يخطّط بعض الكنديين في الخارج لتغيير مسار عودتهم إلى الوطن وعبور الحدود براً، بدلاً من عبورها جواً، من أجل تجاوز متطلبات الحجر الصحي للفنادق الجديدة، حيث أنها باهظة الثمن في كندا.
وقال “بريان كروس” من بيرلينجتون-أونتاريو، الذي يقضي الشتاء مع زوجته “آن”، في ولاية أريزونا الأمريكية: “إذا كان بإمكاني تجنب ذلك، فسأفعل”.
كان الزوجان يعتزمان العودة إلى كندا في أبريل/نيسان. ولكن كانت نيّتهما تلك قبل إعلان الحكومة الفيدرالية الأسبوع الماضي، أنه اعتباراً من يوم الاثنين، يتوجب على معظم المسافرين جواً، الوافدين إلى كندا، أن يقوموا بإجراء اختبار COVID-19 عند وصولهم، وقضاء ما يصل لثلاثة أيام من الحجر الصحي لمدة 14 يوماً في فندق معين، انتظاراً لنتائج الاختبار الخاصة بهم.
يجدر بالذكر إلى أن بإمكانهم المغادرة مبكراً إذا ما ظهرت نتائجهم مبكراً.
جوّاً أم برّاً ؟
يجب على المسافرين دفع فاتورة إقامتهم في الفندق، والتي قد تصل لما يزيد عن 2000 دولار، وفقاً للحكومة.
في حين أن قاعدة الحجر الصحي في الفندق، لا تنطبق على المسافرين الوافدين إلى كندا عن طريق البر، مما قد يُلهم البعض لمراجعة خططهم، مثل “كروس”، الذي قال: “الحسّ السليم يقول، دعونا نتبع الطريق الأقل مقاومة، أليس كذلك؟ إذا كان بإمكاني توفير 4000 دولار، فلماذا لا أفعل ذلك؟” حيث قام بتقدير تكلفة الفاتورة لشخصين.
إذا ما استمر تطبيق قاعدة الحجر الصحي في الفندق عندما يحين موعد عودة “كروس”، 63 عاماً، وزوجته “آن”، 61 عامًا ، إلى منزلهما، في أبريل /نيسان، فقد قال إنهما يخططان للسفر إلى بوفالو بدلاً من تورنتو، ومن ثم يأخذون سيارة أجرة إلى معبر عند شلالات نياجرا، نيويورك، ويمشون عبر الحدود إلى شلالات نياجرا، أونتاريو.
قال “كروس” إن صديقين له، اتفقا على قيادة سيارته إلى الجانب الكندي من الحدود وتركها هناك من أجله، كل ما عليه فعله هو ركوب السيارة، وقيادتها إلى المنزل.
سيتعين على “كروس” وزوجته الالتزام بالإجراءات الجديدة الأخرى المصممة للحد من انتشار COVID-19.
و اعتباراً من هذا الأسبوع، يجب على المسافرين عبر البر إظهار دليل على اختبار COVID-19 السلبي، على الحدود، وابتداءً من يوم الاثنين، فإن عليهم إجراء اختبارٍ آخر عند الوصول، واختبارٍ ثالثٍ عند نهاية الحجر الصحي بعد 14 يوماً.
لكن لن تكون هناك إقامة في الفندق، وهو ما يجعل “كروس” يجادل بأنه غير عادل، لمن يسافر إلى الوطن. حيث قال: “إنه نوع من التمييز أن تسافر بالطائرة ويتعين عليك البقاء في فندق، لكن لن يتوجب عليك الإقامة في فندق إذا كنت مسافراً بالسيارة”.
لماذا تختلف القواعد:
قالت الحكومة ان قواعدها الجديدة تختلف بسبب الظروف المختلفة على الحدود البرية.
هدف معظم المسافرين من الدخول إلى كندا، عن طريق الجو، هو الترفيه.
وقيام الحكومة، بتحويل جميع الرحلات إلى أربعة مطارات رئيسية، يمكّنها من التأكد من وصول الركاب القادمين إلى فنادق الحجر الصحي القريبة.
وقال وزير السلامة العامة “بيل بلير”، ان فرض نفس المطلب على العدد الصغير من المسافرين بغرض الترفيه الذين يدخلون عن طريق البر يشكل تحدياً صعباً.
وأضاف بلير “على الحدود البرية لدينا 117 نقطة دخول مختلفة، والعديد من نقاط الدخول هذه تقع في مناطق ريفية نائية، وليس بالقرب من الفنادق أو المرافق الأخرى”.
وفي بيانٍ أرسله مكتبه بالبريد الإلكتروني، قال بلير فيه أيضاً أن الحكومة نفّذت إجراءاتٍ فعالة لكل من المسافرين براً وجواً.
يقول “كروس” أنه سعيد بالامتثال لجميع متطلبات الاختبار على الحدود البرية، ويقول أن السفر عن طريق البر ينطوي على مخاطر أقل، لأنه لا يتعين عليه تسجيل الوصول إلى فندق به عدة موظفين ونزلاء آخرين. وقال “خطتي هي أنني لا أرى أحدا باستثناء سائق سيارة الأجرة من بوفالو”.
تجنّب أسعار الفنادق
وهو ليس المسافر الجوي الكندي الوحيد، الذي سيقوم بتتغير خطط سفره، وتحويلها إلى الحدود البرية في طريق عودته إلى المنزل.
في الشهر الماضي، سافر “بن مالوري”، الذي يعيش أيضاً في برلنغتون، إلى لينشبورغ بولاية فيرجينيا لزيارة صديقته. وهو يخطط أيضاً عندما يحين موعد عودته إلى المنزل في أبريل/نيسان، للهبوط في بوفالو، ثم عبور الحدود في شلالات نياجرا سيراً على الأقدام، كما سيفعل “كروس” وزوجته.
قال “مالوري”، أنه يتفهم سبب قيام الحكومة بتطبيق متطلبات الحجر الصحي في الفندق، لكنه لا يزال مصمماً على تجنب الإقامة في فندق، لأنه لا يستطيع تحمل السعر.
تخرج مسؤول التجارة الالكترونية البالغ من العمر 23 عاماً من الجامعة في أبريل/نيسان، ولم يحصل على وظيفة حتى سبتمبر/أيلول. وقد قال: “إن النفقات المفاجئة البالغة 2000 دولاراً، ستكون مدمرة للغاية”. وأضاف: “هذا من شأنه أن يضعني في رصيدٍ سلبي مع حسابي المصرفي”.
يقول “مالوري”، أن الحكومة يجب أن تغطي تكلفة فاتورة الفندق، أو على الأقل يجب عليها أن تقدم المساعدة المالية للمسافرين الذين يحتاجون إليها. وقال: “الاضطرار إلى الحجر الصحي في منشأة بهذه الأسعار، يبدو أمراً سخيفاً بعض الشيء”.
لا للسفر
يوم الأحد وخلال مقابلة، أجاب الوزير “بلير” على سؤال حول الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمّل فاتورة الفندق ، فقال في هذا الشأن: “أعتقد أنه ستكون هناك طرق يمكننا من خلالها إدارة هؤلاء الأفراد، لكن بصراحة تامة، ليس السفر هو الشيء الذي نحث الكنديين على فعله الآن”.