زيادة قاربت الـ90% في عدد إصابات الأطفال في سن الدراسة، بفيروس Covid-19، سجّلتها لها الولايات المتحدة الأميركية خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مع عودة المدارس إلى فتح أبوابها في كل من ولايات فلوريدا، جورجيا، ميسيسيبي، تينيسي وإنديانا، وذلك وفقاً لتحليل حديث أجرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال، وهو ما فرض واقعاً جديداً لآلية التعليم، اتسم بتباعد المقاعد الدراسية بمسافة 6 أقدام، فيما فحوصات درجة الحرارة أصبحت روتيناً يومياً، وفترة غداء الطلاب توزّعت وفق مجموعات صغيرة متباعدة.
فبعدما أجبر الفيروس المدارس الأمريكية على إغلاق الفصول الدراسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة فجأة، كان الترتيب لموسم دراسي جديد، يتماشى مع التخوّف من العودة في ظل مواصلة الفيروس تفشيه، فتكون هذه العودة إما عبر دوام كامل عن بُعد Online للمدارس الكبرى، أو عودة الطلاب إلى الحرم الجامعي بدوام كامل أو بدوام جزئي على الأقل.
فضيحة مدرسية
وقد أثارت مدرسة North Paulding High School في دالاس – جورجيا، حالة من السخط بعدما نشر طالب صورة عبر حسابه على “تويتر” تُظهِر رواق مدرسة مزدحماً بالطلاب، وعدد قليل منهم يرتدون أقنعة الوجه الواقية.
فقد قالت إحدى الطالبات: “كان من الممكن تأجيل افتتاح العديد من المدارس الأخرى. لقد أرسلونا إلى المدرسة كخنازير تجارب ليروا ما سيحدث لاحقاً”.
وفي ظل التسيّب المذكور، أُغلِقَت المدرسة الثانوية للتعقيم بعدما ثبتت إصابة 6 طلاب و3 موظفين بالفيروس، كما تم الإبلاغ عن 35 حالة على الأقل، وعلى الأثر وجّهت المناطق التعليمية في العديد من الولايات، الطلاب والمدّرسين والموظّفين إلى الحجر الصحي بعد تقارير عن 230 حالة على الأقل من COVID-19 مرتبطة بمؤسّساتهم.
تغيير خطة التعليم
وبعد كل ما سبق، أُجبرت العديد من المدارس على تغيير خططها، نتيجة للمخاوف من التفشي الوبائي بين عشرات الآلاف من الطلاب والمعلمين في ولايات متعدّدة، ليتحوّل النظام إلى جدول كامل أو جزئي للدروس عبر الإنترنت، فمثلاً، سيتناوب الطلاب في العملية الدراسية بين مَنْ يحضرون أياماً ويتغيّبون سواها ليتابعوا تحصيل علمهم عبر الإنترنت.
ولكن على الرغم من التغيير، فهناك مَنْ لا يزال يسعى إلى العودة الكاملة للمدارس في أقرب وقت ممكن، وهو ما يصطدم بواقع مُخيف من الاكتظاظ، حيث تمَّ نقل مدرستين ثانويتين في جورجيا – مدرسة Woodstock High School و Etowah High School – مؤقتاً إلى فصول نائية بعد تأكيد 14 إصابة بالفيروس في كل مدرسة، وكان 15 شخصاً ينتظرون نتائج الاختبار، وفقاً لمنطقة التعليمية لمقاطعة شيروكي، التي أعلنت عن وضع أكثر من 1100 طالب ومعلّم وموظف في أكثر من 12 مدرسة عامّة في المقاطعة بالحجر الصحي لمدة أسبوعين.
وبما أنّ العام الدراسي قد بدأ، أو أصبح قاب قوسين في مقاطعات أخرى، فإنّ المدارس لا تزال في طور وضع اللمسات الأخيرة على إرشاداتها الخاصة بالمسافة الاجتماعية للحافلات والفصول الدراسية، ولم تحصل على ما يكفي من معدات الحماية الشخصية، وعلى سبيل المثال تأخير التعليم في مدرسة رود آيلاند حتى التأكد من سلامة الطلاب والمعلمين والعاملين، ليحذو حذوها ما لا يقل عن 27 من أكبر 101 منطقة تعليمية في البلاد.
وعليه طلب حاكم ولاية كنتاكي آندي بيشير من المدارس الانتظار حتى أواخر أيلول / سبتمبر لبدء الدراسة بحضور شخصي، لأن “ما نعرفه هو أنّ الأطفال يواجهون صعوبة في التباعد الاجتماعي، ولا يمكننا وضع مجموعة كاملة منهم في فصل دراسي مع مدرس في الوقت الحالي”.
شحن سياسي
وختاماً يبقى أنّ الجدل حول التعليم الشخصي في ظل أزمة “كورونا”، يسيطر على الكتل السياسية، فيؤجج التوترات في ما بينها، وهو ما شهده أكثر من سجال سياسي بين مدارس وقيادات في ولاياتها لجهة تاريخ فتح أبوابها، أو آلية التعليم بالحضور الجسدي أو عن بُعد.