أظهر تقريرٌ صادر عن بنك الاستثمار Eight Capital Corp نُشر يوم الثلاثاء، احتمال تجاوز الطلب العالمي على الهيليوم العرض حتى عام 2025 على الأقل وربما حتى عام 2030 أو بعد ذلك، وذلك بالتزامن مع ظهور غرب كندا كلاعب دولي قوي في هذا المجال.
وقد شهد الهيليوم، الذي يستخدم في صناعة أنصاف النواقل وكابلات الألياف الضوئية، ارتفاعاً في الطلب وسط نقص عالمي في رقائق الكمبيوتر.
كما يتم استخدام هذا الغاز بشكل متزايد في عمليات اللحام والتبريد ومحطات الطاقة النووية.
وقال Phil Skolnick المحلل في شركة Eight Capital في مقابلةٍ له: “إن ارتفاع الطلب على الهليوم يتعلق بالتطور المستمر الذي يشهده العالم على الصعيد التقني، مثل تكنولوجيا الألياف البصرية، والحوسبة الكمومية، بالإضافة إلى ازدياد حجم الإنترنت”.
و أشارت شركة Eight Capital إلى جاهزية عدد من الشركات الكندية للاستفادة من هذه الزيادة ، نظراً لأن كندا هي موطن لخامس أكبر احتياطي من الهيليوم في العالم.
ويوجد العديد من الشركات الكندية النشطة في السوق حالياً، مثل شركة First Helium Inc في فانكوفر، وهي شركة استكشاف وتنقيب، بالإضافة إلى شركة Imperial Helium Corp التي تعمل على شراء آبار الهيليوم الموجودة في ألبرتا و بريتيش كولومبيا. و من المتوقع أن تبدأ شركة Royal Helium Ltd في Saskatoon عمليات الإنتاج في غضون ستة أشهر.
وقد بدأت شركة Eight Capital عملية تقييمات الشراء على Royal Helium، بسعر يبلغ 1.85 دولار، أي ما يقارب ضعف السعر المستهدف (95 سنت) الذي حددته شركة Brent Watson التابعة لشركة Cormark Securities Inc. في يناير/كانون الثاني. حيث كانت الشركة تتداول بسعر 74 سنت في Canadian Venture Exchange، و انخفضت بشكل كبير (11.9٪) في ذلك الوقت، إلا أن أسهمها ارتفعت بنحو 83٪ منذ بداية العام.
وكتب Watson في مذكرةٍ للمستثمرين: “على الرغم من أن الاستثمار في Royal يحمل طابع المضاربة حالياً، إلا أن التوقعات في ممر Saskatchewan المائي تشير إلى احتمال تحقيق أول تدفق نقدي في وقت ما من هذا العام”، وذلك في إشارةٍ منه إلى حيازة الشركة على الأراضي.
كما أعلنت الشركة يوم الثلاثاء أن نتائج الاختبارات أظهرت مستويات اقتصادية لتركيز الهيليوم في مشروعها Climax helium في جنوب Saskatchewan.
و أشار Skolnick أيضاً إلى أن المكانة البارزة لهذا المجال ستجذب المساهمين الجدد، مما قد يؤدي إلى توحيد الجهود.
مع العلم أن معظم الهيليوم في العالم كان يأتي من مكتب الولايات المتحدة لإدارة الأراضي حتى عام 2019، حيث قام ببيع احتياطياته بالمزاد لسداد الديون. لكن تم إلغاء هذا الإجراء عندما اعتبر المسؤولون أن الغاز قيم للغاية و لا يمكن التخلي عنه، مما تسبب في حدوث نقص.
وغالباً ما يكون هذا الغاز تحت طبقات الصخور الطينية، إلا أن أنشطة الطاقة الحديثة في الولايات المتحدة تركزت على استخراج الهيدروكربونات من الصخور الطينية، وليس حصاد الهيليوم الموجود تحتها.
و يعتقد Skolnick من شركة Eight Capital أن هذه فرصةٌ لا تعوض بالنسبة لكندا. لكنه لا يرى أن العرض يتوسع بما يكفي لتلبية الطلب حتى منتصف العقد، مشيراً إلى أنه حتى لو قلل من تقدير الطلب بنسبة 10٪، فقد يستمر النقص العالمي لأكثر من عقد من الزمن.
وعلى الرغم من ذلك، يتم بيع حقوق التنقيب عن الهليوم في بريتش كولومبيا و ألبرتا كجزء من عقود إيجار النفط والغاز ، مما قد يمثل حاجزاً أمام المنتجين الجدد.
وفي حال تمكّن منتجو الهليوم المستقلون، بالإضافة إلى منتجي النفط والغاز في غرب كندا من لعب أوراقهم بالشكل الصحيح، فستتمثل جائزتهم الكبرى بالتصدير إلى آسيا.