تتحدثُ عائلةٌ في تورنتو، عما يسمونه “عدم الجدوى المطلقة” لبرنامج الحجر الصحي الفندقي في كندا، حيث أن والدهم البالغ من العمر 74 عاماً، يعتقد أنه أصيب بفيروس كورونا، ثم نقلهُ لبقية أفراد الأسرة.
في 2 مارس/آذار، هبط Syed Shah في مطار بيرسون الدوليّ، على متن رحلةٍ من باكستان، حيث كان يقيم لحل مشكلة مستأجرٍ، مع عقار تملكه عائلة من North York.
تم فحصه، ليتم إجراء اختبار PCR له، بينما قام ابنه، Syed Haider، بحجز إقامة في فندق ومركز المؤتمرات شيراتون على طريق ديكسون، لوالده.
قام Shah بتسجيل الوصول، ومثله مثل العديد من الأشخاص المقيمين في فنادق الحجر الصحي خلال الأسابيع القليلة الماضية، فقد كان لديه مشاكل.
يروي Haider، أن والده يقول له: “لا أصدق أن هذا فندق شيراتون، ليس لديهم ماء – الماء الساخن لا يعمل – والهواتف معطلة”.
كانت اتصال Wi-Fi متقطّع، لذا بدلاً من الاعتماد على WhatsApp للتحدث مع العائلة، فقد لجأ والده إلى هاتف الفندق لإجراء مكالماتٍ لم تصل إلى منزله إطلاقاً، بتكلفة 12.70 دولاراً.
كما كانت هناك مشكلاتٌ أخرى تتعلق بالنظافة والهاتف.
قال Haider: “كان هناك عدد كبير جداً من زوار الفندق نفسه، نظراً لوجود العديد من المشكلات”.
في ليلة 5 مارس/آذار، جاءت نتيجةُ اختبار Shah في المطار سلبيةً، وسَمح له المسؤولون بالمغادرة. وبلغت فاتورته عن الإقامة لمدة ثلاث ليال، 1546.56 دولاراً.
أعاده Haidar إلى المنزل. وكان مسؤولوا الحجر الصحي قد أعطوا والده مجموعةَ أدواتِ اختبار COVID-19 بيديه، طالبين منه فحصَ نفسه، وتقديم المسحة في يومه العاشر من الحجر الصحي المنزليّ.
إصابة العائلة بأكملها
وبعد خمسةِ أيام، في 10 مارس/آذار، بدأ Shah وابناه وابنته وزوجته، تظهر عليهم أعراض COVID-19.
الجميع باستثناء Shah الذي لم يتمكن من مغادرة منزله بسبب القواعد الفيدرالية، خرجوا وخضعوا للاختبار.
وجاءت النتيجة، كلهم مصابون بـ COVID-19.
قال Haidar، البالغ من العمر 32 عاماً، الذي لا يزال يسعل على الهاتف، أن أعراضه بدأت بحمّى و إرهاق.
والده، الذي كان يعيش مع كلية واحدة في جسده، كان حاله أسوأ.
حيث استمرت الحمى لأيام. ومع مرض الجميع، لم يستطع أحدٌ مساعدته في البداية ليجمع عينةً ويقدمها للاختبار في اليوم العاشر من الحجر الصحي، 12 مارس/آذار.
وفي النهاية احتاج لزيارة غرفة الطوارئ بالمستشفى، حيث قاموا بفحص صدره ولم يعثروا على أي علامات للالتهاب الرئوي، وهو منتشرٌ بشكل كبير لدى مرضى COVID-19، وأرسلوه إلى المنزل بعد ذلك.
أرسلت الصحة العامة في تورنتو، رسالةً نصيةً إلى Haidar، بشأن نتيجته، ومن ثم اتصل شخص ما لجمع معلوماتهم، ولكنه قال أنهم غيرُ مهتمين بما تعتقده العائلة بأن والدهم أصيب بـ COVID-19، في فندق الحجر الصحي ذاته.
قال Haidar: “لم يكن هناك جهد، لقد طرحوا فقط أسئلةً عامةً، كم عدد الأشخاص في المنزل، وهل يمكنك عزل نفسك؟”
تم تأكيد مخاوفهم في 17 مارس/آذار، عندما عادت نتائج الاختبار الثاني لوالدهم، وكان إيجابياً أيضا.
من المحتمل أن تكون العدوى قد انتقلت بعد فترةٍ من اختباره الأول، حيث أنه التقط الفيروس قبل دقائق من نقله إلى فندق ومركز المؤتمرات شيراتون، لتبدأ فترة عزله.
وقال متحدث باسم وكالة الصحة العامة الكندية، أنهم كانوا على علمٍ بنتيجة اختبار Syed Shah السلبية، والتي سمحت له بمغادرة الفندق، والعودة إلى المنزل في 5 مارس/آذار.
تم السماح له بمواصلة فترة الحجر الصحي في المنزل، بعد أن قدم لضباط الحجر الصحي خطةً “مناسبةً” للعزل في المنزل.
لم يعلقوا على اعتقادِه بأنه أصيب بـ COVID-19 أثناء إقامته في الفندق، وأنه أصاب عائلته بأكملها على أثر ذلك.
كما أنهم لن يردوا على أسئلة تتعلق بما إذا كان هناك تحقيقٌ في العدوى، أو تفشي المرض في الفندق.
ورفضت الصحة العامة في تورنتو (TPH) الرد على هذه الأسئلة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالخصوصية.
ولكنها استشهدت أنه في حالة إصابة Shah، على الرغم من أنه تسببَ بنقل العدوى إلى أربع أشخاصٍ آخرين، فإن حالته لن تستحق متابعة “تتبع المخالطين”، بموجب الإرشادات الحالية للمدينة.
قالت الدكتورة Vinita Dubey، المديرة الطبية المساعدة في تورنتو، أنه نظراً “لحجم” الحالات المكتشفة في تورنتو يومياً، والتي باتت تصل الآن إلى أكثر من 1000 حالة: “نحن نركز على الحالات المرتبطة بالبيئات عالية الخطورة والمتغيرات المثيرة للقلق. وفي هذه الحالات، فإننا نُجري إدارةً كاملة للحالة، بما في ذلك التتبع الكامل للأشخاص المخالطين”.
لذلك أثار اهتمام Syed عندما اتصلت به TPH في أواخر مارس/آذار، لتخبره أن جميع الحالات الخمس في منزله، كانت نتائجها إيجابيةً، وأنهم مصابون بنوع من المتغيرات المثيرة القلق.
الشكل الأكثر شيوعاً لهذه المتغيرات في أونتاريو، هو فيروس B.1.1.7، الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة المتحدة، وهو أكثر قابليةً للانتقال بنسبة 45%، من السلالات السابقة للفيروس، التي انتشرت في أونتاريو.
في جميع أنحاء العالم، ظهرت تقارير عن هذا المتغير B.1.1.7، الذي يمكنه الانتقال من خلال الفتحات، والسباكة، التي تربط المنازل المختلفة في نفس المبنى الواحد.
مما يعني، أنه بحلول الوقت الذي تم فيه إخبار الأسرة بأن إصاباتِهم تتضمن متغيراتٍ مثيرةٍ للقلق، فقد انقضى وقتٌ طويل، لدرجة أن تتبّع المخالطين لم يعد مُجدياً.
قال Syed Haidar: “النظام كله معطل”.
اتصلت قناة CP24 بشركة Marriott، التي تمتلك علامة فندق شيراتون التجارية على مستوى العالم، والتي تمت إحالتها إلى شركة Larco للضيافة، وهي المُشغل لفندق شيراتون ومركز المؤتمرات.
لم يتم الرد على جميع مكالمات CP24 إلى Larco، باستثناء مكالمة واحدة. مرة واحدة، وعدت فيها امرأةٌ لم تعرّف عن نفسها، بأنها ستقدّم رداً، ولكن لم يأتِ أي ردٍّ على الإطلاق.
قال Haidar: “أنا غاضب جداً. لم نخالف أي قواعد، لقد فعلنا ما كان من المفترض أن نفعله لكي نتبع البروتوكول، وها قد أُصِبنا بأحد متغيرات الفيروس”.
وأضاف: “لسنا من بين تلك العائلات التي تتعايش مع الأمر، إننا نأخذ الوباء على محمل الجد”.
في هذه الأثناء، منذ أواخر فبراير/شباط، أولئك الذين لا يأخذون الوباء على محمل الجد، و يرفضون الخضوع للاختبار، أو للحجر الصحي في مطار بيرسون، وبدلاً من ذلك، فهم يختارون قبول غرامةٍ فيدراليةٍ وقدرها 750 دولاراً.
في الشهر الماضي، قالت شرطة بيل الإقليمية، وهي المسؤولة عن السلامة العامة في محطات بيرسون، أنها لن تحتجز جسدياً، أي شخص يرفض التعاون مع نظام الاختبار والعزل.
وتساءل Syed Haidar ختاماً “ماذا لو أحضرتُ والدي إلى المنزل، وما زلت مريضاً، ولم أدفع مبلغ 1400 دولاراً. ما الهدفُ من إنفاق المال إذا كنا سنمرض على أي حال؟”.