العائلات ذات الدخل المرتفع في كندا، هي المستفيد الأكبر من مساعدة رئيس الوزراء “جاستن ترودو” لمكافحة الوباء ، وذلك الأرقام التي أصدرتها وكالة الإحصاء الكندية .
فقد تلقت 20% من العائلات ذات الدخل الأعلى، حوالي 6728 دولاراً من برامج المساعدة الطارئة لـ COVID-19، وفقاً لبيانات قدمتها وكالة الإحصاء الكندية إلى Bloomberg.
بينما حصلت الأسر ذات الدخل الأقل، على حوالي 4097 دولاراً. وإجمالاً، حصل 20% من أصحاب الدخل الأدنى، على 14% فقط من أصل 95.2 مليار دولاراً من التحويلات الحكومية المباشرة المتعلقة بـ COVID-19 العام الماضي، وذلك وفقاً لبيانات من وكالة الإحصاء.
وتُثير هذه الأرقام مخاوف من أن دعم كندا الوبائي – وهو من بين الأكثر سخاءً في العالم، والذي تم تمويله بمئات المليارات من الديون الجديدة – قد كان عشوائياً، حيث قام المسؤولون بتحويل الأموال لعشرات المجموعات المختلفة، وانتهى الأمر لهذه الأموال للتجميد في الحسابات المصرفية.
وقالت Jennifer Robson، أستاذة الإدارة السياسية في جامعة كارلتون في أوتاوا، والتي قدمت استشاراتها إلى حكومة ترودو: “تشير هذه البيانات إلى أنه – ربما عن غير قصد – انتهى الأمر ببعض هذه المزايا الطارئة لزيادة تلك المدّخرات الزائدة، للأسر ذات الدخل المرتفع”.
لقد تجاهل المسؤولون الحكوميون والعديد من الاقتصاديين الانتقادات القائلة بأن البرامج الكندية باهظة الثمن، وقالوا إن كبار وزراء ترودو، لم يتمتعوا بالدقة في العام الماضي، عندما سارعوا لمنع الكساد.
كما أن الحصة الصغيرة بشكل غير متناسب، والتي كانت تذهب لأصحاب الدخل المنخفض، أثارت أسئلةً حول تقدم الإنفاق، وهو ما قد يزعج الحكومة التي تركز على الحدّ من عدم المساواة في الدخل.
السرعة “الحرجة”
ركزت الحكومة على الدخل المفقود حيث يُعطي معظم الاقتصاديين درجات عالية للتصرف السريع من قبل رئيس الوزراء، حتى لو أنه قدم الأموال لأسرٍ لا تحتاج إليها.
كانت إحدى السياسات الرئيسية هي ميزة الاستجابة للطوارئ الكندية (CERB)، التي أعطت 2000 دولاراً شهرياً لِمَن فقدوا دخلهم بسبب الوباء.
كما منح مساعدة أخرى للطلاب بمبلغ 1250 دولاراً شهرياً إن لم يتمكنوا من العثور على عمل.
وقال Trevor Tombe، أستاذ الاقتصاد بجامعة كالجاري: “كانت السرعة أمراً مهماً جداً. وكان دفع أجور الناس للبقاء في المنزل و العمل، هو هدف السياسة العامة. ولم تكن CERB موجودةً لتحقيق أهداف العدالة والتوزيع، ولكن لتحقيق أهداف الصحة العامة”.
ورفض مكتب وزيرة المالية Chrystia Freeland التعليق على البيانات.
وكحصةٍ من دخلها، شهدت الأسر ذات الدخل المنخفض مزايا كبيرة. بفضل المساعدة الحكومية، سجلت العائلات الأقل دخلاً زيادة بنسبة 18% في الدخل المتاح في العام الماضي، وهي أعلى نسبة بين جميع فئات الدخل. كما سجلت الأسر المعيشية الأفقر، الزيادة الأكبر في صافي الثروة، رغم أنها لا تزال صغيرة من حيث القيمة المطلقة.
الشيك الأسبوعي بقيمة 500 دولاراً يعني للأسرة الفقيرة أكثر مما يعنيه للأثرياء. فقد وفّر متوسط العائلات ذات الدخل المرتفع، حوالي 58429 دولاراً العام الماضي، وفقاً لإحصاءات كندا، بزيادة وصلت ل 18000 دولاراً تقريباً عن العام السابق.
وتلقت هذه الأسر 21 مليار دولاراً من إجمالي الإغاثة من الوباء، من قبل الحكومة الفيدرالية، خلال عام 2020، وهو مكسبٌ غير متوقع بالإضافة للأكوام النقدية التي تراكمت بسبب عدم قدرتهم على الإنفاق على السياحة أو الخدمات.
وباء فيروس كورونا، سيكلّف كندا نصف تريليون دولاراً بين عامي 2020 و 2022، مما يدفع دين الحكومة الفيدرالية كحصةٍ من الناتج الإجمالي إلى 50%، مرتفعاً عن 30% قبل الوباء. دعم الأعمال:
يتم طرح الأسئلة ذاتها، حول المساعدة في الأعمال التجارية. وتقوم العديد من الشركات، بتخزين التحويلات المرسَلة من الدولة. واجهت حكومة ترودو انتقاداتٍ بسبب جعلها برنامجها لدعم الأجور سخياً للغاية.
و دفعَت الأسئلة المتعلقة بالمساعدة رؤساء كلّ من غرفة التجارة الكندية، ومجلس العمال الكندي، ليكتب افتتاحيةً مشتركةً للدفاع عن البرنامج. البيانات التي قدمتها هيئة الإحصاء الكندية، هي تقديرات تجريبية جزئية للدخل، والاستهلاك، والادخار، والثروة، ومكوناتها الفرعية، من قبل توزيعات الأسر المختلفة لعام 2020.
وتشمل التحويلات الجزء الأكبر من البرامج المتعلقة بـ COVID-19، بما فيها CERB، والتي تم تقديمها إلى ما يقارب 9 ملايين شخص.
ربما لا تكون العائلات ذات الدخل المنخفض مؤهلة لبعض البرامج المتعلقة بالوباء، إذا ما كانت تتلقى المساعدة الحكومية، أو إذا لم تفقد دخلها المرتبط بالوباء.
كما قالت الوكالة إن برنامج التأمين على العمل الكندي، لا يتم احتسابه في حساب الإنفاق، وقد انخرط العديد من المستفيدين من CERB في هذا البرنامج في الربع الأخير من عام 2020.
اقرأ أيضاً: