومن المهمّ كما يقول الأستاذ غيّة، أن يتوسّع الحوار من النخب الفكريّة والمثقّفة ويصل إلى الإنسان العادي لكي يعرف الجميع حقيقة ما يجري، وينبغي أن يتوسّع نطاق التوعية لتحقيق الهدف المنشود.
ويقول الأستاذ حسن غيّة أحد مؤسّسي أسبوع التوعية الإسلاميّة إنّ الوضع في ما يخصّ الإسلاموفوبيا أفضل بكثير ممّا كان عليه.
ومن الخطأ حسب قوله أن نضع كلّ شيء في خانة الإسلاموفوبيا، والكيبيكيّون أقليّة فرنسيّة، كاثوليكيّة الثقافة والتراث، وهم حريصون على حماية هويّتهم، وينبغي تفهّم هذا الحرص، وألّا نتّهمهم بالإسلاموفوبيا، وأن نوضح أننا هنا لنساهم في بناء المجتمع جنبا إلى جنب معهم.
و من المهمّ الخروج من القوقعة والانفتاح على الآخر، ومعرفة الآخر، والحوار بقلب مفتوح كما يقول الأستاذ حسن غيّة المحامي والمهندس المتقاعد وأحد مؤسّسي أسبوع التوعية في مونتريال.
المصدر: مي أبو صعب ـ راديو كندا الدولي