ربما يكون من المبالغة القول بأن المحققين في جرائم القتل بأوتاوا قضوا صيفاً مزدحماً هذا العام.
الرقيب Jeff Pilon من وحدة جرائم القتل بالمدينة قال في مقابلةٍ أجريت معه مؤخراً : ” لأننا خضنا تجربة حقيقية في أيار/مايو ثم خضنا واحدة في حزيران/يونيو، لكن بعد ذلك كان لدينا اثنتان في أقل من أسبوع، هذا أحد العوامل التي تؤثر على مستويات التوظيف، لدينا تجربة حقيقية علينا في الوقت الحالي “.
إذ ترتبط أعباء عمل Pilon و زملائه بمعدل جرائم القتل في أوتاوا، و التي يبدو أنها آخذة في الارتفاع.
حيث أن الشرطة و الخبراء الذين يراقبون إحصاءات الجريمة يقولون إن عدد القتلى مرتفع في هذا الوقت من العام، لكنهم يضيفون أيضاً أن المدينة لا تزال آمنة نسبياً من الناحية الإحصائية، و يلاحظون أن الاتجاه الحالي قد لا يستمر.
و على مدى 10 سنوات من 2010 إلى 2020 كان متوسط الجرائم في أوتاوا يتراوح بين 12 و 13 جريمة قتل في السنة الواحدة.
و لكن في الأسبوع الماضي مع مرور عدة أشهر من 2021 أصبح Eric Hewer البالغ من العمر 19 عاماً من Nova Scotia و الذي تعرض للطعن حتى الموت في وسط المدينة ضحية القتل الثانية عشرة في المدينة.
و قد كانت وفاة Hewer ثاني حادث طعن مميت في أقل من أسبوع.
ففي Nepean أدى حادث أخر إلى وفاة Christopher Avery Houghton البالغ من العمر 25 عاماً قبل أربعة أيام فقط، حيث اعتقلت الشرطة أحد المشتبه بهم و اتهمته في تلك القضية، و قد أعطى تركيز عمليات القتل الانطباع بأن المدينة في خضم موجة من العنف.
و قال Pilon : ” في عدد كبير من جرائم القتل بسبب الإطار الزمني القصير الذي تحدث فيه يبدو المتوسط في سن المراهقة، لكننا وصلنا بالفعل إلى متوسطنا أو نقترب منه و قد حدث ذلك في إطار زمني قصير فمن أيار/مايو حتى الآن كنّا مشغولين للغاية “.
و وفقاً لـ Benjamin Roebuck رئيس الأبحاث و أستاذ علم الضحايا في كلية Algonquin الذي يدرس اتجاهات القتل في أوتاوا فإن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع في عدد جرائم القتل هذا العام لكنها قد تكون أيضاً مضللة أي أنه ليس هناك ما يضمن أن هذا الاتجاه سيستمر :
” نحن بالتأكيد أعلى مما كنا سنكون عليه عادة في هذا الوقت من العام، في هذه المرحلة من السابق لأوانه تحديد ما إذا كنا نمر بعام عنيف بشكل استثنائي لأنه في بعض الأحيان ترتفع الإحصائيات و أحياناً تنخفض في نهاية العام “.
في عام 2020 تراجعت جرائم القتل و العنف بشكل عام بسبب الوباء، حيث أبقت عمليات الإغلاق الناس في منازلهم و قللت من عدد عمليات إطلاق النار و القتل، ليكون إجمالي جرائم القتل في المدينة هو تسع.
و حتى الآن يبدو عام 2021 في أحسن الأحوال و كأنه عودة إلى الوضع الراهن، و لكن في حال كان هناك المزيد من جرائم القتل، فقد يُسجل2021 كواحد من أكثر الأعوام عنفاً في الذاكرة الحديثة.
و مقارنةً بالمدن الكندية الكبرى الأخرى مثل تورنتو أو Calgary أو Vancouver فإن أوتاوا سجلت عدداً قليلاً من جرائم القتل الفردية، و هي ما تزال مدينة آمنة من الناحية الإحصائية.
و قال Roebuck : ” إنه لا يزال من المهم مراقبة جرائم العنف و تحديد المجالات التي يمكن لمؤسساتنا منعها فيها بشكل أفضل “.
و كان Roebuck قد ترأس فريقاً في كلية Algonquin و أصدر تقريراً في أيار/مايو الفائت بعنوان مشروع أوتاوا للقتل، و الذي راجع جرائم القتل في المدينة على مدار العقد الماضي.
و تساعد البيانات الواردة في التقرير على تحديد الاتجاهات و تبديد الخرافات الشائعة حول ضحايا جرائم القتل، التي كانت إحداها أن غالبية ضحايا الجريمة هم من الشباب، لكن معظم القتلى في أوتاوا خلال العقد الماضي تجاوزوا الثلاثين من العمر.
و يتزايد ضحايا القتل أيضاً في المجتمعات العنصرية كما أن عمليات القتل هذه التي تحدث العديد منها نتيجة للعنف باستخدام الأسلحة النارية من المرجح أن تظل بلا حل بحسب التقرير الذي قال Roebuck إنه يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدعم الثقافي : ” لا أعلم أننا نقوم بعمل هائل في توفير الدعم المناسب ثقافياً للأسر المتضررة من العنف و نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل بشكل واضح في مجالات الوقاية “.