قال David Dodge ، حاكم بنك كندا السابق ، إن البنك المركزي أمامه من عام إلى 18 شهراً للسيطرة على التضخم أو المخاطرة بالعودة إلى الحقبة المروعة التي شهدناها بين منتصف السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، والتي تميزت بالفوضى وعدم القدرة على التنبؤ بالأسعار والعوامل الاجتماعية.
وقال Dodge: “نأمل أن تكون هذه الزيادات المتواضعة نوعاً ما في معدل الفائدة كافية لضغط الطلب مرة أخرى بشكل أقل تماشياً مع العرض ، وسنعود بسرعة كبيرة إلى فترة يتوقع فيها الناس استقرار الأسعار مرة أخرى”.
• ما الذي يغذي التضخم
أوضح Dodge أن كبح التضخم سيعني التخلي عن بعض الاستهلاك في المدى القريب ، وهو ما سيكون صعباً على بعض شرائح المجتمع ، لكنه ضروري في نفس الوقت.
وقال إن بنك كندا اتخذ الخطوات الصحيحة على المدى القصير ، لكنه يعتقد أن الاقتصادات العالمية في خضم اضطراب كبير ، مع التجارة المتصدعة التي ستجعل من الصعب الحفاظ على انخفاض التكاليف ، والتحول الرقمي الذي ينتج عنه فائزون وخاسرون واضحون.
والجدير بالذكر أن ارتفاعات أسعار الفائدة في بنك كندا خلال العام الماضي أو نحو ذلك كانت دراماتيكية بعد فترة طويلة من المعدلات المنخفضة ، مما أدى إلى الضغط على ذوي الديون عقارية والقروض تجارية ، كما ألقى بظلاله على بعض القطاعات الفرعية للعقارات التجارية.
واتخذت البنوك مخصصات أكبر لخسائر القروض ، كما ارتفع التضخم للمرة الأولى منذ ما يقارب عام في مايو/أيار مع ارتفاع أسعار المساكن والإيجارات.
• كندا متخلفة عن العالم
وفي الوقت نفسه، حثّ Dodge صانعي السياسة الكنديين على إعداد الجدول للرقمنة التي ستجهز الشركات للمنافسة على الصعيد العالمي ، واتخاذ خطوات لزيادة المنافسة المحلية في قطاعات شديدة التركيز مثل البنوك والبقالة لزيادة الاستثمار والإنتاجية والحفاظ على انخفاض الأسعار.
وقال إن استقرار الأسعار الذي ميز العشرين سنة الأولى من هذا القرن كان عنصراً أساسياً جعل الاقتصاد يسير بسلاسة، وأن القدرة على التنبؤ قللت من الاحتكاك الاجتماعي.
ومن أجل وضع كندا بشكل أفضل للتعامل مع التغيرات في الاقتصاد العالمي وإبقاء هذا البلد على طريق النمو الاقتصادي ، أوضح Dodge أن الحكومة الفيدرالية بحاجة إلى معالجة الإصلاحات التي طال انتظارها لأطر العمل بما في ذلك الضرائب والمنافسة.
وأضاف أن أوتاوا لم تتحرك بالسرعة الكافية فيما يتعلق بالتعهد الذي مضى عليه عقد من الزمن لإنشاء أنظمة لعالم رقمي بشكل متزايد ، حيث تتقدم دول مثل الهند والبرازيل الآن على كندا بفارق كبير.