كيبيك : بالنسبة إلى بوليتيمي كارونيس، عادةً ما تقضي أغسطس / آب في شراء حقائب ظهر وأقلام رصاص ودفاتر ملاحظات جديدة لطفليها في المدرسة الابتدائية، حيث يستعدان بحماس
لرؤية الأصدقاء والمعلمين، لكن هذا العام، وعلى بُعد أسابيع قليلة من اليوم الأوّل للدراسة، أعربت كارونيس عن شعورها بعدم الراحة حول خطة مقاطعة كيبيك لإعادة فتح جميع المدارس في ظل جائحة “كورونا”.
كارونيس واحدة من عشرات الأمهات في كيبيك اللواتي أعربن عن مخاوفهن بشأن نيّة الحكومة العودة الطبيعية لطلاب جميع المراحل من ما قبل المدرسة حتى الصف التاسع، إلى الفصول الدراسية في نهاية الشهر، مشيرة إلى ضرورة أنّ المدارس توفر خيار التعليم عن بُعد ، مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت، فيما يطلب آخرون بفصول بحجم أوسع، وضمانات إضافية لمنع تفشي الفيروس.
وحصلت عريضة تطالب الحكومة بمراجعة خطتها على أكثر من 16700 توقيع بحلول ظهر أمس السبت.
ولكن بموجب استراتيجية العودة إلى المدرسة في كيبيك، والتي تم الكشف عنها في حزيران/ يونيو، والتي من المتوقع أن يتم تحديثها هذا الأسبوع، سيعود الطلاب في جميع أنحاء المقاطعة فعلياً إلى المدرسة بدوام كامل، بحيث سيتم تقسيم الطلاب إلى 6 مجموعات في كل فصل، بمسافة 1 متر بين بعضها البعض، فيما سينتقل المعلمون بين الفصول الدراسية ويبقون على مسافة مترين من الطلاب.
أما بالنسبة إلى طلاب الصفين 10 و11، فتوفّر لهم الخطة الحالية خيار العودة بدوام كامل أو حضور الفصول الدراسية شخصياً يوماً واحداً من يومين. وستكون مجالس المدارس مسؤولة عن اتخاذ تدابير طارئة في حالة حدوث تفشي COVID-19.
وأوضح وزير التعليم جان فرانسوا روبرغ في 6 أغسطس / آب أنّه كان يعمل مع مدير الصحة العامة في كيبيك الدكتور هوراسيو أرودا ووزير الصحة كريستيان دوبي لتحديث خطة المقاطعة.
وجهة نظر معارِضة
من جهتها، هايدي يتمان، رئيسة جمعية المعلمين في مقاطعة كيبيك، التي تمثل 8000 معلم في مجالس مدارس اللغة الإنجليزية في المقاطعة، أشارت إلى أنّ أعضاءها قلقون لأنهم يشعرون بأنّهم لا يستطيعون الاستعداد بشكل كافٍ لعودة طلابهم.
يُذكر أنّ الحكومة أغلقت المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء كيبيك في آذار / مارس عندما بدأ الوباء، وظلت المدارس الثانوية مغلقة طوال العام الدراسي، بينما أعيد فتح الفصول الابتدائية خارج منطقة مونتريال في أيار /مايو.
وقالت يتمان: “لدينا شعور بالاتجاه نحو العاصفة الكبرى، فمصدر القلق الرئيسي هو خطة الحكومة لإعادة 100 % من الطلاب إلى الصف التاسع مرّة أخرى. لأننا إذا جمعنا 36 طالباً في فصل دراسي، حتى ولو ضمن مجموعات متباعدة فحتما سيكون لدينا المزيد من حالات COVID-19، وسنقوم بإغلاق المدرسة مجدداً”.
وأكدت أنّ “المدارس الثانوية يجب أن تظل نسبة التعليم فيها 50%، باستخدام جداول زمنية متناوبة، لأنّ المجموعة المكوّنة من 6 طلاب قد تبدو جيدة على الورق، لكن هذا النظام سيكون من الصعب للغاية إدارته”.
وشددت على ضرورة إلزامية “الأقنعة للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً وما فوق، وتوفير لوازم تنظيف إضافية ومحطات محمولة لغسل اليدين”.
أما المحامي الدستوري المقيم في مونتريال يوليوس غراي فقال: “إن المقاطعة قد تواجه دعوى قضائية إذا لم تسمح للمدارس بتوفير التعلم عن بُعد”.
وكان غراي قد أرسل خطاباً نيابة عن كارونيس وثلاثة من الآباء إلى الحكومة في 5 الجاري، يطالب بخيار التعلّم عن بُعد، مؤكداً أنّ شرط الحضور ينتهك الميثاق الكندي للحقوق والحريات.
روابط ذات صلة :
نقابات المعلمين في كيبيك تطالب بتأجيل المدارس
الأهالي منقسمون حول إعادة إرسال أطفالهم إلى المدارس
كيبيك ستجعل التدريس عبر الإنترنت إلزامياً في حال تفشي الفايروس في المدارس