يمكن للمتسوقين الكنديين الذين يأملون في شراء سيارة مستعملة أن يتوقعوا شيئين اثنين: خيارات أقل وأسعار أعلى.
حيث أدى النقص العالمي في أنصاف الموصلات(وهي شريحة كمبيوتر صغيرة لكنها مهمة، وتستخدم في المركبات الجديدة)، إلى تقليص الإنتاج لعدة أشهر.
وقد تسبب الوضع في حدوث موجات من الصدمة في صناعة السيارات في أمريكا الشمالية، مما أدى إلى فترات انتظار طويلة للسيارات الجديدة وزيادة الطلب على المركبات المستعملة وتكلفتها.
ومن المتوقع أن تتفاقم المشكلة في كندا خلال الأسابيع المقبلة مع إعادة فتح الاقتصاد وتزايد الطلب من عمليات الإغلاق المتكررة في السوق.
وأوضح James Hancock، مدير تطوير الأعمال في Canadian Black Book، وهي شركة لتحليل بيانات السيارات: “كان تأثير النقص خفيفاً نوعاً ما في كندا حتى الآن هذا العام، ويرجع ذلك أساسًا إلى قيود إغلاق COVID-19”.
وأشار إلى أن مخزون السيارات الجديدة انخفض حالياً بنحو 20٪ في كندا. ومن المتوقع أن يتفاقم هذا النقص مع عودة البلاد إلى العمل.
وبيّن Hancock أن مخزون السيارات الجديدة في الولايات المتحدة(حيث عادت ظروف العمل إلى طبيعتها في الأشهر الأخيرة) انخفض بنسبة 50٪.
وأدى هذا النقص إلى ارتفاع تكلفة السيارات المستعملة في الولايات المتحدة، حيث أصبحت أسعار بعض السيارات المستعملة عالية الطلب أعلى من سعر السيارات الجديدة.
فعلى سبيل المثال، كان سعر شاحنة Toyota Tacoma SR موديل 2019، والمزودة بكابينة مزدوجة، أقل بقليل من 29000 دولار أمريكي عندما كانت جديدة.
ويدفع التجار في الولايات المتحدة حالياً زيادةً قدرها 1000 دولار لشراء نفس السيارة، على الرغم من أنها مستعملة.
زيادة 150 بالمئة في أمريكا
وأضاف Hancock: “كنا محميين نوعاً ما إذا تمت مقارنتنا بالولايات المتحدة. أسعار سياراتهم المستعملة مرتفعة للغاية، وهي أعلى بحوالي 150٪ مما كانت عليه في بداية العام. كندا بدأت للتو في الشعور بالعبء الأكبر لنقص أشباه الموصلات”.
كما يتفاقم الوضع في كندا بسبب تصدير السيارات المستعملة إلى الولايات المتحدة.
وقال Warren Barnard، المدير التنفيذي لجمعية تجار السيارات المستعملة في أونتاريو، إن التجار الكنديين يخسرون في المزادات أمام التجار الأمريكيين المستعدين لدفع علاوة على السيارات المستعملة بسبب سعر الصرف المناسب وارتفاع الأسعار.
وقد ارتفعت صادرات السيارات المستعملة بنسبة 55٪ مقارنةً بعام 2020، وزادت بنسبة 27٪ مقارنةً بعام 2019، وفقاً لأرقام الكتاب الكندي(Canadian Black Book).
وما يزيد من تفاقم النقص في المركبات أيضاً هو التدفق المفاجئ لمشتري السيارات لأول مرة.
حيث أشار خبراء الصناعة إلى أن العديد من مشتري السيارات الجديدة كانوا يعتمدون في السابق على النقل العام وتشارك السيارات، ولكن بسبب مخاوف COVID-19 والرغبة في القيام برحلات برية وسط حظر السفر الدولي، فقد اختاروا شراء سيارة.
وفي الوقت نفسه، يختار العديد من الأشخاص شراء سيارتهم عند نهاية عقد إيجارها، مما يزيد من تشديد المعروض، كما يقول الخبراء.
ونظراً لأن تكلفة شراء عقد سيارة مستأجرة أقل من القيمة الحالية للسيارة، فيمكنهم استبدالها بالمزيد أو بيعها بشكل خاص.
” العاصفة الكاملة “
ووصف Barnard مزيج انخفاض العرض والطلب المرتفع والارتفاع الشديد في الأسعار ب”العاصفة الكاملة”. وقال: “لم أسمع بعد عن السيارات التي تزداد قيمتها على الرغم من أن عمرها يبلغ عامين، لكن لن أتفاجأ إذا حدث ذلك”.
ووفقاً لموقع Autotrader.ca، وهو سوق سيارات عبر الإنترنت يتتبع تحولات الأسعار بناءاً على قوائمه، فقد ارتفع متوسط سعر السيارة المستعملة في يونيو/حزيران بنسبة 9.4٪ ليصبح 28.305 دولار.
وبيّن Baris Akyurek، مدير التسويق في AutoTrader.ca: “هذا أعلى متوسط سعر تم تسجيله لسيارة مستعملة”.
لكن تُظهر أرقام الكتاب الأسود الكندي في جميع أنحاء البلاد أن أسعار السيارات المستعملة تقترب من 20٪ ، ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع مع تضاؤل المعروض من السيارات الجديدة بشكل أكبر وتحول المستهلكين إلى السيارات المستعملة، على حد قول Hancock.
وحذّر الخبراء من أن المشكلة في قطاع السيارات تهدد بإعاقة التعافي الاقتصادي لكندا حيث تعتمد العديد من الشركات على مركبات الخدمة للعمل.
وجاء في تصريحٍ لBill Dowd ، المؤسس والرئيس والمدير التنفيذي لشركة Skedaddle Humane Wildlife Control: “لقد طلبنا 15 مركبة في الخريف الماضي، وكان من المفترض أن تصل في يناير/كانون الثاني، لكن بدأنا للتو في رؤية بعضها يصل الآن”.
ولفت أن الشركة تشغل أسطولاً من مركبات الخدمة في جميع أنحاء البلاد، ويشمل ذلك طرازات مثل Ram ProMaster Cargo Van و Ford Transit Connect Cargo Van، ولكن كان عليها التفكير في خيارات أخرى.
وقال إن الشاحنة التي يبلغ سعرها المعتاد حوالي 30 ألف دولار تُباع بزيادة قدرها أكثر من 10 آلاف دولار مقارنةً بالسعر الأصلي.
أما بالنسبة لمشتري السيارات الذين يحتاجون إلى سيارة جديدة ولكنهم يأملون في انتظار انتهاء العاصفة، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت ، كما يقول الخبراء.
حيث أكدت شركة GM Canada أن توريد أنصاف النواقل لا يزال يمثل مشكلة عالمية تؤثر على العديد من الصناعات بما في ذلك صناعة السيارات.
وقالت المتحدثة باسم الشركة Jennifer Wright إن الشركة أعطت الأولوية لإنتاج نماذجها الأكثر شعبية والمطلوبة، بالرغم من استمرار تأثر العديد من مصانع السيارات بنقص الرقائق الإلكترونية.
كما توقع Hancock أن يرتد المعروض من أنصاف النواقل بحلول نهاية العام، مع عودة إنتاج السيارات إلى طبيعته بحلول النصف الثاني من عام 2022 وحتى عام 2023.
وختم قائلاً: “أسعار السيارات المستعملة المرتفعة ستبقى معنا لفترة من الوقت”.