من المرجح أن Statistics Canada لم تحدد توقيت إصدار بيانات اللغة من تعداد 2021 لتتزامن مع إطلاق الحملة الانتخابية في كيبيك. لكن من المؤكد أن نشر النتائج التي تؤكد تراجع الفرنسيين داخل المقاطعة وعبر كندا سيضيء فتيلاً في مسار الحملة حيث دعا رئيس الوزراء فرانسوا لوغو أوتاوا إلى التنازل عن المزيد من الصلاحيات إلى كيبيك.
والجدير بالذكر أن Statistics Canada لم تنظر في العواقب الخاصة بإصدار تقريرها بعد 15 أغسطس/آب Fête nationale de l’Acadie ، وهو الاحتفال السنوي للناطقين بالفرنسية في كندا الأطلسية الذي يصادف طرد الآلاف من أسلافهم من المنطقة في عام 1755 من قبل البريطانيين. وانتهى المطاف بالعديد منهم في لويزيانا ، حيث لا يتحدث اللغة الفرنسية اليوم سوى أقلية صغيرة من أحفادهم.
وتجدر الإشارة إلى أن فرانسوا لوغو سبق وحذّر من أن كيبيك تخاطر بأن تصبح لويزيانا أخرى دون القدرة على اختيار مهاجريها ، بمن فيهم اولئك الذين يأتون إلى كيبيك من خلال برنامج لم شمل الأسرة الفيدرالي، وقال حينها: “إنها مسألة بقاء لأمتنا”.
لكن وفي الوقت نفسه، لن يؤدي تقرير Statistics Canada الذي يُظهر أن المزيد من الوافدين الجدد إلى كيبيك يستخدمون اللغة الإنكليزية كلغة رسمية أولى، إلا إلى دعم حجة لوغو. حيث ارتفعت نسبة سكان كيبيك الذين يتحدثون الإنكليزية كلغة أساسية إلى 13٪ في عام 2021 من 12٪ في عام 2016 ، لتتجاوز المليون لأول مرة.
بينما تراجعت نسبة الذين يتحدثون في الغالب الفرنسية في المنزل إلى 77.5٪ من 79٪ ، على الرغم من الجهود الحكومية المكثفة في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 70٪ من سكان كيبيك الذين يتحدثون الإنكليزية كلغة رسمية أولى يعيشون في جزيرة مونتريال أو في منطقة ضواحي Montérégie. ولطالما خلق تركيز المتحدثين باللغة الإنكليزية في وحول مدينة كيبيك توترات لغوية. حيث تعتبر حماية “الوجه الفرنسي” لمونتريال أمراً حتمياً من قبل معظم سكان كيبيك الناطقين بالفرنسية ، لكن العديد من الوافدين الجدد إلى المدينة ما زالوا ينجذبون نحو اللغة الإنكليزية ، حتى بعد التحاقهم بالمدارس العامة الفرنسية.
والجدير بالذكر أن اللغة الفرنسية كانت في حالة تدهور في جميع أنحاء كندا على مدى العقود الماضية، بالرغم من تبني حكومة رئيس الوزراء الليبرالي بيير ترودو لقانون اللغات الرسمية في عام 1969.
ففي عام 1971 ، كانت الفرنسية أول لغة رسمية يتحدث بها 27.2٪ من الكنديين. وبحلول عام 2016 ، انخفضت النسبة إلى 22.2٪. أما في عام 2021 ، انخفض هذا الرقم مرة أخرى إلى 21.4٪.
المصدر: The Globe and Mail