عشية اليوم الوطني الأول للحقيقة والمصالحة في كندا، حصل Ben Miljure على الخاتمة التي طالما انتظرها في رحلته الشخصية: اللقاء بوالدته المفقودة منذ زمن طويل، وهي امرأة من السكان الأصليين كانت مفقودة منذ عقود.
بحكم عمله كصحفي في CTV News فانكوفر، فإن التزام Ben Miljure الأول هو معرفة الحقيقة. وقد أُجبر على مواجهة الحقيقة الخاصة به في مايو/ أيار الماضي، على الهواء مباشرةً، وعلى شاشة التلفزيون.
كان خبر العثور على 215 قبر لا تحمل شواهد في مدرسة سكنية سابقة في Kamloops، بريتيش كولومبيا، بمثابة ضربة قوية للبلاد. و كان Ben يقدم تقريراً حياً أمام معرض فانكوفر للفنون في مايو/أيار الماضي، عندما بدأ صوته بالارتعاش.
وكتب لاحقاً أن المأساة أثّرت فيه بشدّة، وقال: “عندما بدأنا التصوير وفتحت فمي لأتحدث، اختنقت بشكل غير متوقع، كنت أبكي من خلال كلماتي، وعانيت من أجل الحفاظ على رباطة جأشي”.
ثم كشف بعد البث أنه من السكان الأصليين، من جانب عائلة والدته، وأنه لم يرها منذ أن كان طفلاً صغيراً.
نشأ Miljure في دور الحضانة، وهو غير متأكد مما حدث لأمه.
وعندما أصبح شاباً بالغاً، بدأ في إعادة الاتصال بأفراد عائلته من جانب والدته، وهو يعرف حالياً أنه جزء من أمة Namgis من السكان الأصليين.
لطالما سأل أقربائه عما إذا كانوا يعرفون مكان والدته، لكن لم يحالفه الحظ.
وفي الآونة الأخيرة، تمكّن من اكتشاف الحقيقة أخيراً: والدته كانت على قيد الحياة، وتعيش في منشأة رعاية في تورنتو، وهي تعاني من مشاكل طبية خطيرة تؤثر على كلامها وذاكرتها.
قابلها Miljure هذا الأسبوع لأول مرة منذ أن كان طفلاً. وأكّد أنها علمت تماماً من يكون.
وقال: “لقد كانت سعيدة حقاً برؤيتي. كما فرحت لسماع القصص التي أخبرتها بها عما أصبحت عليه وعن عملي”.
وأضاف باكياً ” إن القدرة على النظر إلى المرأة التي أنجبتني، وقولي “أمي” بصوت عال جعلتني أشعر بالرضا”.
لسنوات، بدا هذا الاجتماع مستحيلاً لأن عائلتها بأكملها لم تكن لديها أي فكرة عن مكان وجودها لمدة 20 عاماً.
فبعد انتقالها إلى تورنتو في أوائل التسعينيات، توقفت فجأة عن الاتصال بالمنزل ذات يوم، ولم تتمكن عائلتها من إقناع الشرطة بأخذ القضية على محمل الجد.
وتابع Miljure: “اعتُبرت والدتي امرأة مفقودة أو مقتولة لما يقارب عقدين من الزمن”.
يُذكر أن والدته لم تتمكن من إعلام مقدمي الرعاية في المؤسسة التي كانت تعيش فيها، أنها تملك عائلة في بريتيش كولومبيا بسبب حالتها الصحية. لكنها لم تنسَ على الإطلاق.
وتابع Miljure: “بصفتي الآن صوتاً فخوراً للسكان الأصليين، أريد استخدام ذلك لمساعدة الآخرين على مشاركة قصصهم، وعلى اكتساب القوّة في معرفة أنهم ليسوا وحدهم في الأشياء التي حدثت لهم ولأفراد أسرهم، والصدمة التي حملوها معهم”.
وختم بقوله: “أشعر بأنني محظوظ للغاية لأتمكن من مشاركة قصتي وأتمنى مساعدة الآخرين “.
المصدر: CTV