مونتريال : بعدما قلب تفشّي وباء COVID-19 حياة العديد من الأُسَر رأساً على عقب، يحلّ عيد الميلاد حاملاً معه الأمل لكثير من الناس.
ولعل التغلّب على المصاعب التي تواجهها عائلة في مونتريال، يكلّله الفرح مع رؤية إبنها البالغ من العمر ثلاث سنوات تقريباً وهو يمشّي لأوّل مرّة، فقبل عام واحد من اندلاع الجائحة، وفي سن 13 شهراً، كان “أيدن جاني” طفلاً سعيداً، يتمتّع بصحة جيدة وعلى استعداد ليخطو خطواته الأولى.
لكن ووفقاً لوالده سيباستيان فإنّ زوجته اكتشفت أنْ ساقي طفلهما ضعيفتان بعض الشيء، ويجرّهما جرّاً.
ونظراً إلى أنّ حالته ساءت بين عشيّة وضحاها، قامت والدة أيدن، مارلين بودوين، بنقله إلى مستشفى Ste-Justine، حيث لم يفلحوا بتشخيص حالته الصادمة، ليتبين لاحقاً أنّه “يعاني من ورم بحجم ظفر إصبع صغير في منتصف عموده الفقري “.
وكان الخيار الوحيد هو إجراء عملية محفوفة بالمخاطر، ويمكن أيضاً أنْ تكون سبباً في شلل الطفل، وهو ما أدخل الوالدين برحلة من الظلام واليأس، خاصة عندما تلاشى تأثير التخدير، واكتشف الزوجان أنّ أيدن لا يستطيع تحريك الجزء السفلي من جسده.
مرّت 3 أيام طويلة جداً – حسب الأم – وأخيراً “حرّك الطفل إصبع قدمه الأيمن – بكينا جميعاً، حتى الممرضات”.
ولكن بعد شهرين فقط من الجراحة الأولى في آذار / مارس (استغرقت 9 ساعات)، تبيّن أنّها ذهبت هباءً منثوراً، حيث نما الورم من جديد، وخضع أيدن لعملية جراحية أخرى محفوفة بالمخاطر في تموز / يوليو (استغرقت 10 ساعات).
ولم ينته العلاج عند هذا الحد، بل تلقّى أيدن علاجاً كيميائياً مرّة واحدة في الأسبوع لمدّة أربعة أشهر تقريباً، حتى أطلَّ COVID-19 برأسه القبيح، وهو ما كشف أنّ تدابير الصحة العامة تعني أنّ والدة أيدن لم تعد قادرة على اصطحاب طفلها في زيارات لا نهاية لها للمستشفى واضطراه للبقاء بالمستشفى بمفرده.
وفيما قالت الأم: “كان التقدم بطيئاً، لكن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أظهرت أن الورم لم يعد، وعلى مدار عدة أشهر ومع ساعات من العلاج الطبيعي، ازدادت قوة أيدن”، حوّل الوالدان قبو منزلهما إلى ساحة نشاط ليكون نجلهما نشطًا قدر الإمكان ويمارس جميع مهاراته الحركية الجديدة.
ومع حلول روح عيد الميلاد، ها هي المرّة الأولى التي يمشي فيها الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر 3 سنوات حول شجرة الميلاد، مع توقع أن يكون صحياً قادراً على الركض في كانون الثاني / ينابر المقبل.