ارتفع الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي خلال العام الماضي، ولكن الآن، يبدو أنه يفقد قوته.
كان الدولار الكندي من بين أفضل العملات أداءً مقابل العملة الأمريكية، حيث ارتفع بنسبة 10% تقريباً في فترة 12 شهراً، وارتفع بنسبة 1.6% منذ بداية العام الحالي، حتى الآن، مدعوماً بارتفاعِ أسعار السلع الأساسية.
وكسرت العملة مؤخراً، لفترة موجزة، حاجز ال 80 سنتاً.
ولكن عدداً من خبراء الاقتصاد في البنوك الكندية، يعتقدون أن السباق الخاص بالدولار الكندي، على وشك أن ينتهي، وخاصةً مع بدء أسعار النفط في الاستقرار.
حيث من المتوقع أن تضخّ الدول المصدّرة للنفط، بقيادة المملكة العربية السعودية، مزيداً من النفط خلال الصيف، مما قد يسبب تراجع أسعار النفط على الأرجح.
الخبيران الاقتصاديان في بنك Canadian Imperial Bank of Commerce، وهما Katherine Judge و Avery Shenfeld، كتبا يوم الجمعة، في مذكرةٍ حول الدولار الأمريكي، الذي عاد الآن لصالح المستثمرين على نطاق واسع، بأن الدولار الكندي لم يعد مستعداً للارتفاع، ومن المرجّح أن يبقى ثابتاً في منتصف العام”.
كما تفاجأ كبير الاقتصاديين في بنك مونتريال، Doug Porter، بمرونة الدولار الكندي، بالنظر إلى البطءِ في طرح اللقاح في كندا، مقارنةً بالولايات المتحدة.
وبينما يعتقد Porter أن مرونة المستهلك، والاقتصاد الصناعيّ القوي، يبقيان الدولار الكندي واقفاً على قدميه، إلا أنه يعتقد أيضاً أن الاقتصاد الأمريكي في طريقه للازدهار والتعزيز.
وقال: “لكن هذا ينبّئ عن المزيد من المخاطر التصاعدية، لتوقعات النمو في الولايات المتحدة، ومخاطر سلبية أقل من الجانب الكندي”.
من المتوقع أيضاً أن يتراجع الدولار الكندي، حيث أن كندا، هي الآن في خضمّ إغلاقٍ آخر في المقاطعات الرئيسية، في حين أن الولايات المتحدة تمضي قدماً في التطعيمات السريعة، وتتطلع إلى ضخّ تريليونات الدولارات في اقتصادها.
ومع تحسّن الظروف بسرعة في الولايات المتحدة، وتزايُد مخاوف التضخم، فقد يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أيضاً، أسلوباً متشدداً في وقت أقرب مما كان متوقعاً، الأمر الذي سيعزز الدولار الأمريكي.
بالإضافة لذلك، من المتوقع أيضاً أن يتسع عجز الحساب الجاري لكندا، بمجرد أن يتم استئناف السفر عبر الحدود، مما يضيف المزيد من الضغط على الدولار الكندي.
قال الاقتصاديون في CIBC، إن أسعار بعض السلع الأخرى قد ارتفعت، بسبب اضطرابات الإمدادات، ويمكن أن تتراجع حتى في ظل تحسن الطلب العالمي مستقبلاً.
ابحث عن USDCAD للتداول في نطاق 1.30 – 1.34 (74 سنتاً أمريكياً) العام المقبل.
وأضاف كلّ من Judge و Shenfeld: “سيكون هذا المستوى أكثر إيجابية بالنسبة للصادرات، حيث تشير تجربة العقد الماضي، إلى أن كندا ليس بمقدورها المنافسة، مع سعر صرف دون 1.30 دولاراً أمريكياً إلى الدولار الكندي”.
كما ردّد اقتصاديّ كنديّ آخر هذا الشعور، حيث أشار François Dupuis، نائب رئيس مجموعة Desjardins وكبير الاقتصاديين فيها، إلى أن احتمالية ارتفاع الدولار الكندي في الأرباع القليلة القادمة، تبدو محدودةً أكثر.
وقال Dupis في مذكرةٍ، الشهر الماضي: “إنّ توقعات الحركة لأسعار الفائدة الكندية، وأسعار السلع الأساسية، لا تشير إلى أن الدولار الكندي سيكون قادراً على الارتفاع فوق 0.81 دولاراً أمريكياً”.
وأضاف: “على المدى القصير، يمكن أن يؤدي الارتفاع الحاد في حالات COVID-19 في بعض أجزاء كندا، إلى الإضرار بالعملة”.