قام معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU)، إلى جانب الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، ومركز الأعمال الخيرية الإسلامية، بنشر دراسة حول خصائص المساجد في الولايات المتحدة،
وتحت عنوان “المسجد الأمريكي 2020: النمو والتطور: مسح المساجد الأمريكية لعام 2020. والخصائص الأساسية للمسجد الأمريكي”، استند التقرير على دراسة إحصائية شاملة للمساجد الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم إجراء هذه الدراسة كل 10 سنوات، لكي تتزامن مع الإحصاء الوطني.
يُظهر التقرير، الطابع المتطور للمساجد في الولايات المتحدة، والنمو المستمر لعدد المساجد، وتقسيم المناطق، وزيادة عدد الأئمة المولودين في أمريكا، وأكثر من ذلك بكثير.
الباحث الرئيسي ومؤلف التقرير الدكتور Ihsan Bagby، وهو الأستاذ المشارك في الدراسات الإسلامية في جامعة Kentucky، قال فيما يتعلق بأهمية نتائج الدراسات: “التقرير جزء من مجموعة أكبر من الطوائف والجماعات الدينية، الذين يقومون معاً بدراسة طوائفهم.
وقد تم التقرير الأول في عام 2000، ثم في عام 2010، لذلك قمنا بإجراء مسحٍ يمكن أن يكون شاملاً قدر الإمكان. نحن نحاول تغطية أكبر عدد ممكن من جوانب الحياة في المساجد”.
اعتمد البحث على لجنة استشارية، بما فيها مديرة وحدة ISPU للبحوث Dalia Mogahed، وخبراء بحثٍ آخرين.
ويبيّن التقرير أن عدد المساجد في تزايدٍ مستمر.
فقد تم إحصاء وجود 2769 مسجداً في الولايات المتحدة في عام 2020، مقارنةً بـ 2106 مسجداً في عام 2010.
السبب الرئيسي لزيادة عدد المساجد، هو تزايد عدد السكان المسلمين في أمريكا، بسبب الهجرة ومعدلات المواليد، وفقاً للتقرير.
ولكنّ المساجد أصبحت أيضاً أكثر في الضواحي.
فقد حدث انخفاض كبير في عدد المساجد الموجودة في البلدات والمدن الصغيرة وفي مناطق وسط المدينة في المدن الكبيرة. حيث انخفض عدد المساجد في البلدات والمدن الصغيرة من 20% في عام 2010، إلى 6% في عام 2020.
متوسط الحضور في صلاة الجمعة
وفي صلاة الجمعة، بلغ متوسط عدد الحضور 410 أشخاص في عام 2020، مقارنةً بـ 353 شخصاً في عام 2010، بزيادة قدرها 16%.
حوالي 72% من المساجد، سجلت زيادة بنسبة 10% أو أكثر، بالنسبة للحضور في يوم الجمعة.
باستخدام إحصاء صلاة العيد، يبلغ عدد المسلمين المشاركين في ارتياد المساجد، حوالي 4 ملايين.
وعلى الرغم من استمرار النمو، إلا أن التقرير يظهر انخفاضاً في مساجد الأمريكيين من أصل أفريقي، وعدد الحاضرين منهم.
وقال Bagby، وهو أمريكي من أصل أفريقي، وقد اعتنق الإسلام: “كانت هذه أكثر حالات الانحدار إثارةً للدهشة بالنسبة لي. إنها مسألةٌ قريبة من قلبي. فيما يتعلق بانخفاض عدد مساجد الأمريكيين من أصل أفريقي والحضور، فقد أعطيت بعض التكهنات في التقرير، ولكنّ هذا يحتاج لمزيدٍ من الدراسة”.
مشاركة الشباب
ويظهر التقرير بشرى سارة وسيئة في آن معاً، لمشاركة الشباب المسلم في المساجد.
ما يقارب ربع المشاركين في المساجد، تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاماً، أي تقريباً من شباب جيل الألفية.
لكن ISPU وجدت أنه في عام 2020، فإن 54% من المسلمين البالغين، تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاماً.
يُقدّر الاستطلاع الجديد أن 29%، فقط من زوار المساجد، هم من هذه الفئة العمرية.
وبناءً على هذا الاختلاف الكبير، لا تستقطب المساجد نسبةً كبيرة من جيل الشباب وجيل الألفية، مما يدل على أنه على الرغم من أن المساجد لم تخسر معركة قلوب وعقول الشباب المسلمين، إلا أنها لم تنتصر فيها أيضاً.
وأضاف Bagby: “الكنائس والمعابد اليهودية تتحسر بصوت عالٍ لعدم حضور هذه الفئة العمرية لديها.
وبالمقارنة، تؤكد الدراسة، أن المساجد لا تزال تجتذب نسبةً جيدة من الجيل Z، وشباب جيل الألفية. ولكنّ النسبة المئوية للشباب الذين يرتادون المساجد، هي أقل بكثير من النسبة الفعلية للشباب في المجتمع المسلم”.
وأردف Bagby، بأنه على الرغم من أن الشباب المسلمين لم يتخلوا عن المساجد، إلا أن هناك علامات خطر على أن المساجد قد تتبع نفس الاتجاهات التي تتبعها دور العبادة الأخرى.
في العقد الماضي، واجه 35% من المساجد، مقاومةً كبيرةً من الحيّ أو المدينة، عندما حاولوا الحصول على إذن للتوسع أو البناء.
وبالمقارنة، من 1980-2009، كان متوسط النسبة المئوية للمساجد التي واجهت مقاومةً، هي 25%.
نمو المشاعر السلبية تجاه المسلمين
يقول التقرير أن المواقف السلبية تجاه المسلمين، قد نمت بشكلٍ واضح في العقد الماضي، وتمثل معارضة المساجد شكلاً مؤسسياً للتمييز ضد المسلمين.
ووفقاً لاستطلاع American Muslim لعام 2020 الذي أجرته ISPU، المسلمين، هم أكثر من أي مجموعة أخرى تعاني من التمييز الديني، فهم يواجهون ذلك على مستوى مؤسسي، وليس فقط على المستوى الشخصي.
بلغ متوسط ميزانية المسجد في عام 2020 ما مقداره 276500 دولاراً أمريكياً، ومتوسط الميزانية 80000 دولاراً أمريكي.
وهذه زيادةٌ كبيرةٌ عن متوسط ميزانية عام 2010 البالغة 167600 دولاراً أمريكياً، ومتوسط الميزانية البالغ 70 ألف دولاراً أمريكياً.
يُذكر، أن المساجد تجمع في المتوسط، ما مقداره 40640 دولاراً، للزكاة أو الصدقات.
المصدر : arabamericannews