يمكن القول أن العرب الأمريكيين الذين يهددون بحجب الدعم عن الرئيس بايدن في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان مستاءون من تعامله مع الحرب في غزة، ولكن بالنسبة للكثيرين فإن إحباطهم متجذر في سنوات من الشعور بالتجاهل أو الرفض في الولايات المتحدة.
حيث يقول قادة المجتمع أن دعم بايدن المبكر للهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة هو مجرد نقطة تحول للعديد من الأمريكيين العرب الذين ساعدوه في تحقيق فوز حاسم في الولاية في عام 2020.
ويقول بعض الأمريكيين العرب في منطقة ديترويت، وهي موطن أكبر عدد من السكان الناطقين باللغة العربية في البلاد، أن موقف بايدن من الحرب دفعهم إلى تجنب التصويت له مرة أخرى وهم يريدون بذلك إرسال رسالة له.
من الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء أكدوا على أنهم لن يصوتوا لصالح ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، ولكنهم قد يبقون في منازلهم، الأمر الذي قد يضر بايدن على أي حال.
يشير بعض القادة العرب الأمريكيين إلى أن مجتمعاتهم أصيبت بالفزع من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن مع بدء الهجوم الإسرائيلي المضاد وقتلهم الآلاف من مواطني غزة، أصبح ذلك بمثابة تذكير بمدى شعورهم أحياناً بأنهم غير مرئيين في أمريكا.
كما يلاحظ البعض أن الإحصاء السكاني الأمريكي لا يتتبع الأمريكيين العرب ويقدر أن عددهم مليونين، لكن الجماعات العربية تقول إن العدد أقرب إلى ضعف ذلك.
يذكر أن الأشخاص من أصل عربي وصلوا إلى الولايات المتحدة الحالية مع بدء تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وقد أدت الهجرة الجماعية إلى أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلى جلب المهاجرين اللبنانيين والسوريين إلى المصانع في جميع أنحاء البلاد.
حيث توافد المهاجرون العرب المسيحيون والمسلمون إلى مدينة Dearborn بولاية ميشيغان، موطن المقر العالمي لشركة Ford للسيارات، للحصول على وظائف في صناعة السيارات، وذهب آخرون إلى مدن مثل Lawrence بولاية ماساتشوستس.
وأنتجت عائلات المهاجرين أمريكيين عرب بارزين في المستقبل، مثل الشخصية الإذاعية Casey Kasem، و Steve Jobs المؤسس المشارك لشركة Apple، وحاكم ولاية إنديانا السابق Mitch Daniels، واليوم يوجد 6 أعضاء من العرب الأميركيين في الكونغرس، ثلاثة منهم ديمقراطيين وثلاثة جمهوريين.
ومن بينهم النائبة Rashida Tlaib، ديمقراطية من ولاية ميشيغان تمثل منطقة ديربورن، وهي التي حثت الناخبين الديمقراطيين على الاحتجاج على سياسة الحرب التي ينتهجها بايدن من خلال انتخابهم غير ملتزمين بالاسماء الواردة في بطاقات الاقتراع.
وأخيراً، قال Matthew Jaber Stiffler مدير الدراسات العربية في المتحف العربي الأميركي الوطني، أن المواطنين الأمريكيين يرون العرب الأميركيين اليوم فقط من حيث الصراعات في الشرق الأوسط أو الأزمات الإنسانية في الخارج، وهذا يتجاهل ماضيهم في الولايات المتحدة ويصور السكان على أنهم أجانب إلى الأبد.
وأضاف Stiffler أيضاً أن الافتقار إلى بيانات التعداد يؤدي إلى حذف معلومات مهمة حول الأجيال والشركات الصغيرة واحتياجات الرعاية الصحية والفقر.