تتزايد المخاوف من أن حالات الحمل المؤجلة بسبب الوباء وانخفاض معدل الولادات يمكن أن يؤثر على مختلف نواحي الحياة، بدءاً من الهجرة إلى الرعاية الصحية.
فقد كانت معدلات الخصوبة العالمية في حالة انخفاض حاد حتى قبل الوباء، و هناك الآن هناك مخاوف من انعدام هذه المعدلات.
وبالطبع يعد خيار الإنجاب من عدمه أمراً شخصياً بالنسبة للنساء، لكن بالنسبة للمجتمع قد يعني هذا تأثيرات طويلة الأمد على العديد من نواحي الحياة مثل سياسة الهجرة و سن التقاعد.
وذكرت هيئة الإحصاء الكندية في سبتمبر/ أيلول أن إجمالي معدل الخصوبة(عدد الأطفال الذين ستنجبهم المرأة على مدار حياتها الإنجابية) قد انخفض إلى 1.47 ولادة لكل امرأة في كندا في عام 2019، وهو أدنى معدل تم تسجيله على الإطلاق.
أما في الولايات المتحدة، فقد توقعت مؤسسة Brookings Institution، وهي منظمة غير ربحية، حدوث انخفاض كبير ودائم في أعداد لأطفال، وانخفاض قدره 300.000 إلى 500.000 ولادة في الولايات المتحدة في العام المقبل.
وقد أظهرت الدراسات الاستقصائية في العديد من البلدان أن النساء ترددن في إنجاب الأطفال أثناء الوباء.
ففي الولايات المتحدة ، 38 في المائة من النساء اللواتي كن يفكرن في الإنجاب أعدن النظر في هذا القرار، بينما بلغت هذه النسبة في
إسبانيا 79 في المائة، لكن لم يتم استقصاء النساء في كندا حول نواياهن بعد.
و يعد انخفاض معدلات الخصوبة قصة شائعة في دول مجموعة العشرين مع ارتفاع مستويات تعليم المرأة ودخولها سوق العمل.
ففي فرنسا ، كان لدى النساء 2.5 طفل في السبعينيات، و بحلول عام 2018 انخفض ذلك إلى الرقم إلى 1.8.
كما كان لدى النساء في الولايات المتحدة 2.5 طفل في المتوسط في السبعينيات وانخفض هذا الرقم إلى1.7 بحلول عام 2018. أما في إيطاليا ، كان المتوسط 2.4 طفل في السبعينيات. وانخفض حالياً إلى أقل من 1.3.
و توقع علماء الديموغرافيا أن معدلات الخصوبة في كندا سوف تنتعش بعد الركود الذي حصل في عام 2008، لكن هذا لم يحدث.
هذا ويعتقد أنه سيكون هناك تداعيات أقل للخصوبة في كندا مقارنة بالولايات المتحدة، كما يتوقع أن تؤجل النساء إنجاب طفلهن الأول وأن تستقر العائلات على عدد أقل من الأطفال. وبالتالي ربما يؤجلون الحمل بسبب مخاوفهم على صحة أنفسهم وصحة الطفل، بسبب الوضع الحالي لنظام الرعاية الصحية أثناء الوباء.
وقد كان من المتوقع قبل انتشار الوباء أن بعض البلدان ستشهد انخفاضاً في عدد سكانها إلى النصف في هذا القرن. وقد ساهم الوباء بمفاقمة هذه المشكلة.
كما أن كندا، التي تعتمد على الهجرة للنمو السكاني، ليست محصنة من هذا الانخفاض. حيث أن ثلثي المهاجرين لم يصلوا إلى كندا هذا العام بسبب القيود المفروضة على السفر حالياً.
هذا وقد صرحت الحكومة أن شيخوخة السكان وانخفاض معدل المواليد يتسببان في ضغوط اقتصادية ومالية. فمع تقدم السكان في العمر هناك حاجة إلى مزيد من العمال لدفع الضرائب التي تمول المساعدات مثل الرعاية الصحية.
لكن الهجرة تعتبر حل قصير الأمد. وقد كانت الهند والصين والفلبين أكبر موردي الهجرة في السنوات الأخيرة. على الرغم من أن هذه البلدان تشهد انهياراً في معدلات الخصوبة أيضاً.
أيضاً هنالك انخفاض في الخصوبة حتى بين العائلات المهاجرة من البلدان التي تنتشر فيها العائلات الكبيرة.
وقد ذكرت ورقة عمل للأمم المتحدة حول استجابات السياسات لمعدلات المواليد المنخفضة الصادرة في مايو 2019 أن هناك فجوة بين تطلعات الخصوبة (عدد الأطفال الذين ترغب النساء في إنجابهم) وعدد الأطفال الذين ينجبونهم بالفعل.
وتميل هذه الفجوة إلى أن تكون أكبر بالنسبة للنساء المتعلمات. حيث أن الدوافع الرئيسية لانخفاض الخصوبة هي عدم التوافق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية.
كما أشار تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى عوامل أخرى تثني النساء عن إنجاب الأطفال ، مثل الاتجاه نحو الأبوة المكثفة ، والتي تتطلب وقتاً واستثماراً كبيراً في تعليم الأطفال والنظم اللامنهجية.
وهناك عدد من السياسات التي يمكن للحكومات تقديمها لتشجيع النساء على إنجاب الأطفال ، بما في ذلك تعويض الوالدين عن تكاليف الأطفال ، وإدخال وظائف صديقة للأسرة مع ساعات عمل مرنة ورعاية أطفال موثوقة تغطي يوم العمل بأكمله. ومن المرجح أن يكون لإجازة الوالدين تأثير إيجابي على الخصوبة عندما تكون مدفوعة الأجر.
أيضاً يمكن للحوافز المالية أن يكون لها تأثير إيجابي متواضع على الخصوبة، على الرغم من أن هذا التأثير عادةً لا يكون طويل الأمد.
حيث قدمت كيبيك مكافأة الأطفال في عام 1988 لكن ذلك لم يخلق زيادة مستدامة في الخصوبة .وكانت هناك زيادة أولية في أواخر الثمانينيات من 1.49 طفل لكل امرأة في عام 1988 إلى 1.72 في عام 1990. ولكن بعد عام 1990 ، انخفض إجمالي الولادات وظلت أسر كيبيك التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر غير شائعة.
كما سيتعين على الحكومات والأفراد إعادة التفكير في فكرة التقاعد المبكر وما إذا كان من الممكن التقاعد في سن 55 والإبقاء على التقاعد حتى سن 90.
وسيتم إنفاق أموال أقل على استحقاقات الأمومة وسيكون هناك طلب أقل على أماكن رعاية الأطفال.
أرقام وحقائق:
1.47: هو معدل الخصوبة الإجمالي(عدد الأطفال الذين ستنجبهم المرأة على مدار حياتها الإنجابية) في كندا في عام 2019.
3.94: هو معدل الخصوبة الإجمالي عام 1959
2.1: معدل الاستبدال (العدد المطلوب من الأطفال الذين يولدون حتى يحل السكان محل أنفسهم)
1971: آخر عام كان فيه معدل الاستبدال في كندا 2.1.
50 في المائة: هي نسبة سكان العالم الذين يعيشون في بلدان يقل فيها معدل الخصوبة الإجمالي عن معدل الإستبدال.
23.2 سنة: هو متوسط عمر الأم الكندية التي تنجب لأول مرة عام 1959، وقد ارتفع إلى 29.4 سنة في 2019.
14 في المائة: هي نسبة النساء الكنديات في سن الخمسين أو أكثر واللواتي لم يسبق لهن الإنجاب في عام 1990. وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 15.3 في عام 2011
19: عدد الحكومات التي أدخلت سياسات تهدف إلى رفع معدل المواليد في بلادهم في عام 1986 ، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان و وكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة. ارتفع هذا الرقم إلى 55 في عام 2015.
300000 إلى 500000: الانخفاض المتوقع في عدد المواليد في الولايات المتحدة في العام المقبل ، وفقاً لمعهد Brookings ، وهو منظمة أمريكية غير ربحية .
80 في المائة: من نسبة النمو السكاني لكندا تنسب إلى الهجرة.
20 في المائة: نسبة النمو السكاني لكندا المنسوبة إلى الزيادة الطبيعية (المواليد مطروحاً منها الوفيات).
30 في المائة: نسبة الأمهات الجدد اللواتي ولدن خارج كندا في عام 2019
مواضيع مرتبطة :