وفقاً لإرشادات جديدة صدرت يوم الاثنين يجب تقييم الأطفال الذين يعانون من السمنة المفرطة وعلاجهم في وقت مبكر وبشكل مكثف، وذلك من خلال الأدوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عام، وعن طريق الجراحة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 13 عام.
حيث أوضحت الإرشادات أن الممارسة المعتادة والتي تعتمد على الانتظار وتأخير العلاج لمعرفة ما إذا كان الأطفال يتجاوزون المشكلة بمفردهم تؤدي فقط إلى تفاقم المشكلة.
تعتبر السمنة المفرطة مشكلة كبيرة يمكن أن تؤثر على أكثر من 14.4 مليون شاب في الولايات المتحدة، وإذا لم يتم علاجهم يمكن أن يواجهوا مشاكل صحية مدى حياتهم، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري فضلاً عن الاكتئاب.
كما أوضح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن السمنة تؤثر على ما يقرب من 20٪ من الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة وحوالي 42٪ من البالغين.
في غضون ذلك قال الدكتور Ihuoma Eneli مدير مركز الوزن الصحي أنه لأول مرة تحدد الإرشادات الأعمار التي يجب أن على أساسها تقديم علاجات طبية للأطفال والمراهقين مثل الأدوية والجراحة، بالإضافة إلى النظام الغذائي المكثف والتمارين الرياضية وغيرها من التدخلات السلوكية ونمط الحياة.
حيث يعتبر الشباب الذين لديهم مؤشر كتلة جسم يلبي أو يتجاوز 95٪ للأطفال من نفس العمر والجنس يعانون من السمنة المفرطة، بينما يُعتبر الأطفال الذين يصلون أو يتجاوزون النسبة المئوية 120 يعانون من السمنة المفرطة.
تأتي هذه الإرشادات مع ظهور علاجات دوائية جديدة للسمنة لدى الأطفال، بما في ذلك الموافقة على حقنة Wegovy الأسبوعية لاستخدامها الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامأو أكبر، أوجرعات مختلفة من دواء semaglutide لعلاج مرض السكري.
من الجدير بالذكر أن دراسة حديثة وجدت أن دواء Wegovy الذي صنعته شركة Novo Nordisk ساعد المراهقين على تقليل مؤشر كتلة الجسم لديهم بحوالي 16٪ في المتوسط أفضل من النتائج عند البالغين.
وفقاً لباحثي السمنة في الولايات المتحدة فإن الدواء يؤثر على كيفية تنظيم المسارات بين الدماغ والأمعاء للطاقة، ويعمل على كيفية تواصل العقل والمعدة مع بعضهما البعض ويساعد على الشعور بالشبع أيضاً.
هذا وقد حذر أحد خبراء السمنة لدى الأطفال من أنه بينما يجب علاج الأطفال المصابين بالسمنة مبكراً وبشكل مكثف، فإنه يشعر بالقلق من أن بعض الأطباء قد يتحولون بسرعة كبيرة إلى الأدوية أو الجراحة.
قال الدكتور Robert Lustig المتخصص في طب الغدد الصماء لدى الأطفال أنه يجب تقييم الأطفال بشكل فردي لفهم جميع العوامل التي تساهم في السمنة، ويحث أيضاً على التركيز الشديد على النظام الغذائي، وخاصة الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر وقليلة الألياف.
قالت الدكتورة Stephanie Byrne طبيبة الأطفال في مركز Cedars Sinai الطبي أنه يجب البحث حول فعالية الدواء في مجموعة أكثر تنوعاً من الأطفال وحول الآثار المحتملة على المدى الطويل قبل أن البدأ في وصفه بانتظام.
بشكل عام يجب أن يتيح الأطباء للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عام أو أكبر والذين يعانون من السمنة إمكانية الوصول إلى الأدوية المناسبة، والمراهقين الذين يبلغون من العمر 13 عام أو أكثر والذين يعانون من السمنة المفرطة لإجراء جراحة إنقاص الوزن على الرغم من اختلاف المواقف.