أظهرت دراسة جديدة أن الاستقرار المادي وتحسين الوضع الاقتصادي للسكان في كندا قد أصبح أكثر صعوبة حالياً، وقد تؤدي الأزمة الاقتصادية التي سببها COVID-19 إلى تفاقم الأزمة أكثر وإلى صعوبة الارتقاء في السلم الاقتصادي.
وعلى الرغم من أن كندا لم تطوّر نظاماً طبقياً حتى الآن، إلا أن هيئة الإحصاء الكندية أظهرت أنّ الارتقاء في السلم الاقتصادي يزداد صعوبةً مع الوقت.
وقد بحثت StatCan في السجلات الضريبية لخمس مجموعات من الكنديين المولودين بين عامي 1963 و 1982. ووجدت أن الشخص المولود في عام 1982 لأبوين في الخُمس الأدنى من الدخل هو أكثر احتمالاً للبقاء فيه بنسبة 22٪ من شخص ولد في عام 1963. وهو أيضاً أقل احتمالاً للوصول إلى الخمس الأعلى من أصحاب الدخل مقارنةً بأسلافهم بنسبة 8٪ .
كما أن الشخص المولود في عام 1982 لأبوين في الخمس الأعلى من ذوي الدخل هو أقل احتمالاً للهبوط إلى الخمس الأدنى من أصحاب الدخل بنسبة 13٪ مقارنةً بشخص ولد في عام 1963 ، ومن المحتمل أيضاً أن يظل في الخمس الأعلى.
صعوبة الثراء
أي وبعبارةٍ أخرى، بات من الصعب على السكان أن يصبحوا أكثر ثراءاً في كندا، ومن الأسهل لهم أن يظلوا ميسورين إذا ولدوا على هذه الحالة.
كما تلاحظ StatCan أن هذه الظاهرة حدثت في نفس الوقت الذي حدثت فيه زيادة عامة في عدم المساواة في الدخل، وأن العلاقة بين الاثنين قوية جداً ومن غير المرجح أن تكون مصادفة.
وقد أصدرت الوكالة مخططاً لـمنحنى يوضّح العلاقة بين دخل الشخص ودخل والديه. و يُظهر أن الأشخاص في المجموعات العمرية الحديثة لديهم دخل أكثر ارتباطاً بدخل آبائهم.
وأشار كبير الاقتصاديين في TD Bank، “صُهيب شاهد” ، إلى ازدياد عدم المساواة في جميع دول مجموعة السبع، ليس فقط بين الشباب والكبار و بين الأجيال، ولكن بين العمال ذوي المهارات العالية والمنخفضة.
و على الرغم من وجود العديد من الأسباب المحتملة للفجوات المتزايدة في الاقتصادات المتقدمة، إلا أن صهيب يسلط الضوء على ممارسة البنوك المركزية في السنوات الأخيرة لشراء الأصول أثناء الأزمات الاقتصادية. وقال إن هذا يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم والعقارات والأصول الأخرى، مما يوسع الفجوة بين من يمتلك هذه الأشياء ومن لا يملكها.
مخاطر الأتمتة
وأضاف أنه يتم حالياً استبدال العمالة الماهرة ذات الدخل المنخفض بواسطة نظام الأتمتة، وقد أدى هذا الوباء إلى تفاقم هذه المشكلة.
وقد اعتمدت الشركات تقنيات جديدة للتكيف مع الظروف الوبائية، مما أدى إلى فقدان الوظائف الدائمة بشكل كبير بين العمال ذوي المهارات المنخفضة. كما تسمح هذه التقنيات للعمال ذوي المهارات العالية بأن يكونوا أكثر إنتاجية، ما يعني أنهم يكسبون أجوراً أعلى.
مع العلم أن التقدم الذي تم إنجازه في السنوات الأخيرة بشأن المساواة بين الجنسين والإندماج الاقتصادي للأقليات بالإضافة إلى الحد من الفقر، قد توقف بشكل ملحوظ بسبب الوباء، حيث تأثرت النساء والأقليات بشكل خاص بفقدان الوظائف الذي تركز في قطاع الخدمات منخفض الأجور.
مخاطر من الاضطرابات والتطرف
وأشار “صُهيب” إلى أن هذه الفجوة المتنامية لا تشكل خطراً على الاقتصاد في المستقبل فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات الاجتماعية والتطرف السياسي.
وأضاف أن الحكومات بحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية بهدف معالجة عدم المساواة قبل أن تظهر آثارها السلبية في المجتمع.
وأكد على أهمية تسريع برامج التلقيح، وتوجيه المساعدة للفئات المحتاجة، وإلا سترتفع حالات الإفلاس والبطالة.
رابط الدراسة : statcan.gc.ca