أدى الارتفاع الأخير في أسعار المساكن في كندا إلى قيام جهة تنظيمية فيدرالية بتذكير المُقرضين بالحفاظ على حذرهم، حيث أن المُقترضين، وفي بعض الحالات، قد يزيفون الحقائق فيما يتعلق بملائتهم المالية عند التقدُّم بطلب للحصول على قرض عقاري.
وقالت إحدى شركات السمسرة العقارية الكندية لصحيفة Financial Post إنها كشفت مؤخراً عن سلسلة من خطابات التوظيف المشبوهة التي قدمها أفراد يحاولون الحصول على قروض في منطقة تورونتو الكبرى GTA.
وبيّن Dan Eisner، الرئيس التنفيذي لشركة True North Mortgage Inc. أنه يتم تقديم خطابات الدخل من قبل المقترضين المحتملين كدليل على العمل والدخل، للمساعدة في إظهار أن لديهم الوسائل لسداد القرض.
فحصت شركة True North هذه الخطابات. لتجد أنها كانت من شركات لم يسمع بها المُقرض أبداً ، وادعت جميعها أنها تقع في منطقة تورنتو الكبرى ، وأن لديها مواقع ويب تم إنشاؤها مؤخراً وتحتوي على قدر معقول من التفاصيل.
ويوضح Eisner: “إنهم لا يبتكرون مواقع ويب فحسب، بل يبتكرون مواقع ويب تبدو ذات مصداقيّة إلى حد ما”.
يأتي الاكتشاف من قبل شركة True North وسط سوق الإسكان الكندي المُلتهب الذي تحركه أسعار الفائدة المنخفضة، والمستويات المرتفعة من مُدّخرات الأُسر، وتفضيل المزيد من المساحة بين المشترين المحتملين، الذين قد يخشى بعضهم أن يفوتوا فرصتهم في امتلاك منزل.
تسببت الأسواق الصاعدة للإسكان سابقاً أيضاً في الشكوك حول الاحتيال على الرهن العقاري، والتي يمكن أن تتضمن تقديم معلومات خاطئة للمُقرض. قالت شركة Equifax Canada، على سبيل المثال، في يناير\كانون الثاني 2017 إن بياناتها أظهرت زيادة بنسبة 52 % في طلبات الرهن العقاري الاحتيالية المُشتبه بها منذ عام 2013.
في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة استقصائية أجرتها Equifax في فبراير\شباط على 1540 كندياً أن 9 % لم يكونوا صادقين تماماً في طلب القرض وأن 9%قالوا إنه من المقبول “تضخيم” الدخل السّنوي عند التقدم بطلب للحصول على قرض عقاري (والذي كان منخفضاً) من 12 % في عام 2019). واتفق 40 % من المجيبين على أن الاحتيال على الرهن العقاري يُمثل مشكلة متنامية.
في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، يرتفع الطلب على العقارات السّكنية، وتجنب صانعو السياسة حتى الآن أي تحركات كبيرة لمحاولة إبطاء الأمور. يؤدي الطلب المتزايد أيضاً إلى زيادة مقدار العناية والحذر الواجبين من قبل المُقرضين، مما قد يجعل ملكية المنازل بعيداً عن متناول بعض المشترين المُحتملين، وخاصة الأصغر سناً.
ويرى Davies من شركة Equifax إن هذا قد يكون أحد الأسباب التي تدفع شخصاً ما لتضخيم دخله عند طلبه بُغية الحصول على المنزل الذي يريده.
وأضاف: “بينما نستمر في رؤية سوق إسكان ملتهبٍ جداً، فأنا أعتقد أننا سنستمر في رؤية هذا النوع من التزييف والاحتيال في كندا”.
اقرأ أيضاً: