أكّد رئيس الوزراء فرانسوا لوغو أنه مستعد للتعامل بجدية مع أطباء الأسرة الذين لا يرغبون في تحمل عبء المزيد من العمل، وتوعد بفرض عقوبات على الأطباء الذين لا يعملون بشكل كاف.
وفي إشارةٍ منه إلى أن حكومات كيبيك المتعاقبة منذ عام 2002 لم تتمكن من إقناع الأطباء بقبول المزيد من المرضى، قال لوغو إنه مستعد لتمرير قانون يجبرهم على القيام بذلك إذا فشلت المفاوضات مع نقابتهم.
وصرّح في مؤتمر صحفي صباح الأربعاء: “علينا تغيير هذه الثقافة وهو ليس بالأمر السهل ، إلا أن صبري قد نفد. أعتقد أن سكان كيبيك يحق لهم الحصول على طبيب أسرة “.
واعترف لوغو أن غالبية الأطباء يعملون بجد، لكنه أشار إلى وجود هناك أقلية، أو بضعة آلاف، تحتاج إلى تحسين أدائها. وبيّن أنه يتوقع رد فعل عنيف من اتحاد الأطباء في كيبيك (FMOQ).
وتابع قائلاً: “أفضل اتفاقاً تفاوضياً، لكن سنتبنى قانوناً إذا لزم الأمر”.
جاءت تعليقات لوغو بعد يوم من كشفه أن الحكومة حصلت بشكل قانوني على قائمة بالأطباء الذين يُعالجون أقل من 1000 مريض حالياً من Régie de l’assurance maladie du Québec.
وأضاف أنه يريد إعطاء أسماء الأطباء المدرجين في القائمة إلى السلطات الصحية الإقليمية حتى يمكن التحدث إليهم، لكنه غير متأكد مما إذا كان ذلك قانونياً أم لا.
وذهب إلى أبعد من ذلك، قائلاً إنه سيعمل على إصدار قانون في حال طلبت كيبيك قانوناً لمشاركة مثل هذه البيانات.
ولفت إلى أن وزير الصحة الليبرالي السابق Gaétan Barrette حاول لمدة 4 سنوات تغيير سلوك الأطباء، حتى أنه اعتمد مشروع القانون 20 ، الذي تضمن عقوبة أجر قدرها 30٪ لأولئك الذين لا يمتثلون لمعايير الإنتاجية في كيبيك. لكن لم يتم فرض العقوبات على الإطلاق، ولم يكن لمشروع القانون أي أثر.
وأوضح لوغو أن حكومته حاولت على مدى 3 سنوات اتخاذ إجراءات دون جدوى. واعتبر أن FMOQ “قوة ضاغطة لا يستهان بها”.
واستطرد: ” حكومة Parti Québécois لم تقاوم، لكني لن أقف مكتوف اليدين. أُفضّل أن يكون هناك حل نتفق عليه . يحتاج أطباء الأسرة إلى فهم أنه يتوجب عليهم تحمل مسؤولية سكان كيبيك. أعتقد أن الوقت قد حان لحل هذه المشكلة”.
وتابع لوغو “لقد بلغ صبري حدوده. لكنني لا أريد أن أعاقب جميع أطباء الأسرة ، لأن هناك أغلبية تقوم بعمل جيد وتعتني بالمرضى” .
المعارضة تنتقد
أدلى لوغو بهذه التصريحات بعد ساعة من اتهامه بـ “التدخل” من قبل المعارضة، على خلفية طلب قائمة سوداء بالأطباء الذين يعتقد أنهم يجب أن يعملوا بجدّ أكبر.
وقال Joël Arseneau من Parti Québécois، إن تصريحات لوغو “مقلقة”، وتكشف أن نهج الحكومة ينطوي على “الكثير من الارتجال”.
وعبّر عن صدمته عندما علم أن لوغو اعترف أنه يجهل ما يمكن فعله “بشكل قانوني” بقائمة الأطباء التي حصل عليها من RAMQ.
وفي غضون ذلك، أعرب Gabriel Nadeau-Dubois قائد Québec solidaire عن أسفه لأن رئيس الوزراء “تفاخر” بالحصول على قائمة “المتهربين السيئين الذين سيؤدبهم بالقوة”.
وقال Nadeau-Dubois: “نرى هنا أسلوب حكومة CAQ في أنقى صوره، فهو يتضمن توجيه أصابع الاتهام، وإيجاد المذنب. أي أنه وباختصار … حجة واهية لتجنب تحمّل المسؤولية”.
وأشار Nadeau-Dubois إلى أن الحكومة تشن هجوماً “سطحياً” بخصوص الرعاية الصحية، وأضاف أن الوقت قد حان لنهج منسّق لضمان الخدمات الصحية.
يُذكر أن حكومة CAQ وعدت سكان كيبيك في انتخابات 2018 بأن يكون لكل فرد طبيب أسرة قبل نهاية ولايتها التي تبلغ 4 سنوات.
و كان هناك 400000 من سكان كيبيك على قوائم الانتظار في ذلك الوقت، إلا أن المجموع تضاعف ليصبح 800000 حالياً.