يعاني “جاستن ترودو” من مشكلةٍ حدودية في كندا، مثل نظيره في البيت الأبيض، الذي يتعرض للهجوم من قبل خصومه السياسيين بسبب ذلك.
تم إغلاق الحدود البرية لكندا مع الولايات المتحدة – وهي الحدود الأطول في العالم – أمام العديد من المسافرين الأجانب، لأكثر من 13 شهراً. ويُطلب من العمال غير الأساسيين الذين يدخلون البلاد، الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين.
كما منعت القواعد الصحية دخول السياح، وفصلت العائلات عن بعضها البعض، ومنعت الطلاب من زيارة حرم الجامعات، وألحقت الضرر بالمصنّعين المعتمدين على التجارة.
لكن لا تزال متغيراتٌ جديدة من COVID-19 تظهر، واندلعت موجة ثالثة عبر أجزاء من كندا. ويجد “ترودو” نفسه محاصراً بين مجموعتين.
من جهةٍ، هناك نقاد، بمن فيهم الأطباء، ورؤساء وزراء أونتاريو وكيبيك، الذين يقولون أن الثغرات في قواعد السفر وضعف الضوابط في المطارات جعلت الوضع أسوأ. ومن ناحية أخرى، هناك شركات تطالب رئيس الوزراء بتخفيف القيود، أو على الأقل تحديد خطة للقيام بذلك.
في بلدٍ يُرسل أكثرَ من 70% من صادراته إلى الولايات المتحدة، فإن الحدود تعتبر مهمة للغاية.
تواصل الشاحنات والقطارات نقل البضائع، على الرغم من الوباء، ولكن السياحة الكندية والأعمال المرتبطة بالسفر، قد خسرت ما يقدر بـ 19.4 مليار دولار (15.6 مليار دولاراً أمريكياً) من العائدات، في العام الماضي، بسبب انخفاض عدد الزوار الدوليين.
يشعر المصنّعون بالألم أيضاً. فمن مقره في وندسور في أونتاريو، عبرَ النهر من ديترويت، يتنافس Tim Galbraith مع الشركات الأمريكية، لبناء قوالب صناعية للمصانع الأمريكية. تكلّفه قواعد الحدود القيام بالعمل مع العملاء الأمريكيين.
لن يعبر الخبراء الفنيون الحدود للقيام بمهام رئيسية، بما فيها اختبار قالبٍ ما قبل شحنه، ولن يقوم العملاء الأمريكيون المحتملون بزيارته بسبب الحجر الصحي.
قال Galbraith، وهو مدير المبيعات في شركة Cavalier Tool & Manufacturing Ltd: “ليس هناك فرصة لأن يأتي هذا الرجل، ويجلس في فندق لمدة 14 يوماً، فقط حتى يتمكن من القدوم وقضاء 3 ساعات في مصنعنا، ومن ثم العودة إلى المنزل”. وأضاف: “هو حاجز تجاري أقامته الحكومة الكندية، التي تبذل جهوداً كبيرةً لإعادة الأعمال التجارية إلى الوطن في الولايات المتحدة، في صناعتنا، أكثر من كل خطابات ترامب في السنوات الأربع الماضية”.
إعادة الافتتاح السريع يبدو غير مرجح. لا يقتصر الأمر على كون كندا لديها الكثير من إصابات COVID-19، ولكن هناك الكثير من الحالات الخطيرة جداً.
يوجد في أونتاريو حوالي 850 شخصاً في وحدات العناية المركزة، وقد تضاعف العدد في شهر واحد. وتخضع المقاطعة حالياً لأمر الإقامة في المنزل، الطارئ.
على الصعيد الوطني، الوضع حذر.
في استطلاع رأي أجراه موقع Leger، لصالح جمعية الدراسات الكندية الشهر الماضي، قال 70% من الكنديين أنهم قلقون بشأن إعادة فتح الحدود مع الولايات المتحدة، مقابل 31% من الأمريكيين.
قد تتغير المواقف بمجرد إحراز مزيد من التقدم، في اللقاحات. حوالي 25% من الكنديين حصلوا على اللقاح الأول، لكن 2.4% فقط تلقوا التطعيم بالكامل، وفقاً لتقرير بلومبرج لقاح المقتفي.
بالنسبة لصناعة السياحة المنكوبة، قد يعني ذلك مواجهة صيفٍ آخرٍ من غرف الفنادق والمطاعم الخالية.
قالت Marta Leardi-Anderson، المديرة التنفيذية لمعهد Cross-Border في جامعة Windsor: “ما لا يفهمه الناس أيضاً، هو الترابط الهائل بين كندا والولايات المتحدة، خاصة في المناطق الحدودية حيث اعتدنا على الذهاب لتناول العشاء”.
يفتقد السياح الأمريكيون في Le Priori، وهو فندق يقع في الحي التاريخي لمدينة كيبيك، حيث يشكلون عادةً ربع الضيوف. قال المدير العام Erwan Franchet إن الكثيرين يزورون الفندق بعد إنهاء رحلة بحرية على نهر St. Lawrence، وينفقون بحريةٍ، ويساعدون في تمديد موسم السياحة الصيفية حتى الخريف.
الآن، تم حظر الرحلات البحرية حتى عام 2022، عاصمة كيبيك باتت في وضع مغلق، ولا يزال من غير الواضح مدى السرعة التي سيفتحها التطعيم للحدود.
ويتوقع Franchet قدوم زوارٍ من أجزاء أخرى من كيبيك هذا الصيف، لكن لا نهاية للأزمة حتى نهاية العام.
وهو قلق من أن الصناعة التي تواجه معدلات إشغال حالية تبلغ حوالي 10% فقط، وقد تفقد بعض الزوار بحلول ذلك الوقت.
وأضاف: “سيكون هناك طلب كبير على السفر، وسيتنافس الجميع على هذا الكوكب لجذب السياح، وإعادة ملء خزائنهم. يجب أن نكون جاهزين من أجل ذلك”.
على بعد حوالي 550 ميلاً إلى الجنوب الغربي، في واحدة من أشهر العجائب الطبيعية في كندا، تعتقد مسؤولة في شلالات نياغارا للسياحة، أن هذه اللحظة قد تأتي في وقت قريب من الصيف. فقد استقبلت المدينة 36% فقط من زوارها المعتادين، البالغ عددهم 14 مليون زائر العام الماضي، ولكن Janice Thomson تعلق آمالها على التطعيم والاختبار السريع على الحدود.
وقالت: “سيعطي ذلك الثقة للجميع للسفر، والعودة إلى تجربة ما اعتدنا عليه”.
على الجانب الآخر من نهر نياجرا، ينفذ صبر عضو الكونجرس الأمريكي Brian Higgins. فقد قال أن منطقته، التي تضم بوفالو، قد تعرضت لضربة كبيرة من فقدان الزوار الكنديين في مطارها ومتاجرها وساحاتها الرياضية.
كان Higgins يضغط على الرئيس جو بايدن للحصول على إعفاءات لسكان الولايات المتحدة، الراغبين في لم شملهم مع أحبائهم، أو الوصول إلى ممتلكاتهم في كندا.
كما أنه يدفع من أجل إعادة الافتتاح بالكامل بحلول يوليو/تموز.
وقال: “شعبي ممنوعٌ من الوصول إلى كندا، لذلك، مع اللقاحات، والتحقق من اللقاحات، وارتداء أقنعة الوجه، فإن احتمالية الإصابة بـ COVID-19 واحتمالية نقل COVID-19، منخفضة جداً جداً”.
يقول Galbraith، من شركة وندسور لصناعة القوالب، أن شهوراً من تنبيه السلطات حول تأثير القواعد الحالية، قد أظهرت بعض الدعم للصناعة، في جهودها لإعفاء بعض الفنيين من الحجر الصحي. وأظهرت البيانات أن الناتج المحلي الإجمالي الصناعي، قد انخفض بنسبة 10% العام الماضي، كما تراجعت العمالة.
واختتم حديثه قائلاً: “إنهم يرون حقيقة أننا لا نبكي كلباً. بل إننا نخسر الأعمال حقاً”.