يوجد منزل للبيع بحالة سيئة، صغير وقديم مقسّم في قطعة أرض صغيرة الحجم في شارع مزدحم في حي صغير جداً، الفناء مليء بالأعشاب وغير مناسب، ولا يوجد مرآب للسيارات ومع ذلك فإن المالك يريد 1.25 مليون دولار.
يوجد منزل آخر أكبر في مكان لطيف في حي أكثر هدوءاً، تم بيعه مرتين منذ عام 2015 وهو معروض في السوق مرة أخرى، وفي عام 2015 بلغ سعره 720 ألف دولار وكان قديماً نوعاً ما، حيث أنفق المشترون بعض المال وأعيد إدراجه في عام 2019 مقابل 980 ألف دولار.
منذ ذلك الحين تم تحسينه بشكل أكبر وأصبح مدرجاً عند 1.85 مليون دولار، حيث يريد البائع الأخير ربحاً يقارب 900 ألف دولار بعد ثلاث سنوات من بعض الإصلاحات.
تقول Kelly McParland سأندهش إذا حصل أي من البائعين على سعره، فقد تم عرض السعر الأكثر تكلفة من الاثنين في السوق بالفعل لمدة شهر، لذلك لا توجد علامة على حرب مزايدة على ذلك.
قالت McParland أن إحدى المقالات العديدة التي كُتبت مؤخراً عن سوق العقارات في تورنتو تشير إلى أن أسعار المنازل المنفصلة في المدينة قد انخفضت بمقدار 500 ألف دولار منذ فبراير/شباط، مع انخفاض المبيعات بنسبة 50٪ تقريباً.
وأضافت أنه في الضواحي المجاورة حيث كانت الأسعار أقل بقليل، كان الانخفاض مشابهاً حيث انخفضت الأسعار بمقدار 400 ألف دولار في ستة أشهر كما انخفضت المبيعات بنسبة 47٪.
تقول McParland أنها رأت هذا من قبل أكثر من مرة عندما انفجر سوق تورنتو في عام 1989 بعد فترة مماثلة من الازدهار وقد استغرق الأمر عقدين من الزمن للتعافي.
حيث قامت McParland بوضع وديعة كبيرة على عمارات شاهقة لم تكن تريدها خوفاً من أنها ستكون الفرصة الأخيرة، لكن لحسن الحظ سرعان ما أعادت النظر واستعادت معظم أموالها، لكن الكثيرين لم يفعلوا ذلك وأمضوا 20 عاماً في دفع الرهون العقارية على المباني التي لم تكن تستحق العناء.
أشارت McParland إلى أن السوق يعمل بهذه الطريقة لأنه بمجرد أن يدرك المشترون أن الفقاعة قد انفجرت فلن يكونوا متحمسين لتفجير فقاعة جديدة، وذكرت أن رئيس وزراء أونتاريو “دوج فورد” الذي يبيع منزله الواقع في زاوية جميلة من المدينة حتى يتمكن من شراء منزل والديه القديم، اضطر إلى خفض السعر المطلوب بمقدار 400 ألف دولار بعد أسبوعين فقط وقد يضطر إلى خفض المزيد لاحقاً.
تقول McParland أن الكثير من الناس يجدون صعوبة في قبول هذه الحقيقة، وأضافت قائلةً “الرجل القريب مني الذي يطلب ضعف ما دفعه قبل ثلاث سنوات قد يكون متردداً في قبول حقيقة أنه قد فات الأوان.
الكثير من الناس كسبوا المال عن طريق الشراء والبيع أثناء ارتفاع الأسعار وفي كثير من الأحيان لم يفعلوا أكثر من مجرد الجلوس والاحتفاظ بمشترياتهم لمدة عام أو نحو ذلك.
أكدت McParland أن تلك الطريقة نجحت بشكل جيد لفترة طويلة وأصبح الناس يتقبلونها كقاعدة، حيث ظنوا أنهم كسبوا شيئاً ما عندما كانوا في كثير من الأحيان يبدلون الأموال وينتظرون، لكن الآن لا يريدون الاعتراف بأن ” الحفلة” قد انتهت.
السبب في انخفاض المبيعات بشكل حاد هو أن المشترين يتوقعون الآن من البائعين تقديم التنازلات، أي إذا انخفضت الأسعار نصف مليون في ستة أشهر فقد تنخفض نصف مليون أخرى.
في الشهر الماضي فقط وفقاً لتقرير آخر انخفض متوسط أسعار المنازل في تورونتو بمقدار 133 ألف دولار، وهو مبلغ كبير بالنظر إلى معدلات الرهن العقاري المرتفعة اليوم.
من المحتمل أن يتضرر الكثير من الناس عندما يعيد السوق تنظيم نفسه، بمنازل لا تساوي ما تكلفه، مع قروض عقارية لا يستطيعون تحملها حقاً، مع منازل اشتروها على افتراض أنهم لن يواجهوا مشكلة في بيع منزلهم الحالي بربح كبير.
تعتبر الأعمال العقارية لعبة رائعة عندما تعمل لصالحك لكنها لا تزال نشاط تجاري وليست آلة لطباعة الأموال، حيث يرتكب الناس خطأ الاعتقاد بأن الأموال مضمونة لكنها ليست كذلك.