كتبت الصحافية Shachi Curl التي أدارت آخر مناظرة انتخابية بين قادة الأحزاب الفيدرالية الكندية مقالاً في صحيفة ” جلوب آند ميل ” تشرح فيه وجهة نظرها حول ما جرى وبشكل خاص عن السؤال الذي وجهته حول وجود ” العنصرية في كيبيك .
وممّا جاء في مقالها :
بعد المناظرة الإنتخابية في عام 2019، باتت الكثير من الانتقادات تُسلط الضوء على حقيقة أن البنود التي تمت مناقشتها في المناظرة طويلة، و ذلك لعدم وجود صرامة في ضبط الوقت، الأمر الذي أدى إلى استياء بشأن موضوعات المناقشة النهائية.
و لكن بالنسبة إلى مناظرة عام 2021، تأكّدتُ من حصول كلّ طرف على الوقت المخصّص له، كما تم الاتفاق عليه من قبل القادة جميعهم.
لم أكن مجرد شخصٍ يقرأ الأسئلة التي تمّ إعدادها لي، كما أنني لم أكن مجنونة لأوجّه أي سؤال يدور في ذهني.
بل كان لديّ مشاركة في التوجيه التحريري.
المناظرة قامت بتغطية الكثير من القضايا الأساسية. لقد قمنا باختيار موضوعات بناءً على آراءٍ لما يقارب 20000 كندي كانوا قد أجابوا على المكالمات الواردة من الشبكة، من أجل مشاركة مشكلاتهم التي يريدون أن يتمّ سماعها.
قام فريق تحرير المناظرة، بمراجعة الأسئلة كاملةً، حيث ضمّ الفريق ممثلين من جميع الشبكات الإعلامية التي نظمت المناظرة وأنتجتها ، وهي – CBC و CTV و Global و APTN.
ما يزيد عن عشرةٍ من كبار الصحفيين،والمدراء التنفيذيين في الأخبار، قاموا بالإطلاع على الأسئلة التي طرحتها أنا وزملائي الصحفيين، و بمراجعتها.
أثار سؤال تم توجيهه إلى زعيم كتلة كيبيك”إيف فرانسوا بلانشيت”، جدلاً في كيبيك.
و هذا تسبب في إدانتي من قبل الجمعية الوطنية، إضافة لسخرية رسامي الكاريكاتير مني، ومطالبتي بالاعتذار من قبل قادة الحزب.
لقد قمت بتوجيه السؤال التالي: “أنت تُنكر وجود مشكلة العنصرية في كيبيك. لكنك ـ برغم ذلك ـ تدافع عن تشريعاتٍ أخرى مثل مشروعي القانونين 96 و 21، التي من شأنها أن تهمّش الأقليات الدينية والمتحدثين باللغة الإنجليزية، لذلك،وبالنسبة للأشخاص من هم من خارج المقاطعة، نرجو أن تتم مساعدتهم على فهم سبب دعمِ حزبك لهذه القوانين التمييزية”.
للذين يطلبون مني أن أتراجع عن كل شيء، سأخبركم بوضوح إنني متمسكة بهذا السؤال.
إنني أصر عليه، لأن هذا السؤال يمنح السيد “بلانشيت” فرصة ليتحدث مع الناس المتواجدين خارج كيبيك عن العلمانية.
علمانية يمكنه أن يُشارك فيها توجهات و تطلعات كيبيك مع بقية كندا.
إنني أصرّ عليه، لأن حكومة كيبيك كانت قد تجاوزت ميثاق الحقوق والحريات، من أجل حماية مشروعي القانون 21 و 96 من الطعون القانونية التي تتعلق بالتمييز.
وبسبب أن الجمعية الوطنية قد استثنت أحكاماً في مشروعي القانونين 21 و 96 لتجاوز ميثاق كيبيك لحقوق الإنسان والحريات،فهذا أدى لشعور العديد من سكان كيبيك بأنهم غير محميين.
إنني أصر على السؤال، لأنني أرغب بمعرفة ما الذي تقوله ديمقراطيتنا عن أن هناك سؤال غير قابل للإجابة عليه؟
من هو صاحب القرار الذي يبتّ في القضايا المناسبة للمناقشة خلال حملة انتخابية فيدرالية؟
ماذا عن آراء قادتنا السياسيين، عندما يستهدفونني من أجل أن يصرفوا انتباهي عن موقفي بشأن قضية هي مهمة جداً، وتتعلق بالحرية الشخصية؟
ماذا عن الصحافة، التي تسببت بجعل الصحفيين المخضرمين والمعلّقين السياسيين يحتارون في أمري، فقط لأنني تجرأت على التطرّق للأمر؟
هل يعتبر موقف اتحادنا ضعيف لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نوجه إليه أي أسئلة؟
الفيلسوف الاسكتلندي Alexander Tytler، كتب في القرن السابع عشر ” أن الديمقراطية لا تدوم إلا 200 عاماً ” .
الاقتباس الذي يتم نسبه إليه في العادة، يقول أن جزء من هذه الدورة الطويلة ينتقل من حالة الشجاعة إلى حالة الحرية، ثم إلى حالة الوفرة، ومن ثم إلى الأنانية، و بعدها إلى الرضا عن الذات، ثم ينتقل إلى اللامبالاة ، ومن ثم يعود أخيراً إلى مرحلة العبودية.
إنني آمل حقاً ألا نكون في نهاية هذه الدورة.
أثناء فترة صمتي، التي كانت خلال الحملة الانتخابية، قام الناس بتحفيزي على تثقيف نفسي جيداً فيما يتعلق بكيبيك.
أنا لا أعيش هناك بالطبع، إلا أنني قد أمضيت بعضاً من الوقت في أماكن مثل Saguenay-Lac Saint Jean و La Malbaie.
وخلال ممارستي لعملي الذي كان باللغة الفرنسية بأكمله، كنت أنغمس نوعاً ما في فخرِ كيبيك وتاريخها، وفي كيفية رؤية سكان كيبيك للعلمانية، والوجود، وفي رغبتهم القوية في أن يحافظوا على ثقافتهم و لغتهم.
إن التعلم لا ينتهي أبداً.
لقد سمعت ما يتداوله الناس حول سؤالي الذي قمت بطرحه، وتعرّفت على الأذى الذي تسبّب به في كيبيك.
هل من الممكن أن يتمّ صياغة السؤال قد تمّت بشكل مغاير ؟ نعم بالطبع.
هل عليّ أن أعتقد في النهاية أن تغيير الكلمات من شأنه أن يمنع السيد “بلانشيت” و رئيس وزراء كيبيك “فرانسوا ليغو” و زعماء الأحزاب “جاستن ترودو” و “إيرين أوتول” و “جاجميت سينغ”، من استغلال السؤال لأغراضهم الخاصة ؟ بالطبع لا.
أن أصبح قصةً يتحدث بها الجميع، لم يكن هدفي في الحياة.
وبرغم ذلك، الأمر الذي حدث كان مجردَ سياسةٍ خبيثة.
ما الذي فعله السيد بلانشيت في ظل ركود حملته الانتخابية ؟
سياسياً، فإنه من المنطقي أن يدافع كلّ من “أوتول ، و ترودو ، و سينغ” عن حملاتهم الانتخابية في كيبيك، بدلاً من أن يقفوا إلى جانب المبدأ.
إن تناول موضوعاتٍ أخرى كان صعباً بعض الشيء.
أطلق عليّ مؤلفو الأعمدة في الجرائد، مصطلح “عدوانية”، و منهم من قال إنني “لاذعة”.
من المتوقع أن المربع الوحيد الذي لم يكتبوا عني فيه ، هو أنني “امرأة سيئة”.