في حين يعود طلاب المدارس الثانوية إلى مقاعد الدراسة في الأسبوع المقبل، فإن النقابات التي تمثل المعلمين وغيرهم من موظفي المدارس، تحثّ المقاطعة على إعادة النظر في عودة الطلاب، مشيرةً إلى مخاوف كثيرة من انتشار الفيروس بشكل متزايد.
يوم الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء “فرانسوا لوغو” أن طلاب المرحلة الثانوية، الذين شهدوا تعليماً ذو نموذجٍ هجين، من الفصول الدراسية عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الشخصية، سوف يعودون إلى المدرسة بدوامٍ كامل، حتى في المناطق الحمراء.
وقال “لوغو”: “بالنسبة لي، هذه أخبار رائعة، لأن هذا هو المكان الذي يجب أن يكون أطفالنا فيه، في المدرسة كل يوم”.
لكن لا يتفق الجميع على ما صرح به لوغو.
فقد قالت Heidi Yetman، وهي رئيسة اتحاد المعلمين في مقاطعة كيبيك (QPAT)، “يشعر المعلمون مرة أخرى، بأن حكومتهم تخلّت عنهم”.
وأضافت: “أعتقد أننا سنشهد زيادة في إصابات COVID-19، أعتقد أننا سنشهد زيادةً في الفصول الدراسية المغلقة، وإغلاقاً للمدارس. هذا لن يصيب الطلاب ومعلميهم فحسب، بل سينتقل إلى عائلاتٍ بأكملها”.
و شدد رئيس نقابةٍ آخر على صحة رأي Yetman،
و قال Stéphane Lapointe، رئيس اتحاد موظفي التعليم الخاص (FPEP-CSQ) في بيان صدر يوم الثلاثاء:
“نحن نؤيد عودة الطلاب إلى الفصل، ولكن ليس على حساب تعريض صحة الموظفين والطلاب والمجتمع لخطر أكبر”.
“توجد أسئلةٌ نحتاج إلى إجابات عليها”
وقال المتحدث باسم مجلس مدرسة مونتريال الإنجليزية (EMSB) Michael Cohen أن هذه الأخبار جاءت بمثابة صفعةٍ للمدارس واجتاحت شبكة الانترنت.
وأضاف Cohen: “لقد فاجأتنا الأخبار جميعاً، ولدينا عدد محدد من الأيام التي يجب أن نضع فيها خطتنا معاً”.
وأضاف أن مديري المدارس، وأعضاء الإدارة الآخرين، سيجتمعون الأربعاء، من أجل التوصل إلى خطة للقيام بتنفيذها يوم الاثنين.
وأشار إلى أن المدارس الثانوية، تختلف في الحجم والهيكل، ولكلٍّ منها احتياجاتها ومطالبها الخاصة.
و قال: “إنه ليس مقاساً واحداً مناسباً للجميع. هل يمكن أن يكونوا جميعهم مستعدين ليوم الاثنين؟ هل هذا ممكن؟ سنكتشف ذلك، ونأمل في يوم الخميس، أن نحصل على صورةٍ أفضل وأكثر وضوحةً، حول كيفية المضي قدماً في هذا الأمر”.
في حين أن الحالات تتراوح بشكل عام، بين 700 و 800 إصابة جديدة يومياً، يقول Lapointe إن العودة إلى الفصول الدراسية، سوف تتبعها قريباً جداً موجةٌ ثالثة من الوباء.
وأضاف: “إن رئيس الوزراء سعيدٌ لأن كيبيك قد تمكنت حتى الآن من مقاومة موجة ثالثة، ولكن مع إعلانه اليوم، فإن لدينا انطباعاً بأنه يوفر العناصر اللازمة لاستفزاز الوباء مجدداً”.
اعتبارا من أحدث تقرير في 22 مارس/آذار، ذكرت المقاطعة أن هناك 2116 إصابة بفيروس كورونا نشطة بين الطلاب والموظفين في جميع أنحاء المقاطعة.
بشكلٍ عام، فإن هناك 19.3% من حالات تفشي الفيروس النشطة في المرافق التعليمية – وهي ثاني أكبر نسبة من إجمالي حالات تفشي المرض في المقاطعة – بعد نسبة انتشاره في أماكن العمل.
وأكد Cohen أن المدارس كانت تعمل بشكل جيد حتى هذه المرحلة من العام، وربما يتسبب هذا التحول الجذري، في حدوث مشكلات.
و قال: “لدينا نموذج يعمل بشكل جيد للغاية خلال الأشهر العديدة الماضية. قد يكون صعباً أن نعيد تجميع كل شيء كما كان في اليوم الأول من الفصل الدراسي، في فترة زمنية قصيرة”.
وأضاف، أن ثلاث مدارس ثانوية من EMSB، قد أغلقت أبوابها الأسبوع الماضي، بسبب تفشي COVID-19.
وتابع: “كيف ستعود هذه المدارس بعد إغلاقها بسبب COVID، وكيف ستنتقل بشكل كامل من الإنترنت إلى التعليم المباشر لنسبة 100%؟”.
وزاد: “هذه أسئلةٌ نحتاج إلى إجابات عليها. الأمر ليس بهذه البساطة كما يبدو. أنت لا تقوم فقط بالضغط على مفتاح، ومن ثمّ تفتح الباب، ويأتي جميع الطلاب، ويسيرون في الداخل”.
مدير الصحة العامة الدكتور Horacio Arruda، قال يوم الثلاثاء، إن الأسباب الرئيسية التي تدعونا للمخاطرة بإعادة الافتتاح الآن، هي مخاوف الصحة العقلية بين المراهقين، وحقيقة أنهم لا يحصلون على تعليمٍ جيد في المنزل.
وأضاف: “هناك طلاب سيتغيبون عن عامهم إذا لم يتواجدوا في المدرسة”.
المتغيرات تتجه للارتفاع في المدارس:
تسببت الإصابات بمتغيرات الفيروس، في إغلاق العديد من مدارس مونتريال في الأسابيع الأخيرة، ما دفع المدينة لتطلق برنامجاً تجريبياً لتطعيم الآباء والموظفين في بعض المدارس المتضررة.
يُذكر أن إصابات المتغيرين البريطاني، والجنوب أفريقي، قد ارتفعت بشكل مضطرد في المقاطعة بعد اكتشافها لأول مرة في أواخر ديسمبر/كانون الأول.
والآن، باتت تمثل 30% من الحالات الجديدة، وفقًا ل “لوغو”.
حيث قال يوم الثلاثاء: “في الشهر المقبل، ستكون معظم الحالات الجديدة، من متغيرات الفيروس”.