قدّمت شرطة مونتريال لمحة عامة عن مشكلة العنف المسلح المتزايدة، واستراتيجيتها لمكافحته.
وأوضح David Bertrand، مفتش وحدة الجرائم الكبرى في شرطة مونتريال (SPVM)، أن الموجة الأخيرة من جرائم الأسلحة ليست سوى أحدث الأمثلة على التغيير في السلوك الذي يخصّ استخدام الأسلحة النارية في السنوات الأخيرة، حيث تتبع مونتريال خطى تورونتو في مواجهة زيادة كبيرة في النزاعات المسلحة.
وقال: “نحن نشهد ما شهدته تورنتو قبل بضع سنوات. ما نراه في مونتريال حالياً هو تقليل من أهمية حيازة واستخدام الأسلحة النارية”.
وعلى الرغم من الأحكام القاسية التي صدرت على جرائم استخدام الأسلحة النارية، هناك شعور بالإفلات من العقاب بين الشباب.
وتابع Bertrand: “لا يخشى الناس تداعيات دخول اسمائهم في نظام العقوبات، على الرغم من أن ذلك يمنحهم سمعة سيئة”.
يُذكر أن الجريمة المنظمة احتفظت في الماضي بنوعٍ من السيطرة على مكان وزمان حدوث عنف السلاح، أما الآن فيمكن أن تندلع هذه الأحداث في أي وقت.
وتشمل أسباب حوادث عنف السلاح الانتقام، والدفاع عن النفس، والاندفاع أو التهوّر عند التقاء أعضاء العصابات المتنافسة في الشارع، أو التهديدات التي تأتي عن طريق الإنترنت.
كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً رئيسياً في تعزيز عنف السلاح ومشاركة الصور وحكايات حوادث العنف بعد وقوعها.
ومن المفارقات الملفتة للنظر أيضاً، أن المسدسات في الوقت الحالي أغلى مما كانت عليه في أي وقت مضى.
وبيّن Bertrand: “يتراوح السعر الحالي لسلاح ناري في مونتريال بين 5000 و 6500 دولار. أي أنه تضاعف 4 مرات في السنوات الخمس الماضية”.
وتتسبّب هذه الأسعار الباهظة تداعيات متنوعة، من ارتفاع الجرائم إلى دفع ثمن الأسلحة، إلى زيادة قيمة البنادق كرمز للمكانة، وسوق نشط لإعادة البيع بعد الجرائم التي تُرتكب بالأسلحة النارية.
وأوضح Francis Renaud ، رئيس وحدة الجريمة المنظمة في SPVM، أن عصابات الشوارع اليوم “غير منظمة وغير هرمية”، وقال: “إنهم عفويون، كما أن تعطشهم للانتقام لا يكل ولا يمكن التنبؤ به”.
من جانبه أشار Sébastien de Montigny، المسؤول عن استراتيجية SPVM المتكاملة في العنف المسلح، إلى أن معالجة المشكلة تتطلب استراتيجية متعددة الجوانب، وتحدّث عن ضرورة التعاون بين مختلف قوات الشرطة، بالإضافة إلى مساهمة المواطنين العاديين.
كما أكد أن الحدّ من العنف المرتبط باستخدام الأسلحة النارية هو هدف رئيسي لجميع الإدارات وفي جميع الأحياء.
وستقوم SPVM خلال الأشهر المقبلة بتقديم فريق جديد متعدد المهام ، مع فريق توعية مجتمعي في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة، الذي كان أحد النقاط الساخنة في مونتريال.
المصدر: Montreal Gazette