قال مسؤولٌ كبير في مختبر الصحة العامة بالمقاطعة إن كيبيك حالياً في بداية موجة مدفوعة بالمتغير دلتا، ويتوقع أن يصبح المتغير شديد العدوى سائداً في المقاطعة بحلول نهاية أغسطس/آب.
وعلى الرغم من أن متغير ألفا لا يزال السلالة السائدة في كيبيك، إلا أنه بدأ يفقد قوته لصالح المتغير دلتا.
ففي أبريل/نيسان، كانت أكثر من 73٪ من إصابات COVID-19 إيجابية بالنسبة إلى ألفا، ولكن بحلول 18 يوليو/تموز ، انخفضت هذه النسبة إلى 49.2٪، وذلك وفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن معهد الصحة العامة في كيبيك (INSPQ).
وأوضحت الدكتورة Judith Fafard، عالمة الأحياء الدقيقة والمتخصصة في الأمراض المعدية: “نعتقد أن المتغير دلتا سيصبح سائداً قبل نهاية شهر أغسطس/آب. ازداد عدد الإصابات التي يُشتبه أنها تعود للمتغير دلتا بشكل كبير منذ الأسبوع الماضي، بأكثر من 31٪”.
وأكّدت Fafard أن الأرقام الأخيرة تشير إلى بداية موجة مدفوعة بالمتغير دلتا على الأقل في كيبيك.
والجدير بالذكر أنه ومنذ شهر واحد فقط، لم يلاحظ مسؤولو الصحة العامة انتقال المتغير دلتا ضمن المجتمع، مما يؤكد مدى سرعة انتشار السلالة في كيبيك على الرغم من زيادة اللقاحات.
مع العلم أن احتمال العدوى بالمتغير دلتا هو الضعف مقارنةً بالسلالة الأصلية، وتم إلقاء اللوم عليه في ارتفاع عدد الإصابات ودخول المستشفيات في الولايات المتحدة، خاصةً في المناطق التي تكون فيها معدلات التلقيح منخفضة. كما أظهرت الأبحاث أيضاً أن دلتا يمكن أن يتسبب فيما يسمى ب”حالات الاختراق” لدى الأفراد الذين حصلوا على اللقاح بشكل كامل.
وقام المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بمراجعة إرشاداته التي قام بإصدارها منذ شهرين، وأوصى بارتداء الكمامات في الأماكن الداخلية حتى لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم ضد فيروس كورونا. كما نصح بارتداء الكمامات لموظفي المدرسة والطلاب والزوار.
أما في كيبيك، قال متحدث باسم وزارة التعليم إن خطة إعادة فتح المدرسة سيتم تحديثها في أوائل أغسطس/آب لتأخذ في الاعتبار أحدث الاتجاهات الوبائية.
مع العلم أن INSPQ يتتبع المتغيرات في خطوتين: أولاً من خلال الفحص، ثم اتباع التسلسل الجيني النهائي. وأبلغ INSPQ عن إجمالي قدره 284 إصابة بدلتا، بزيادةٍ قدرها 40 عن اليوم السابق. وكانت هذه الزيادة أعلى من المتغيرات الثلاثة الأخرى المثيرة للقلق: ألفا (بزيادةٍ قدرها 14 ليصبح الإجمالي 7225)، وبيتا (بزيادةٍ قدرها 1 ليصبح الإجمالي 447)، وغاما (بزيادةٍ قدرها 2 ليصبح الإجمالي 556).
وليس من المستغرب أن معظم الزيادة حدثت في مونتريال المكتظة بالسكان. حيث تم الإبلاغ عن 7 إصابات جديدة لدى أفراد وصلوا من خارج كيبيك.
ويتزامن انتشار المتغير دلتا في كيبيك مع ارتفاع العدد الإجمالي لإصابات COVID-19 منذ الشهر الماضي. ففي 28 يونيو/حزيران، أبلغت كيبيك عن 76 إصابة. وبعد مضي شهر ، سجلت المقاطعة 133 إصابة.
إلا أن عدد حالات دخول المستشفى بسبب المرض خلال هذه الفترة انخفض من 124 إلى 61.
كما أن حصيلة دلتا في كيبيك حتى الآن أقل بكثير مما كانت عليه في أونتاريو (أكثر من 4000 إصابة) وألبرتا (1723 إصابة) وبريتيش كولومبيا (1664 إصابة).
وعلى الرغم من أن 62٪ من سكان كيبيك فوق سن 12 قد تم تحصينهم بالكامل، إلا أن المقاطعة تتخلف عن أونتاريو ومانيتوبا و New Brunswick و Nova Scotia في عدد جرعات اللقاح التي يتم إعطاؤها للفرد.
ويدرس INSPQ حالياً تقسيم العمر في إصابات دلتا، لكن قالت Fafard إنه سيكون من المنطقي افتراض أن معظمها ينشأ عند البالغين الأصغر سناً، ولم يتلقَّ الكثير منهم جرعتهم الثانية بعد.
كما اقترح الدكتور Matthew Oughton، أخصائي الأمراض المعدية في المستشفى اليهودي العام، أن أحدث الإحصائيات التي تخص المتغير دلتا في كيبيك تتطلب مزيداً من التحقيق.
وأضاف Jesse Shapiro، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في مركز McGill للجينوم الذي درس متغيراً آخر في كيبيك يشترك في طفرة مع المتغير دلتا، إنه “لن يتفاجأ في حال كانت المقاطعة في بداية موجة مدفوعة بالمتغير دلتا”.
ختاماً، نود أن ننوه أنه ولغالبية فترة الوباء، انتظرت سلطات كيبيك عودة ظهور الإصابات قبل التصرف. السؤال الآن هو ما إذا كانت كيبيك ستتصرف بشكل استباقي وتحذو حذو المقاطعات الأخرى في إعادة فرض ارتداء الكمامات في المدارس.
المصدر: Montreal Gazette