قال رئيس الوزراء جاستن ترودو اليوم إن الألم والحزن الذي تشعر به مجتمعات السكان الأصليين بعد التقرير الذي يخص العثور على 751 قبر بدون شواهد بالقرب من مدرسة سابقة في Saskatchewan، “هو مسؤولية تقع على عاتق كندا”.
وجاء في تصريحٍ له: “أنا أدرك أن هذه النتائج لا تؤدي إلا لازدياد الألم الذي تشعر به العائلات والناجون وجميع الشعوب والمجتمعات الأصلية، وأنهم يعيدون التأكيد على حقيقة عرفوها منذ فترة طويلة”.
وأضاف: “الأذى والصدمة التي تشعرون بها هي مسؤولية تقع على عاتق كندا ، وستواصل الحكومة تزويد مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء البلاد بالتمويل والموارد التي يحتاجونها لتسليط الضوء على هذه الأخطاء الفادحة. وعلى الرغم من أنه لا يمكننا إعادة أولئك الذين فقدوا حياتهم، إلا أنه يمكننا أن نسلط الضوء على حقيقة هذه المظالم، وسنكرّم ذكراهم إلى الأبد”.
هذا وقد أعلنت منظمة Cowessess First Nation اكتشافاً أولياً لـ 751 قبر بدون شواهد في مقبرة بالقرب من مدرسة Marieval Indian Residential School السابقة.
وأوضح Cadmus Delorme رئيس Cowessess في مؤتمر صحفي افتراضي “هذا ليس موقعاً لمقبرة جماعية. هذه قبور لا تحمل شواهد”.
وأشار Delorme إلى أنها ربما كانت تحمل شواهداً في وقت ما. وقال إن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي أدارت المقبرة، ربما أزالت الشواهد في وقت ما في الستينيات.
وأكد أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت جميع القبور التي لا تحمل شواهد تخص أطفالاً. وبيّن أن التقاليد الشفوية في Cowesses First Nation تقول أن الأطفال والبالغين دفنوا هناك.
كما تحدّث ترودو عبر الهاتف مساء الخميس مع كل من Delorme و Perry Bellegarde، الرئيس الوطني لجمعية الأمم الأولى، بشأن هذه القبور.
وكتب ترودو على تويتر: “نحن ملتزمون بالعمل معاً في شراكة حقيقية لتصحيح هذه الأخطاء التاريخية وتعزيز المصالحة بطرق ملموسة ودائمة وذات مغزى”.
I spoke on the phone with both Chief @CadmusD and National Chief @PerryBellegarde today. I let them know that our government and all Canadians stand with them following the horrific discovery of unmarked graves at the former Marieval Residential School.
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) June 24, 2021
يأتي هذا الاكتشاف في أعقاب اكتشاف مشابه الشهر الماضي في مدرسة Kamloops Indian Residential School السابقة.
وكانت أعلنت أمة The Tk’emlúps te Secwépemc في بريتيش كولومبيا اكتشاف موقع قبر مجاور للمدرسة السابقة، وقالت إن النتائج الأولية تشير إلى وجود رفات 215 طفل مدفونين هناك.
وجاء في بيان ترودو أيضاً: “النتائج في Marieval و Kamloops هي جزء من مأساة أكبر. وهي تذكير مخجل بالعنصرية والتمييز والظلم الممنهج الذي واجهته الشعوب الأصلية ،وما زالت تواجهه، في هذا البلد”.
وتابع:”يجب أن نعترف بهذه الحقيقة معاً، وأن نتعلم من ماضينا، ونسير على طريق المصالحة حتى نتمكن من بناء مستقبل أفضل”.
“ليس جيداً بما فيه الكفاية”
قالت Marion Buller، التي شغلت منصب المفوض الرئيسي للتحقيق الوطني في النساء والفتيات المفقودات والمقتولات من السكان الأصليين، إنها تريد أن تسمع أكثر من مجرد “مشاعر وصلوات” من رئيس الوزراء.
وعلّقت : “إنه بيان جميل وذو صياغة جيدة تحمل التعاطف، ولكن لا يوجد فيه أي أفعال “.
وأشارت إلى أن ترودو قال مراراً وتكراراً أنه لا توجد علاقة أكثر أهمية لكندا من علاقة العائلة الملكية بالسكان الأصليين.
وتابعت: “برهن على ذلك بعمل ملموس، أطلق المستندات، أوقف العمل في المحكمة الفيدرالية فيما يتعلق بتطبيق Jordan’s principle. تحمل المسؤولية. اعترف. امضِ قدماً. فكر بالأشياء التي يمكننا جميعاً القيام بها، والتي يمكنك القيام بها كحكومة في حال أُعيد انتخابك”.
مع العلم أن Buller كانت تشير إلى الوثائق والسجلات التي رفضت بعض الكنائس(التي تدير مدارس داخلية) إصدارها حتى الآن.
كما تقاوم الحكومة الفيدرالية في المحكمة حكماً أصدرته محكمة حقوق الإنسان الكندية، والذي أدى جزئياً إلى توسيع نطاق تطبيق Jordan’s principle، الذي ينص على أن أطفال الأمم الأصلية في المحميات يجب ألا يظلوا في انتظار الخدمات الاجتماعية الحيوية لأن الحكومات لا تستطيع الاتفاق على من يجب أن تدفع لهم.
“يجب القيام بالمزيد من العمل”
من جانبه قال زعيم حزب المحافظين Erin O’Toole اليوم إن حزبه يشعر بـ “الحزن العميق والحداد الذي يعيشه جميع السكان الأصليين والناجين من المدارس الداخلية في هذا الوقت”.
وجاء في بيانٍ له: “قلوبنا حزينة على أمة Cowessess والمجتمعات الأصلية المحيطة التي تشعر بهذه الصدمة”.
وأضاف:”هذا الاكتشاف هو تذكير كئيب بأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمعالجة الآثار المدمرة والضارة التي خلفتها المدارس الداخلية(ولا تزال تخلفها)على العديد من الناجين اليوم”.
وقد تراجع O’Toole عن التعليقات التي أدلى بها لطلاب جامعة Ryerson في ديسمبر/كانون الأول، مدعياً أن “نظام المدارس الداخلية كان مصمماً لتوفير التعليم لأطفال السكان الأصليين قبل أن يخرج عن المسار ويصبح برنامجاً مروعاً”.
وأشار O’Toole في بيانه اليوم إلى دعوته للحكومة الليبرالية لتوفير جدول زمني سريع وتمويل لتنفيذ دعوات لجنة الحقيقة والمصالحة للعمل والتي تركز على الأطفال المفقودين وتحديد مواقع الدفن.
وخصصت ميزانية الحكومة الليبرالية لعام 2019 مبلغ 33.8 مليون دولار على مدار ثلاث سنوات لتطوير وصيانة سجل وفاة طلاب المدارس السكنية الوطنية والعمل مع الأحزاب لإنشاء وصيانة سجل عبر الإنترنت لمقابر المدارس السكنية.
كما دعا زعيم الحزب الديمقراطي الجديد Jagmeet Singh الحكومة الفيدرالية إلى تنفيذ كل توصية من توصيات لجنة الحقيقة والمصالحة البالغ عددها 94 توصية.
751.
The unmarked graves of 751 more Indigenous bodies have been uncovered.
This is Genocide.
And, it's not good enough for this Liberal govt to only offer condolences.
There remains an unbroken legacy of injustice, as long as Justin Trudeau fights Indigenous kids in court.
— Jagmeet Singh (@theJagmeetSingh) June 24, 2021
وقال Singh في بيانٍ له اليوم: “إعلان الزعيم Cadmus Delorme عن العثور على 751 قبر بدون شواهد في مدرسة Marieval Residential School هو أمر مفجع ودليل آخر على الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين في هذا البلد”.
وتابع: “السكان الأصليون يستحقون أكثر من الكلمات والوعود. هذه الاكتشافات المروعة تجعل الأمر واضحاً بشكل لا يمكن إنكاره: لقد خذلت الحكومة الفيدرالية، وما زالت تخذل، مجتمعات الأمم الأولى ومجتمعات الInuit و الMétis”.
وتشير التقارير إلى أنه تم الانتهاء من 13 توصية من توصيات لجنة الحقيقة والمصالحة، وجاري تنفيذ 61 توصية، بينما لم يتم البدء ب 20 حتى الآن.
ويقول المركز الوطني للحقيقة والمصالحة إن أكثر من 150.000 طفل من أبناء الأمم الأولى والInuit والMétis قد التحقوا بمدارس داخلية في كندا.
ويقدّر السناتور السابق Murray Sinclair ، الذي شغل منصب رئيس لجنة الحقيقة والمصالحة، وفاة ما لا يقل عن 6000 طفل أثناء وجودهم في المدارس الداخلية.
كما تصف لجنة الحقيقة والمصالحة أهداف المدارس بأنها “إبادة ثقافية”.
المصدر: CBC