تعاني كندا من أزمة إسكان غير مسبوقة تهدّد بحرمان جيل كامل من ملكية المنازل إلى الأبد.
وتشهد أسعار المساكن ارتفاعاً مطرداً وسريعاً لتسجل أرقاماً قياسية، في حين أن الأجور ترتفع بشكل طفيف فقط، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على تحمل تكاليف السكن.
وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو انخفاض الأسعار وانخفاض العرض، مع ارتفاع النمو السكاني بوتيرة أسرع بكثير من وتيرة بناء المنازل الجديدة.
وفي حين أنه من الشائع أن نقول إن فورة سوق الإسكان الكندي عبارة عن “فقاعة”، إلا أن الزيادات في أسعار المنازل كانت مدفوعة بأساسيات حقيقية، وليس هناك ما يدل على متى ستنتهي .
وفي هذه المقالة، سنكشف عن ثلاثة إحصاءات صادمة توضح المدى الحقيقي لأزمة الإسكان في كندا.
1-أقساط الرهن العقاري تلتهم 45٪ من دخل مالك المنزل
وفقاً لدراسة أجراها البنك الوطني الكندي فإن مدفوعات الرهن العقاري تلتهم الآن 45٪ من متوسط دخل مالك المنزل. وهو أعلى من المتوسط منذ عام 1983، وهو 43٪.
وفي حين أن هذا قد لا يبدو زيادة ضخمة، ضع في اعتبارك أن “المتوسط منذ عام 1983” يشمل السنوات الأخيرة، فعلى الأرجح أن الزيادة الفعلية منذ عام 1983 كانت أكثر وضوحاً مما تظهره هذه الإحصائية.
2-لم يتم إجراء أي تصحيح لسوق الإسكان خلال 24 سنة
هناك حقيقة أخرى لا تصدق عن سوق الإسكان في كندا وهي أنها مرّت 24 عاماً دون أي تصحيح عليها.
ووفقاً لـ Better Dwelling، كانت أسعار المنازل الكندية ترتفع منذ 24 عاماً دون انقطاع.
هذا يمثل ثلاثة أضعاف المدة التي مرت فيها الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة دون تصحيح.
بينما أدى تصحيح 2008/2009 إلى انخفاض أسعار المنازل في الولايات المتحدة، إلا أنه لم يلق بذاك التأثير على سوق الإسكان الكندي.
3-النمو السكاني في Golden Horseshoe يتجاوز عدد المنازل بنسبة كبيرة
إحدى الإحصائيات النهائية التي توضح المدى الحقيقي لأزمة الإسكان في كندا هي هذه الحقيقة البسيطة:
في السنوات الخمس من 2016 إلى 2021، ازداد عدد سكان Golden Horseshoe في أونتاريو بواقع 780.000 مقيم جديد، بينما بلغ عدد المنازل الجديدة المبنية خلال تلك الفترة 270.000 منزل فقط.
وتعدّ هذه الإحصائية ملفتة للنظر لأنها تُظهر أحد مصادر أزمة السكن، ألا وهو عدم بناء منازل كافية.