بالنسبة إلى “جوي فان هوت”، الذي نشأ في مدينة كيبيك، فإنه يرى أن مدينة Gaspé، بمناظرها الخلابة، وتنوع أنشطتها الخارجية، ومجتمعها النابض بالحياة، هي الجنة.
ولهذا السبب، فقد انتقل هو وصديقته إلى تشاندلر، كيبيك، الصيف الماضي.
لقد منح الوباء الأشخاص المحاصرين في مراكز المدن، فرصةً جيدةً لإجراء تغيير، والهروب إلى بعض الأماكن المفتوحة الواسعة.
حيث أنهم لا يتجهون فقط إلى الضواحي الشرقية المجاورة، أو Laurentians. فالبعض، مثل “فان هوت”، ينتقلون إلى أماكن أبعد من ذلك بكثير.
قال “فان هوت”: “بسبب الوباء، أعتقد أن ذلك كان مقدراً أن يحدث، أنا متأكد من أنني لست الوحيد الذي يشعر بهذه الطريقة، لذلك أعتقد أن القيام بهذه الخطوة هو أمرٌ طبيعي”.
وأضاف الشاب البالغ من العمر 26 عاماً، أنه سئم صخب المدينة، لذلك عندما كانت فرصة العمل هي فرصةٌ لتغيير المشهد الذب اعتاد عليه، تشبث بها.
“ستيفاني روي”، التي تعمل في مجموعة Places aux Jeunes، وهي مجموعة تقوم بالترويج لجلب المزيد من الشباب إلى مناطق كيبيك، وتساعدهم على الاستقرار فيها، تقول أن عام 2020 كان عاماً رائعاً للأشخاص الذين يستشعرون نداء الساحل. حيث أنها أخبرت إذاعة CBC Quebec AM، أنه لم يكن هناك فقط زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يتطلعون للانتقال إلى المنطقة الساحلية، بل إن العديد منهم قد حرصوا على القيام بذلك بسرعة أيضاً.
وقالت “إنهم يريدون العيش بالقرب من الطبيعة، يريدون أن يحصلوا على مزيد من وقت الفراغ، يريدون تربية أطفالهم في بيئة آمنة، وهذا ما نقدمه لهم هنا”. وأضافت: “من السهل نوعاً ما أن يتم بيع المنطقة لهم”.
تحديات ومزايا
قال “فان هوت”، أنه على الرغم من وجود تحديات ومخاوف كبيرة في التنقل أثناء الوباء، خاصة في منتصف الطريق عبر المقاطعة، إلا أن مزايا العيش في Gaspé تفوق بكثير تلك الصعوبات، وتستحق المغامرة.
وأضاف قال: “الناس هنا لطفاء للغاية، يريدون مساعدتك، ويريدون أن يظهروا لك الأماكن الجميلة، ويريدونك أن تلتقي بالناس”.
أشارت “روي” إلى أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل القيام بحزم الأمتعة، وتغيير مناطق الإقامة، ولكنّ الوباء وسهولة العمل من المنزل، قد أضافا حافزاً للناس. وقالت: “كما تعلمون، إن الانتقال من مونتريال إلى منطقة مثل Gaspé وجزر ماجدالين، تعتبر خطوة كبيرة جداً لذا فهم بحاجة إلى الاستعداد لها”.
قالت “سوزان لاندري” في تجربتها، وهي الوكيلة العقارية في Gaspé، أن معظم الأشخاص الجادين في اتخاذ خطوة الانتقال، إما أنهم يملكون ارتباطات في المنطقة، أو أن لديهم وظيفة في انتظارهم. وقالت: “إن شخصاً لم تطأ قدمه هنا من قبل، من النادر له أن يشتري شيئاً ما”.
ومع ذلك، فقد قالت أنها شهدت ازدهاراً في عملها منذ أن بدأ الوباء. حيث كان هناك تدفق كبير للمكالمات، بل إنها تضاعفت عندما كانت المنطقة لا تزال منطقة حمراء.
ترى “لاندري” أن Gaspé لم تعد بعيدةً بعد الآن، وذلك بفضل الإنترنت.
وقالت: “يبدو أن هذا اتجاهٌ سببه فيروس COVID. فبسببه ينتقل الأشخاص من وسط المدينة ومن الشقق السكنية، إلى الضواحي، أما أولئك الذين يتنقلون من الضواحي، فربما يبتعدون على بعد ساعة أو ساعتين، وأولئك الذين هم على بعد ساعة أو ساعتين من المراكز الكبيرة، قد يتطلعون للتحرك إلى أبعد من ذلك أيضاً”. حيث قالت أنه على الرغم من استمرار تزايد تكاليف السكن في السنوات القليلة الماضية في المنطقة، إلا أنها لا تزال تشكلُ جزءاً صغيراً مما قد يدفعه شخص ما، مقابل عقارٍ أصغر بكثيرٍ في مونتريال أو مدينة كيبيك.
تشعر مدينة Gaspé بالضغط في دور الحضانة، وتقول تقول “روي”، أن انتقال الأشخاص إلى المنطقة بأعداد كبيرة، له تأثيرات أخرى: كأماكن الرعاية النهارية “الحضانات”، التي كان من الصعب الوصول إليها بالفعل، أما الآن فقد يكاد يكون مستحيلاً العثور عليها.
تعتبر “شارلوت جواي دوسولت” نفسها محظوظة، حيث أنها تمكنت من العثور لابنتها البالغة من العمر عامين، على حضانة خاصة، بعد أن بحثت لقرابة 18 شهراً.
إنها تدفع ضعف السعر، مقارنةً بالمكان الذي رغبت بأن يكون طفلها فيه، وهو مركز الطفولة الصغيرة (CPE)، لكنها تقول، أن العديد من الآباء في منطقتها ليسوا محظوظين تقريباً.
حيث قالت: “نسمع كل يوم عن شخص يبحث عن مكان ولا يجده”.
واضافت “جواي دوسولت”، أن أصدقاءها قد تراجعوا عن خططهم للانتقال إلى المنطقة، لأنهم لا يجدون رعاية للأطفال.
وقّع أكثر من عشرة رؤساء بلديات من شرق كيبيك، بما فيهم أولئك الموجودون في Gaspé و Bonaventure و Carleton-sur-Mer، على رسالة مفتوحة، مفادها أن نقص المساحات لا يؤثر على العائلات فحسب، بل على التنمية في المناطق.
يدعو رؤساء بلديات المقاطعة بأكملها، إلى تمهيد الطريق الإداري، من أجل جعل الأمر أكثر بساطة بالنسبة لحصول مراكز الرعاية الصحية، ومراكز الرعاية النهارية المنزلية، على الاعتمادات وفتح أبوابها.
ويعتقدون أيضاً أن مشغلي وموظفي الحضانات، يجب أن يحصلوا على زيادة في الأجور، كما يجب على المقاطعة أن تبذل المزيد لتحسين ظروف عملهم.
الاتجاه الحالي، هو تقليص المعروض من المساكن أيضاً، في نريموسكي، في لوار سانت لورانس، حيث أدى عدد الأشخاص الذين انتقلوا إلى المدينة لتفاقم النقص في المساكن. كما انخفض معدل الشواغر إلى أقل من 1%.