اكتشفت مجموعة من علماء المناعة الكنديين آلية غير معروفة من قبل، وقالوا إنها تعمل مثل ” شبكة عنكبوتية” قادرة على اعتراض وقتل مسببات الأمراض بما في ذلك الإنفلونزا أو SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لـ COVID-19.
وقد وجد باحثون من جامعة McMaster في هاميلتون/أونتاريو أن العدِلات(وهي أكثر خلايا الدم البيضاء وفرة في جسم الإنسان) تنفجر عندما ترتبط بمسببات الأمراض المغلفة بالأجسام المضادة في الجهاز التنفسي، وتطلق الحمض النووي خارج الخلية ، مما يخلق “تشابكاً لزجاً” يعمل بمثابة مصيدة.
ووفقاً للدراسة، فإن مصائد العدِلات خارج الخلية (NETs) قادرة أيضاً على تعطيل نشاط الفيروسات، على غرار وظيفة مضادات الفيروسات.
ونُشرت النتائج يوم الثلاثاء في مجلة Proceedings of the National Academy of Science التي تمت مراجعتها من قبل أطباء .
وأوضح علماء المناعة أن اكتشاف هذه الشبكات أمر مهم، نظراً لمحدودية المعرفة المسبقة حول كيفية تحييد الأجسام المضادة للفيروسات في الجهاز التنفسي.
وأشارت الدراسة إلى أن الشبكات العصبية تمت دراستها في السابق على أنها استجابة مناعية مضادة للأمراض في سياق الالتهابات البكتيرية.
وأضافوا أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تصميم وإنتاج اللقاح في المستقبل، بما في ذلك أجهزة الإرذاذ الجوي ورذاذ الأنف التي يمكن أن تساعد الجسم على صدّ العدوى قبل أن تترسخ بشكل كامل.
وبيّن الأستاذ المساعد والمؤلف الرئيسي للدراسة Matthew Miller: “يمكن للقاحات أن تنتج هذه الأجسام المضادة الموجودة في رئتينا، وهي النوع الأول من الأجسام المضادة القادرة على رؤية فيروسات مثل الإنفلونزا أو COVID-19، التي تصيب الرئتين والجهاز التنفسي”.
وأضاف أن الآليات التي يمكن أن توقف العدوى في الموقع الذي تدخل فيه أجسامنا يمكن أن تمنع الانتشار والمضاعفات الخطيرة.
في المقابل، أوضحت طالبة الدراسات العليا والمؤلفة الرئيسية للورقة البحثية Hannah Stacey أن اللقاحات القابلة للحقن مصممة لتعزيز الأجسام المضادة في دم المريض.
وقالت: “في حال كنت تريد الكثير من هذه الأجسام المضادة التي تكون وفيرة في الدم، سيكون الحقن أكثر منطقية. لكن إذا كنت تريد أجساماً مضادة وفيرة في الجهاز التنفسي، فإن البخاخ أو جهاز الإرذاذ سيكونان منطقيين”.
ومع ذلك، أشارت إلى أن تلك الأجسام المضادة في الدم ليست منتشرة في المواقع التي تبدأ فيها العدوى.
وأضافت Stacey: “يجب أن نفكر ملياً في لقاحات الجيل التالي لـ COVID-19 التي يمكن إعطاؤها في الجهاز التنفسي لتحفيز الأجسام المضادة. لا نملك حالياً العديد من اللقاحات التي تركز على زيادة استجابة الغشاء المخاطي”.
وعلى الرغم من أن آلية ” شبكة العنكبوت ” في الجسم لديها القدرة على الاستفادة في مكافحة العدوى، يحذر الخبراء من أنها يمكن أن تسبّب ضرراً، ويشمل ذلك زيادة الالتهاب والمزيد من الأمراض في حال عدم القدرة على السيطرة عليه.
ولاحظ الباحثون أن هذه الظاهرة شوهدت خلال الموجات المبكرة من جائحة COVID-19 ، قبل اللقاحات ، عندما وُجد في رئات بعض المرضى مصائد العدلات الخارج خلوية ، مما يجعل تنفسهم أكثر صعوبة.
وختم Miller قائلاً: “من المهم أن تفهم توازن الجهاز المناعي. إذا كان لديك الكثير من هذه الأجسام المضادة قبل أن تصاب بالعدوى، فمن المحتمل أن تحميك. لكن إذا كانت العدوى نفسها تحفز الكثير من تلك الأجسام المضادة، فقد تكون ضارة”.
المصدر: CTV
قد يهمك: