على الرغم من بدء التحصين بأسرع وقت ممكن في العديد من البلدان، فمن المرجح أن يستغرق التحصين الشامل وقتاً طويلاً، حتى في كندا.
إذ وفقاً لمسح كبير أجرته مجلة “The Economist”، فمن المتوقع أنْ يكتمل عملية التطعيم ضد فيروس “كورونا” في كندا بحلول منتصف عام 2022، حيث يتم حالياً تطعيم ما بين 60% إلى 70% من السكان البالغين؛ علاوة على ذلك، فإن التحصين الكامل لسكان العالم يكاد يكون مستحيلاً، كون كل المؤشرات توحي ببقاء COVID-19 معنا على المدى الطويل.
للوصول إلى هذه الاستنتاجات حول المناعة ضد فيروس “كورونا”، اعتمدت مجموعة البحث على اتفاقيات توريد اللقاحات، قيود الإنتاج، أحجام اللقاح، حجم السكان وتوافر العاملين الصحيين، كما تم تعديل البيانات من قِبل المحلّلين لتعكس الظروف المحدّدة في المجال.
وفيما لفت المسح إلى أنّ تطعيم الكنديين لن يكون سريعاً، بل سيستغرق بعض الوقت، أشار إلى أنّ 37 دولة حول العام فقط، ستنجح في تحصين سكانها بحلول نهاية عام 2021، هي: الولايات المتحدة ومعظم البلدان في أوروبا، باستثناء عدد قليل، وكندا ليست على تلك القائمة.
جهود المواجهة تتواصل
ورغم ما سبق، فإنّ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كان قد أشار إلى أنّه سيتم تطعيم جميع الكنديين بحلول أيلول / سبتمبر 2021، وهو ما يتناقض مع ما توصل إليه المسح الذي أشار إلى أنّ غالبية الكنديين لن يتم تطعيمهم حتى منتصف 2022.
ولكن من المتوقع أن تقوم الدول الرائدة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، بتحصين المجموعات ذات الأولوية بحلول نهاية آذار / مارس 2021، والدول الغنية الأخرى بحلول نهاية حزيران / يونيو 2021، وعليه من المتوقع أن تتحسن الاقتصادات العالمية مع منتصف الجاري، لتتسارع رحلة انتعاش الاقتصاد العالمي في الربعين الثالث والرابع.
“كورونا” باقٍ
إلا أنّه حتماً، لن تعود الحياة إلى طبيعتها بحلول ذلك الوقت، حيث ستستمر برامج التطعيم لمعظم السكان حتى منتصف عام 2022، حيث تمثل الصين والهند حالات خاصة؛ إذ طور البلدان لقاحات خاصة بهما، ويواصلان خطط نشرهما، لكن الحجم الهائل لسكانهما يعني أن برامج التلقيح الشاملة ستستمر حتى نهاية عام 2022.
فيما في البلدان النامية، لن تتحقّق تغطية التحصين على نطاق واسع حتى عام 2023، وفي بعض الحالات لن تتحقق على الإطلاق. وبالتالي، لا يتم استبعاد احتمال استمرار انتشار فيروس COVID-19 في هذه البلدان، بما في ذلك مخاطر ظهور متغيّرات جديدة.
وختم المسح بأنّ لقاحات ضد العديد من الأمراض، مثل شلل الأطفال أو السل، متوفرة منذ عقود، ومع ذلك، لا يزال العديد من الناس في أفقر البلدان يعانون منها، وهو ما سيكون واضحاً للعيان باستمرار فيروس “كورونا المستجد” معنا على المدى الطويل، إلى جانب العديد من الأمراض الأخرى التي شكلت مشهدية الحياة على مر القرون.
المصدر : The Economist