يستمر عدد الإصابات بـ COVID-19 بين الأطفال الصغار في الارتفاع في كيبيك، وذلك مع انتشار الفيروس في المدارس الابتدائية ودور الحضانة.
فخلال الأسبوعين الماضيين، تجاوزت نسبة الإصابات الجديدة لدى الأطفال دون سن العاشرة ال20٪ من إجمالي المقاطعة، وهي أكبر نسبة تم تسجيلها بين كافة الفئات العمرية.
وفي الوقت نفسه، أبلغت 856 مدرسة في مختلف أنحاء كيبيك عن إصابة نشطة واحدة على الأقل بحلول يوم الخميس، وأُجبرت 3 مدارس على الأقل على الإغلاق بعد تفشي المرض بشكل كبير.
إلا أن الجانب الإيجابي الوحيد، وفقاً لأطباء من أهم مشافي الأطفال في مونتريال، هو أن الزيادة في الإصابات بين الأطفال لم تُترجم بعد إلى المزيد من الاستشفاء، فالغالبية العظمى من الأطفال لا تعاني من أعراض حادة.
وأشار الدكتور Olivier Drouin، طبيب الأطفال في مستشفى Ste-Justine، إلى أن تأثّر الأطفال بالموجة الرابعة ليس أمراً مفاجئاً، نظراً لأنهم لا يزالون غير قادرين على تلقي اللقاح.
وأضاف: “لسنا متأكدين بشأن مدى ارتفاع عدد الإصابات ومدة استمرارها، لكن من الواضح أنه كلما زاد عدد الأطفال المصابين، كلما احتاج عدد أكبر منهم إلى دخول المستشفى”.
هذا وقد ازدادت نسبة الإصابات لدى الأطفال الصغار في كيبيك، مع مرور المقاطعة بموجات الوباء المختلفة. حيث أصيب ما مجموعه 1725 طفلاً دون سن العاشرة خلال الموجة الأولى، عندما تم إغلاق المدارس. أي ما يمثل 3٪ فقط من إجمالي الإصابات.
أما في الموجتين الثانية والثالثة، عندما اعتمدت المدارس بشكل أكبر على التعلم عن بعد، وكانت مغلقة للسيطرة على تفشي المرض، كان هناك العديد من الإصابات في هذه الفئة العمرية، أكثر من 21000 إصابة في الموجة الثانية وحدها. لكن ومن حيث النسب، فقد مثّلت هذه الإصابات 9٪ و 12٪ من إجمالي الإصابات.
وكان هناك ما يقارب 4800 إصابة في هذه الفئة العمرية خلال الموجة الرابعة، منذ منتصف يوليو/تموز، أي ما يمثل 16٪ من إجمالي الإصابات.
ويمكن تفسير الفرق بين الموجات من خلال إتاحة اللقاح للفئات العمرية الأكبر سناً، ووصول المتغير دلتا الأكثر قابلية للانتشار، والطريقة التي تعاملت بها كيبيك مع إصابات COVID-19 في المدارس.
فخلال الموجة الرابعة، ركزت كيبيك على الحد من إغلاق المدارس قدر الإمكان. وقررت المقاطعة أيضاً إنهاء المجموعات الصفية وتخفيف الإجراءات التي تخص ارتداء الكمامات في مناطق معينة قبل بدء العام الدراسي.
وبحلول يوم الخميس، أبلغت أكثر من 1100 مدرسة عن إصابة إيجابية منذ إعادة فتحها في أغسطس/آب. ويوجد حالياً 1809 طالب مصاب في جميع أنحاء المقاطعة، بالإضافة إلى 169 موظف مصاب.
كما تم إغلاق مدرستين ابتدائيتين في مونتريال في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، بسبب ما وصفه مسؤولو الصحة العامة بال”زيادة سريعة في عدد الإصابات”. وبشكل عام، تمثل المدارس ودور الرعاية النهارية في جميع أنحاء المدينة حالياً 38٪ من إجمالي حالات تفشي المرض النشطة.
وبالنسبة لبعض الآباء، أدى تزايد عدد الإصابات والنهج المختلف خلال هذا العام الدراسي إلى خلق طبقة أخرى من التوتر. وبيّنت والدة أحد الطلاب التي طلبت عدم نشر اسمها بسبب الجدل المحيط بهذه القضية:”يختلط الأطفال أثناء الرعاية النهارية بعد المدرسة، وفي الاستراحة، وفي الحافلة. لا يمكن أن أعرف ما إذا كانت ابنتي على احتكاك بشخص مصاب”.
وأكّد الدكتور Christos Karatzios، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى مونتريال للأطفال، أنه يتفهم مخاوف الأهالي، وأضاف أنه لا ينبغي الاستخفاف بCOVID-19 لمجرد أن معظم الأطفال لن يعانوا من أعراض حادة.
كما أشار إلى أن أحدث التقديرات تظهر أن واحداً من بين كل 3000 طفل تعرّض للمرض سيصاب بمتلازمة ما بعد COVID المعروفة باسم متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال (MIS-C).
وبيّن أنه تم إدخال بعض الأطفال إلى المستشفى بعد إصابتهم بالعدوى، خصوصاً أولئك يعانون من مشاكل صحية مزمنة. فمنذ بداية الوباء في كيبيك، تم إدخال أكثر من 400 طفل ومراهق إلى المستشفى بسبب COVID-19.
ولهذا السبب، أكّد Karatzios أنه يدعم إتاحة اللقاح للأطفال الأصغر سناً بمجرد الموافقة عليه. وحتى ذلك الحين، حثّ أولئك الذين يستطيعون الحصول على اللقاح أن يقوموا بذلك بهدف حماية أنفسهم بالإضافة إلى أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح.
المصدر: Montreal Gazette