جاء في تقرير جديد للبنك الوطني الكندي National Bank of Canada أن الحد الأدنى من الدفعة الأولى، التي يتعين على كل مشتري أن يدفعها لامتلاك منزل، قد وصل لأعلى مستوى مسجل في كندا.
مع ارتفاع أسعار المنازل بأسرع وتيرة لها منذ 11 عاماً، سيستغرق الأمر 60 شهراً من الأسرة متوسطة الدخل، لتتمكن من توفير ما يصل للحد الأدنى من الدفعة الأولى من سعر المنزل اليوم، وذلك وفقاً لآخر تحديث ل”مرصد القدرة على تحمل تكاليف السكن”، في البنك الوطني الكندي.
هذه هي الفترة الأطول منذ 40 عاماً التي يتم تسجيلها في سجلات القدرة على تحمل تكاليف المنازل.
كتب الاقتصاديان “كايل دهامز” و “كاميل بايلارجون”: “على المستوى الوطني، لم يكن هناك وقت أسوأ من هذا الوقت، فيما يتعلق بتجميع الحد الأدنى من الدفعة الأولى”.
تفترض تقديرات البنك الوطني وجود معدل ادخار بنسبة 10%، ودفعة مقدمة بنسبة 6%. مقسمة حسب المدينة، حيث تشتهر فانكوفر بأنها باهظة التكلفة، وتحتل الصدارة في سوق الإسكان “الأقل سهولة” في البلاد.
وعندما يتعلق الأمر بمتوسط دخل الأسرة فيها، فإن التوفير يستغرق 58 شهراً لدفع الدفعة الأولى هناك للشقة، و 409 أشهر للدفعة الأولى لمنزل منفصل، أي ما يقارب 34 عاماً.
أما في تورنتو، فسوف يستغرق الأمر 51 شهراً للادخار لشقة، أو 289 شهراً (أيْ حوالي 24 عاماً) لمنزل منفصل. وبمقارنة ذلك مع إدمونتون، سيستغرق الأمر 15 شهراً للشقة، و28 شهراً للمنزل المنفصل.
ما تعنيه هذه الأرقام حقاً، هو أنه لا يمكنك شراء منزل في هذه الأسواق بمتوسط الدخل الذي تحصل عليه فيها، إلا إذا كنت تقايض منزلاً اشتريتَه عندما كانت الأسعار أقل، أو إن كنتَ تحصل على مساعدة ما في تسديد الدفعة الأولى.
ولكن إذا كنت بالفعل في داخل السوق، فقد تجد أنه من الأسهل لك أن تسدد قرضك العقاري في هذه الأيام.
وقال تقرير البنك الوطني الكندي أنه بفضل انخفاض أسعار الفائدة في ظل الوباء، فقد تراجعت مدفوعات الرهن العقاري لثلاثة أرباع متتالية.
وفي تقرير صدر في منتصف شهر كانون الثاني/يناير، توقع فيه “رويال بنك كندا – RBC” أن السعر القياسي للمنزل في كندا سيرتفع مرة أخرى لهذا العام بنسبة 8.9%، ليصل إلى 669 ألف دولاراً.
و كتب الخبير الاقتصادي في RBC “روبرت هوغ”: “لقد غير الوباء بعض الديناميكيات، فقد دفع بالعديد من الراغبين بشراء المنازل إلى الضواحي، وما وراءها، وأدى إلى تراجع أسواق الإيجارات في المدن الكبرى، وتسبب أيضاً في زيادة مدخرات الأسر، لكنه لم يتمكن من إيقاف عمل السوق”.
وتوقع أن يستمر هذا الأمر إلى حد كبير في عام 2021 .
كما يتوقع الاقتصاديون في البنك الوطني، أن تتجاوز الأسعار المرتفعة قريباً معدلات الرهن العقاري المتراجعة، ومن المرجح أيضاً، أن تبدأ مدفوعات الرهن العقاري الشهرية في الارتفاع مرة أخرى.
ومع ذلك، فقد جاءت معظم التوقعات بارتفاع أسعار المنازل، قبل أن تصدر أحدث بيانات هيئة الإحصاء الكندية، والتي تظهر تسارع اقتصاد البلاد أكثر من المتوقع.
إن احتمالية عودة الاقتصاد الكندي إلى طبيعته بشكل أسرع مما كان متوقعاً، جعلت العديد من الخبراء يقولون إن كندا قد تشهد ارتفاعاً في أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعاً، الأمر الذي قد يقلل من قوة سوق الإسكان في المستقبل.
المصدر: National Bank of Canada