سخر ديبلوماسي صيني من رئيس الوزراء جاستن ترودو و وصفه بأنه ” صبي ،كانت أعظم إنجازاته هي تدمير العلاقات بين كندا و الصين” .
ويمثل هذا التصريح أحدث مثالٍ على الدبلوماسية الهجومية الجديدة للعاصمة الصينية بكين.
كما قام Li Yang، الذي يقيم في ريو دي جانيرو، بنعت ترودو بـ”المبذّر” في ردٍّ واضح على العقوبات التي فرضتها كندا مؤخراً ضد الصين بشأن الإيغور.
وقام Li بكتابة التغريدة باللغة الإنكليزية على تويتر، على الرغم من حظر هذه المنصة في موطنه، مما يشير إلى أن التصريحات لم تكن موجهة إلى المواطنين الصينيين أو البرازيليين.
وجاء في التغريدة: “أيها الصبي المبذّر، إن أعظم إنجازاتك هو تدمير العلاقات بين الصين وكندا، وتحويل كندا إلى تابع ٍ للولايات المتحدة”.
Boy, your greatest achievement is to have ruined the friendly relations between China and Canada, and have turned Canada into a running dog of the US. Spendthrift!!! pic.twitter.com/qWCfJH4bYb
— Li Yang (@CGChinaLiYang) March 28, 2021
وقد حصلت التغريدة على 3000 إعجاب بحلول بعد ظهر يوم الإثنين.
وقال Zhiqun Zhu ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة Bucknell في بنسلفانيا: “هذه تغريدةٌ غير ضرورية وهي غير موفقة على الإطلاق”.
وأضاف:”إهانة قادة الدول الأخرى ليس بالشيء الذي يجب على الدبلوماسي فعله، فهو يتعارض مع ثقافة الصين الخاصة في كونها مهذبة ومحترمة “.
وأكد Zhu أنه لاحظ ازدياد الدبلوماسيين الصينيين الذين يتبعون النهج الدبلوماسي الهجومي الجديد، حتى أنهم يتنافسون مع بعضهم البعض ليكونوا الأكثر جرأة.
ما جانبه قال Charles Burton، الدبلوماسي الكندي السابق في بكين:”لو صدر هذا التصريح عن دبلوماسي مقيم في كندا ، فقد يكون ذلك سبباً كافياً للإعلان أن هذا الشخص غير مرغوب فيه وإرساله إلى موطنه”.
وأضاف أن إقامة Li في دولة أخرى تمنحه نوعاً من الحماية، كما أكد أن تصريحاته حظيت بموافقة كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الصينية بلا شك.
وقال Burton: “هذه تصريحات ساخرة وهجومية وتفتقر إلى التحديد، فهم لا يشرحون بالضبط ما قام به ترودو لتخريب العلاقات الودية”.
وأضاف أن Li ربما أراد أن يقارن رئيس الوزراء الحالي بوالده. حيث قال قادة الحزب الشيوعي الصيني في أكثر من مناسبة أن أعظم إنجازات بيير ترودو كانت جعل كندا واحدة من أولى الدول التي تعترف بالحكومة الصينية بعد الثورة في العالم.
هذا وقد تصاعدت التوترات بين البلدين في الآونة الأخيرة بعد أن انضمت كندا إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في معاقبة المسؤولين الصينيين على خلفية القمع الموثَّق لأقلية الأيغور على نطاق واسع في الصين.
وردّت بكين الأسبوع الماضي بفرض عقوبات مماثلة على النائب المحافظ Michael Chong(الذي حرّض مجلس العموم على إصدار اقتراح يعتبر أن معاملة الإيغور إبادة جماعية)، وعلى لجنة فرعية تابعة لمجلس العموم.
وقد أشار مكتب ترودو إلى التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء في وقت سابقٍ من يوم الإثنين، والتي روّجت لجهود كندا للدفاع عن حقوق الإنسان في مقاطعة شينجيانغ، التي يعيش فيها معظم الإيغور.
وعلى الرغم من أن الدبلوماسية الصينية لطالما اتسمت بمقاربة أكثر حذراً، إلا أن أسلوب الدبلوماسية الهجومية برز إلى الواجهة خلال العامين الماضيين، وهو يعكس الموقف القومي الأكثر عدوانية للصين على المسرح العالمي.
وقال Zhu إن بعض الأشخاص داخل مؤسسة السياسة الخارجية الصينية يجادلون بضرورة الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد، ويبدو أن هذا الأسلوب يحظى بتشجيع من القيادة العليا. لكنه قال إن الاستراتيجية أدت إلى نتائج عكسية وأثرّت سلباً على صورة الصين الدولية.
وقد استدعت الحكومة الفرنسية سفير الصين في باريس الاسبوع الماضي لإجراء مناقشات حول التغريدات التي هاجمت المشرعين الفرنسيين، ووصفت محلل تابع لمؤسسة فكرية بـ “السفاح الصغير” و “الضبع المجنون” بعد أن انتقد بكين.
كما حذّرت السفارة السياسيين الفرنسيين من الاجتماع مع المسؤولين الحكوميين في الزيارة القادمة لتايوان.
ومن المحتمل أن يكون السفير الصيني في فرنسا Lu Shaye، مألوفاً لدى العديد من الكنديين، حيث شغل المنصب نفسه في كندا حتى منتصف عام 2019.
و تعرض للعديد من الانتقادات عندما اقترح في مقالٍ بجريدة أوتاوا، أن الشكاوي المتعلقة باحتجاز المواطنين الكنديان Michael Kovrig و Michael Spavor، نابعة من “الأنانية الغربية والإيمان بسيادة ذوي البشرة البيضاء”.