كانت خطة أوتاوا لخفض تكاليف التعلم المبكر ورعاية الأطفال حجر الزاوية في الميزانية الفيدرالية الأسبوع الماضي، لكن وزيرة المالية كريستيا فريلاند تُحذّر من أن مثل هذا النّظام لن يصلح الأضرار الاقتصادية التي سببها جائحة COVID-19 بالسُّرعة المُتخيلة.
وقالت فريلاند في مقابلة لها : “أريد أن أكون صريحةً مع الكنديين. أنا لا أعد بعصاً سحرية هنا .أعتقد أننا بحاجة إلى بناء نظام بالفعل، وسيستغرق ذلك بعض الوقت وبعض العمل الشّاق، لكن الأمر يستحق ذلك. أعتقد حقًا أننا كدولة، مستعدون للقيام بذلك.”
تعهد الليبراليون باستثمار 30 مليار دولار في رعاية الأطفال على مدى السنوات الخمس المقبلة وخفض التكاليف إلى متوسط 10 دولارات في اليوم خلال نفس الإطار الزمني. ويهدف هذا الاستثمار إلى تحسين القدرة على تحمل التكاليف، وتعزيز النتائج طويلة الأجل للأطفال، وجذب المزيد من النساء إلى القوى العاملة.
وسيتم تخصيص ما يصل إلى 27.2 مليار دولار من هذا الإجمالي لإنشاء نظام مع المقاطعات والأقاليم لتقسيم التكلفة 50-50 مع الحكومة الفيدرالية. ومن المقرر إبرام اتفاقية ثنائية منفصلة لكيبيك ، التي لديها نظامها الخاص.
وتقول بعض المقاطعات أن الاقتراح لا يلبي احتياجاتها، حيث وصفه رئيس وزراء ألبرتا جيسون كيني بأنه لا يقدم الدعم الكافي حيث يستبعد عمال الورديات والأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الريفية والأشكال غير الرسمية لرعاية الأطفال.
وعلّقت فريلاند في حديثها للصحافة: “يسعدني دائماً التحدث مع ألبرتا ومع جميع المقاطعات والأقاليم”. “ما سنفعله هو البحث عن شركاء راغبين، وإجراء محادثات بحسن نية.”
مناقشات قطاع الطاقة حول احتجاز الكربون
كانت الركيزة الأخرى لميزانية فريلاند الأولى كوزير للمالية هي العمل على بيئة خالية من الكربون، حيث تعهد الليبراليون الفيدراليون بمبلغ 17.6 مليار دولار لخلق فرص عمل خضراء، وبناء اقتصاد نظيف ومعالجة تغيّر المناخ.
ومن بين التدابير المقترحة حافز ضريبي لاعتماد تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه -ومئات الملايين من التمويل لدعم تطويره بشكل أكبر.
وأشارت وثيقة الميزانية إلى أن “الحكومة ستتحرك بسرعة من خلال فترة تشاور مدتها 90 يوماً مع أصحاب المصلحة حول تصميم الائتمان الضريبي للاستثمار، وبعد ذلك ستعلن المزيد من التفاصيل -بما في ذلك معدل الحافز”.
وقالت فريلاند “أتطلّع حقّاً إلى العمل على ذلك. لقد اتصل بي بالفعل بعض قادة قطاع الطّاقة في ألبرتا منذ صدور الميزانية حيث أعربوا عن حماسهم للعمل على ذلك أيضاً”.
يتضمّن احتجاز الكربون محاصرة انبعاثات الكربون قبل دخولها الغلاف الجوي. ثم يتم تخزينها في أعماق الأرض أو استخدامها لإنشاء منتجات جديدة. وأثارت الميزانية انتقادات من جماعات حماية البيئة، الذين قالوا إن هذه الممارسة ستعيق التحول عن الوقود الأحفوري.
محادثات مع رئيس وزراء أونتاريو
عندما سُئلت عما إذا كانت قد تواصلت مع دوج فورد في أونتاريو بعد أن اعتذر رئيس الوزراء علناً يوم الخميس عن تشديد قيود COVID-19 التي انتقدها على نطاق واسع ثم تراجعه.
أجابت فريلاند، “لقد أجريت محادثة جيدة … مع وزير مالية أونتاريو. وطلبت منه أن ينقل أفكاري إلى رئيس الوزراء. وأنا متأكدة من أنه فعل ذلك” دون الخوض في تفاصيل طبيعة المناقشة.
تواجه أونتاريو موجة ثالثة قاسية من أزمة فيروس كورونا، والتي دفعت الحكومة الفيدرالية في 18 أبريل\نيسان إلى تقديم المزيد من الاختبارات السريعة وتجنيد المقاطعات والأقاليم الأخرى لإرسال موارد إضافية.
وأوضح رئيس الوزراء جاستن ترودو يوم الجّمعة إن أوتاوا “بصدد إرسال مئات الآلاف” من الاختبارات الإضافية، وقد حددت ما يصل إلى 100 من العاملين في مجال الرعاية الصحية ليتم نشرهم في الخطوط الأمامية في أونتاريو.
وأعربت فريلاند عن تعاطفها وتفهمها لمدى صعوبة أن تكون في موضع القيادة، في مواجهة هذا النوع من الوباء .