في حال كانت أسعار الفائدة شديدة الانخفاض هي المسؤولة عن وضع سوق الإسكان في كندا ، فقد يعتقد البعض أن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة مؤخراً ستؤدي إلى برودة الأسواق ، لكن يجب أن نركز على أكثر من مجرد أرقام.
هذا وقد تنبأت ورقة حديثة لمجموعة Goldman Sachs Group Inc. بتباطؤ الإسكان في أستراليا وكندا ونيوزيلندا. وتوقع الباحثون انخفاضاً بنسبة 13٪ في أسعار المساكن في كندا بحلول نهاية عام 2023 ، بالإضافة إلى انخفاضات أكثر حدة في أستراليا ونيوزيلندا ، بنسبة 18٪ و 21٪ على التوالي.
وتوقع التقرير انخفاضات أقل للاقتصادات الأوروبية ، مع وجود فرنسا بنسبة 6٪ وعدم حدوث أي تغيير تقريباً في أسعار المملكة المتحدة. أما بالنسبة للولايات المتحدة ، فأشار إلى أن الأسعار سترتفع قليلاً بنسبة 1.8٪.
العام التالي
وفي الوقت نفسه، تنبأت البنوك الكندية أن يمتد انخفاض أسعار المساكن إلى العام التالي.
حيث توقع بنك Desjardins على سبيل المثال ، انخفاضاً بنسبة 23٪ في الأسعار بحلول نهاية العام المقبل من مستويات الذروة التي لوحظت في فبراير/شباط. بينما توقع TD Economics انخفاضاً من الذروة بنسبة 19٪.
ولا ينبغي أن يكون الانخفاض المتوقع في الأسعار مفاجأة. حيث انخفضت الأسعار بالفعل من أعلى مستوياتها في الربع الأول. لكن دعونا نضع في اعتبارنا أن أسعار المساكن في كندا ارتفعت بنحو 27٪ في عام 2021 وحده.
ويمكن استخلاص درسين مهمين من ارتفاع الأسعار العام الماضي:
أولاً : لا يمكن لأسعار المساكن أبداً أن تحافظ على نمو سنوي يزيد عن 20٪. وكان من الممكن أن تنعكس هذه الزيادة الشاذة في النهاية بدون مساعدة بنك كندا الذي يرفع الفائدة حالياً.
ثانياً : حتى الانخفاض بنسبة 23٪ في أسعار المساكن سيعيدها فقط إلى مستويات عام 2020 تقريباً.
لكن أسعار المساكن في كندا كانت ترتفع بسرعة لفترة أطول. وإذا اعتبر معظم الكنديين الأسعار مبالغ فيها في عام 2020 ، فإن العودة إلى مستوى الأسعار لعام 2020 الآن أو لاحقاً قد لا يحسن القدرة على تحمل تكاليف السكن كثيراً.
القدرة على تحمّل تكاليف الإسكان إلى الأسوأ
وفي الواقع ، ربما ساءت القدرة على تحمّل تكاليف الإسكان منذ أن بدأت الأسعار في الانخفاض.
ويعود السبب في ذلك إلى أن القدرة على تحمّل التكاليف تعتمد على كل من : سعر البيع وقدرة الأسرة على تحمّل أقساط الرهن العقاري الشهرية
وستؤدي الزيادة الحادة في معدلات الرهن العقاري إلى زيادة تكاليف الاقتراض بشكل أكثر قوة.
ليس من المستغرب إذن أن أظهر مؤشر القدرة على تحمل تكاليف الإسكان الفصلي لبنك كندا زيادة حادة منذ الربع الأول. و تشير قيمة المؤشر الأعلى إلى تدهور القدرة على تحمل التكاليف.
ولكن بما أن الإسكان أصبح مكونًا أكثر أهمية في الاقتصاد الكندي ، فإن الانكماش في أسواق الإسكان يمكن أن يؤثر على النشاط الاقتصادي العام.
و قد ذكر تقرير “جولدمان ساكس” في هذه الصدد أنه بسبب “التوقعات السلبية لأسعار المنازل ، وأهمية الاستثمار السكني وثروة الإسكان ، نجد أن تراجع الإسكان يشكل مخاطر هبوط أكبر على الناتج المحلي الإجمالي في نيوزيلندا وأستراليا وكندا”.
المصدر: Financial Post