يحتمل أن تنخفض أسعار المنازل في كندا بشكل كبير خلال العامين المقبلين، الأمر الذي سيمحي الكثير من المكاسب المرتفعة التي تحققت خلال الوباء حتى الآن.
ولفت تحليلٌ حديث أجرته Oxford Economics، وهي مجموعة أبحاث دولية مقرها المملكة المتحدة، إلى أن أسعار المنازل قد تنخفض بنسبة 24٪ بين خريف 2022 وصيف 2024.
تجدر الإشارة إلى أن المكاسب المتراكمة التي تحققت على مدى السنوات القليلة الماضية لم تكن مستدامة وخلقت ظروفاً شبيهة ب”فقاعات الإسكان” ، لكنها لا تزال تختلف عن الظروف القاسية التي أدت إلى انهيار سوق الإسكان في الولايات المتحدة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
فبحلول نهاية عام 2021 ، كانت أسعار المنازل الكندية أعلى بنسبة 19٪ من قدرة الاقتراض للأسر ذات الدخل المتوسط في كندا.
واستمر هذا الاتجاه التصاعدي غير المستدام حتى الآن ، حيث من المتوقع أن تصل أسعار المنازل بحلول صيف 2022 إلى مستوى أعلى بنسبة 38٪ مما يستطيع معظم المقترضين تحمله.
وأظهر تحديث سوق الإسكان الوطني الصادر عن جمعية العقارات الكندية (CREA) الشهر الماضي أن متوسط سعر المنازل في البلاد ارتفع بنسبة 21٪ على أساس سنوي ، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً قدره 748،450 دولار.
وتشمل العوامل الأخرى التي تدفع توقعات Oxford Economics لتراجع أسعار المنازل التوقعات المستمرة التي تفيد بأن بنك كندا (BOC) سيرفع أسعار الفائدة. علماً أن هذا الاتجاه بدأ في أوائل مارس/آذار 2022، عندما رفع بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي من 0.25٪ إلى 0.5٪ ، وهي المرة الأولى التي يرفع فيها البنك سعر الفائدة منذ 2018.
ونوّهت Oxford إلى أن سعر الفائدة الرئيسي سيرتفع 3 مرات خلال الفترة المتبقية من عام 2022 ، تليها زيادات إضافية حتى عام 2024 سترفع المعدل إلى 2٪ بحلول صيف 2024. ومن المتوقع أن تستمر معدلات الفائدة الثابتة على الرهن العقاري لمدة 5 سنوات في الارتفاع بنحو نقطة مئوية واحدة إلى 4.25٪ بنهاية عام 2020 ، لتصل في النهاية إلى سقف يبلغ 5٪ بحلول عام 2023.
وستؤثر كافة هذه العوامل على تقلص قدرة الاقتراض لدى الأسر ، مما سيضع ضغطاً هبوطياً على الطلب.
كما تشمل بقية العوامل التي أخذها التحليل في عين الاعتبار سياسات التدخل الجديدة القادمة للحكومة الفيدرالية بشأن الطلب على الإسكان ، وتحديداً الضريبة على بيع المنازل فور شرائها ، وفرض حظر على ملكية المنازل الأجنبية، وضريبة على المنازل الشاغرة التي يملكها غير المقيمين.
لكن حتى مع انخفاض بنسبة 24٪ ، فإن أسعار المنازل في كندا ستظل أعلى بنحو 15٪ مما كانت عليه قبل الوباء ، وسيؤدي ذلك إلى ظروف سوق أكثر صحة تجعل أسعار المنازل أقرب إلى واقع ما يمكن للكنديين تحمله. لكن وفي الوقت الحالي ، لا تشير المعطيات إلى أن هذا النوع من الانخفاض سيؤدي إلى حدوث ركود.
وفي الوقت نفسه، قام التحليل بتحديد أسوأ سيناريو محتمل لانخفاض أسعار المنازل بنسبة 40٪ خلال نفس الفترة، حيث سيؤدي ذلك إلى انهيار مماثل لما شهده سوق الإسكان في الولايات المتحدة في عام 2008. وفي حين أن هذا السيناريو من شأنه أن يولد الظروف لأزمة مالية محتملة ، إلا أن احتمال حدوثه مستبعد للغاية.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن أسعار المساكن ستكون متلائمة مع قدرة الاقتراض للأسر بحلول عام 2028 ، ولكن من المرجح أن يكون التأثير غير متساوي في جميع أنحاء البلاد.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن أهداف الهجرة الكندية الطموحة(الترحيب بأكثر من 1.2 مليون مهاجر على مدى 3 سنوات) بدأت في المساهمة في سوق الإسكان في البلاد ، لا سيما في المراكز الحضرية الرئيسية في فانكوفر وتورنتو.