رفع بنك كندا أسعار الفائدة أربع مرات بالفعل في عام 2022، ومن المحتمل أن يكون هناك زيادة أخرى أو مرتين قبل نهاية العام.
في غضون ذلك كانت الاستجابة تدعو للقلق، حيث شعر الناس بالذعر بشأن ميزانياتهم ومحفظتهم الاستثمارية، ولكن مع ذلك إذا كان الشباب منتبهين بشكل جيد، فقد تكون هذه هي الفرصة المالية لحياتهم.
يمكن القول أنه قد يكون من الصعب رؤية الجانب المشرق عندما تتعرض للضغط بسبب الزيادات في تكلفة المعيشة وارتفاع أسعار الفائدة على قروض الطلاب وخطوط الائتمان والرهون العقارية.
لكن على الرغم من ذلك فإن هناك جانب إيجابي، إذ أن الظروف هذه لن تخلق فقط واحدة من أعظم فرص بناء الثروة لجيل الألفية، بل ستعلمهم دروس المال التي يحتاجون إليها للاستفادة منها.
لقد تميز العقد الماضي بانخفاض أسعار الفائدة والعائدات المرتفعة من كل من الأسهم والعقارات، حيث كان من الصعب عدم كسب المال، لكن الغنائم المالية كان يتمتع بها في الغالب جيل الستينات وحتى الثمانينات، الذين لديهم أصول التضخم والدخل والائتمان لشراء المزيد.
بالمقابل كان جيل الألفية مثقلًا بأرصدة قروض طلابية عالية وكسب رواتب منخفضة في بداية حياتهم المهنية، فما كانت تحتاجه هذه المجموعات الشابة هو أن يتباطأ السوق الصاعد، أو أن ينعكس لبضع سنوات حتى يتمكنوا من المطالبة ببعض المكاسب وهذا بالضبط ما يحدث.
بدأت أسعار الفائدة المتزايدة في التأثير على أسعار المنازل، خاصة في المراكز الحضرية مثل منطقة تورنتو الكبرى، لذلك فإن أولئك الذين خرجو من سوق العقارات خلال العامين الماضيين قد يبدأون في إعادة النظر في حلمهم بملكية المنازل مرة أخرى.
صحيح أن ارتفاع أسعار الفائدة قد أضر بالقدرة على تحمل التكاليف فيما يتعلق بتكاليف الاقتراض، ولكن إذا استمرت هذه المعدلات فإنها ستؤدي إلى انخفاض أسعار المساكن بشكل كبير، حيث توقعت TD Economics أن الأسعار على الصعيد الوطني قد تنخفض بنسبة تصل إلى 8٪ على أساس سنوي في عام 2023.
يمكن القول أن الأسواق الهابطة والركود لديها الكثير لتقدمه للشباب أكثر من أسعار الأصول المنخفضة، حيث أن الدروس المالية قد تكون ذات قيمة مساوية أو حتى أكبر.
فعلى الرغم من صعوبة التكيف مع ظروف السوق إلا أنها تجبر الناس على التصرف بشكل أفضل بأموالهم، وإذا استمرت لفترة طويلة، تصبح هذه الممارسات عادة بالنسبة للشباب، إذ يمكن للدروس التي يتعلمونها الآن أن تجعلهم أفضل في إدارة الأموال لبقية حياتهم.
هذا بدوره سيجعلهم أفضل في تقييم المخاطر، وأفضل في إدارة التكاليف وأفضل في إدراك أنه عندما تكون الأمور جيدة جداً لفترة طويلة، فمن المحتمل أن تتحول إلى كارثة.
نستطيع القول بأن جيل الألفية حصل على فحص واقعي مالي يصعب قبوله وإذا انتهزوا هذا العام كفرصة لفحص مواردهم المالية بشكل نقدي، فسيكونون قادرين على العثور على العديد من المجالات حيث يمكنهم القيام بعمل أفضل للمضي قدماً.