مونتريال : تُظهر بيانات “الصحة العامة” أنّ بعض الأحياء في مونتريال تتأثّر بفيروس كورونا أكثر من غيرها، حتى وُصِفَتْ بأنّها مناطق النقاط الساخنة للوباء.
من هنا يتولّد السؤال الأساس عن السبب وراء ذلك؟!
فقدأعلنت “صحة مونتريال” أنّ عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في الأحياء المحرومة كان أعلى بمرتين ونصف المرّة مما هو عليه في الأحياء الغنية، مشيرة في دراسة مشتركة مع معهد جامعة SHERPA إلى أنّ الأحياء ذات النسب الأعلى من “الجماعات الاثنية” أو “المجتمعات الثقافية” أكثر عرضة للإصابة.
العوامل الاجتماعية والاقتصادية
ووفقاً لبيانات Santé Montréal، فإنّ أكثر 5 مناطق في مونتريال سجلت أعلى عدد من الحالات لكل 100.000 شخص، اعتباراً من 8 تشرين الأول / أكتوبر ، هي:
- Montréal Nord (3697 حالة)
- Rivière des Prairies Pointe aux Trembles (2494 حالة)
- Côte Saint Luc (2256 حالة)
- Ahuntsic Cartierville (2170 حالة)
- Mercier Hochelaga Maisonneuve (2148 حالة)
وتشتهر العديد من هذه الأحياء بوجود سكان منخفضي الدخل بالإضافة إلى تركيزات أعلى من المجتمعات العرقية المتنوعة، ففيNord Montréal ما يقرب من نصف السكان هم أقلية واضحة ويشكل المهاجرون 40% منهم.
وحسب دراسة SHERPA، فإنّه من المرجح أن يكون الجيل الأول من المهاجرين، بما في ذلك طالبي اللجوء والمهاجرين الآخرين ذوي الأوضاع غير المحددة في كيبيك، من ذوي الدخل المنخفض ويعيشون في مساكن ضيقة أو مكتظة، وهو ما يعني صعوبة حادّة لممارسة التباعد الاجتماعي أو العزلة لمنع انتقال الفيروس عند العيش في أماكن صغيرة.
الوضع المهني
وذكرت الدراسة أنّ سبب التفشي يُعزى أيضاً إلى عدد الحالات المرتفع في المجتمعات المحرومة ناهيك عن استخدام وسائل النقل العام، فضلاً عن بيئات العمل الضيقة أو “الساخنة” بدون معدات الحماية المناسبة.
وفيما وجد المعهد أنّ المهاجرات وطالبات اللجوء، ومعظمهن منHaiti and sub-Saharan Africa، ممثلات بشكل كبير إلى حد كبير في مناصب في القطاع الصحي في كيبيك، بيّن أنّ العاملين الصحيين المهمّشين يتعرّضون لخطر كبير للإصابة بفيروس COVID-19، خاصةً كمرافقي المرضى في مراكز الرعاية طويلة الأجل لكبار السن (CHSLDs) والمستشفيات.
وأوضح أنّ العديد من أعضاء “المجتمعات الثقافية” قد تعايشوا مع COVID-19 في العمل، وفي بعض الأحيان، نقلوه إلى أفراد الأسرة أو الجيران، ناهيك عن أن العمّال الذين يعانون من العنصرية، وخاصة في أماكن العمل غير النقابية، قلقون بشأن عواقب رفض العمل وإمكانية العثور على عمل جديد.
حواجز اللغة
وفي 31 آذار / مارس، أصدرت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية (MSSS) توجيهاً ينص على وجوب تقديم الفحص والرعاية الصحية المتعلقة بـ COVID-19 مجاناً لأي شخص يعيش في كيبيك.
ومع ذلك، صدر التوجيه باللغة الفرنسية فقط، وتقدّم خطوط المعلومات الصحية (811 والخط المخصّص لـ COVID-19) أيضاً خدمات باللغتين الفرنسية والإنجليزية فقط.
ووفقاً للدراسة، فقد استغرق الأمر ما يقرب من شهرين من بدء الحجر الصحي قبل نشر صحائف الوقائع الرسمية متعددة اللغات المتعلقة بالاحتياطات الصحية لـ COVID-19 من قبل إدارة الصحة العامة بالمدينة.
وأبلغت الدراسة أيضاً عن العديد من الحالات التي فشل فيها allophones (غير المتحدثين بالفرنسية أو الإنجليزية) الذين اتصلوا بخطوط المعلومات في الحصول على المشورة أو إحالتهم للفحص بسبب حواجز اللغة.
وأشارت الدراسة إلى حالات قيل فيها للأشخاص الذين اعتقدوا بأنّهم يعانون أعراضاً، إما على خط Info-Santé أو في عيادات الفحص، بأنّهم بحاجة إلى بطاقة RAMQ للوصول إلى الاختبار، ونتيجة لذلك، كانت هناك حالات تردّد فيها طالبو اللجوء والأشخاص الذين ليس لديهم تأمين طبي في الخضوع للفحص أو مُنعوا من إجراء الاختبار.