تشير الإحصائيات إلى ارتفاع غير معتاد في الزيارات إلى غرف الطوارئ للأطفال في كيبيك خلال أواخر الصيف و أوائل الخريف، وإدخال عدد “غير مسبوق” من الأطفال الصغار إلى المستشفى، وهو اتجاهٌ استمر حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول.
والجدير بالذكر أن المرضى( الذين تقل أعمارهم عن عام واحد) يُصابون بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، الذي قد يبدأ مثل نزلات البرد، ولكن يمكن أن يجتاح الرئتين مما يسبب عدوى أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات.
مع العلم أن وجود عدد أكبر من الأطفال في أسرّة المستشفى، أو على الأكسجين، يعني أيضاً إرهاق موارد المستشفى والموظفين. ونتيجةً لذلك، تمت إعادة تنظيم بعض الخدمات، كما تم تأجيل بعض العمليات الجراحية الاختيارية.
وفي سبتمبر/إيلول 2021، كان هناك 77 حالة دخول بسبب RSV إلى مستشفى مونتريال للأطفال، ويشمل ذلك وحدة العناية المركزة للأطفال (PICU).
ويعد ذلك أعلى بـ 3.5 مرات مما كان عليه خلال فترة ما قبل الجائحة في سبتمبر/إيلول 2018، عندما تم إدخال 22 طفلاً.
ولم يكن هناك سوى تحسن طفيف في أكتوبر/تشرين الأول، عندما انخفض عدد الأطفال الذين أُدخلوا المستشفى إلى 60، وهو ما يزال أعلى ب2.5 مرة من عدد الأطفال (24) الذين احتاجوا إلى أسرّة خلال نفس الشهر من عام 2018، وفقاً للبيانات التي قدمتها المستشفى.
وأوضح الدكتور Jesse Papenburg، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى مونتريال للأطفال:”أن معدل القبول لا يتماشى مع الارتفاع المعتاد في فصل الشتاء، وهو غير مسبوق”.
وعبّر عن قلقه بخصوص الأشهر القليلة المقبلة، فمن المحتمل ألا تنحسر الإصابات حتى شهر مارس/آذار، حيث سيشتد الوضع مع انتشار الفيروسات الموسمية العادية مثل الإنفلونزا.
لماذا نشهد ظهوراً مبكراً لـ RSV؟
سبق و أوضح أخصائيو طب الأطفال أن تدابير الصحة العامة الخاصة COVID-19 حالت دون انتشار الفيروسات المعتادة، مثل RSV والإنفلونزا على نطاق واسع خلال موسم شتاء 2020.
وبالإضافة إلى ذلك، لم تتعرض النساء الحوامل للفيروس وبالتالي لم يتم نقل الأجسام المضادة لأطفالهن خلال الثلث الثالث من الحمل كما هو معتاد.
وبيّن Papenburg أن نقل الحماية المناعية للطفل قد “لا يحمي تماماً من العدوى، ولكن يمكن أن يساعد في تخفيف العدوى خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة الأولى، حتى لا تصبح شديدة بما يكفي لتتطلب دخول المستشفى”.
المصدر: CTV